ربما تراهن إسرائيل على ممارسة سياسة الضغط القصوى عسكرياً في عودتها للحرب على قطاع غزة لتحقيق أهدافها المعلنة لتلك الحرب من تحرير لمن تبقى من رهائنها والقضاء على حركة حماس.
وعلى لسان أكثر من مسؤول بارز، توعدت إسرائيل بفرض واقع غير مسبوق، مهددة سكان القطاع بجحيم بدأت ملامحه في التشكل مع عدم الاكتفاء بتكثيف الهجمات جواً وبراً وبحراً، بل العودة إلى عمليات برية في مختلف أنحاء القطاع، ودعوات لسكان القطاع بالتوجه إلى مناطق محددة جنوباً.
التصعيد العسكري
ويتزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية مع القطاع لليوم الـ20 على التوالي وقطع المياه والكهرباء، ما يعكس رغبة إسرائيلية في جعل البقاء في غزة أمراً مستحيلاً، ومن ثم الشروع في تنفيذ مخطط التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبينما تطرح العديد من علامات الاستفهام بشأن الأدوات التي تمتلكها إسرائيل لتنفيذ رؤيتها هذه المرة، في ظل فشلها في ذلك طيلة 15 شهراً من الحرب، يظل مشهد النزوح مرة أخرى في أرجاء القطاع شبه المدمر بشكل كامل، عنواناً لمعاناة يحياها مئات الآلاف من الفلسطينيين وسط مخاوف من حدوث مجاعة وشيكة، وهو الوضع الذي وصفته صحيفة "الجارديان" البريطانية بـ"الكابوس".
وتقول الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي إن ضرباتها، التي عادت مع انهيار الهدنة التي استمرت نحو شهرين واستئناف الحرب، استهدفت فقط "أهدافاً إرهابية تابعة لحركتي حماس والجهاد الإرهابيتين، بما في ذلك خلايا إرهابية ومواقع إطلاق، ومخازن أسلحة، وبنية تحتية عسكرية إضافية تستخدمها هاتان المنظمتان الإرهابيتان لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والجنود"، إلا أن ضحايا اليومين الماضين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفقاً لما أعلنته السلطات في غزة.
ونقلت "الغارديان" عن مسؤولي إغاثة في غزة أن جهوداً حثيثة تبذل للتعامل مع احتياجات النازحين الجدد ومعالجة مئات المصابين تحت القصف الإسرائيلي.
ظروف المنظمات الإنسانية
وأشارت الصحيفة إلى الظروف الصعبة التي تعمل فيها منظمات الدفاع المدني والحد الأدنى من الخدمات الصحية، قائلة إنه "يتم نقل المصابين على عربات تجرها الحمير لعدم وجود وقود للسيارات. المستشفيات تترنح".
وحذر مسؤولو الإغاثة من أن غزة تغرق مرة أخرى في أزمة إنسانية حادة نتيجة لذلك، حيث من المتوقع أن تنخفض إمدادات المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الضروريات في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع ما لم تعد إسرائيل فتح المعابر، وهو أمر مستبعد في ظل تضاؤل فرص التوصل إلى تفاهمات لإعادة اتفاق وقف.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري