صعود الموظف الخارق.. الذكاء الاصطناعي التوليدي ومستقبل العمل.
في عالم يتسم بالتطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) أكثر من مجرد أداة تقنية، بل تحول إلى شريك استراتيجي يعيد رسم ملامح بيئات العمل وأدوار الموظفين وآليات تقديم الخدمات وتنفيذ العمليات في كثير من القطاعات.. اليوم، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة للمساعدة في المهام الروتينية، بل أصبح قوة تمكينية تمنح الموظفين قدرات خارقة تتيح لهم إنجاز أعمال متعددة بدقة وسرعة غير مسبوقتين، بالإضافة لتوفير المزيد من وقت العمل للتركيز على الابتكار والتطوير الشخصي والراحة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
من أداة مساعدة إلى رفيق احترافي
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); بشكل مبسط، يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنه نوع من الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على إنشاء محتوى جديد، مثل النصوص والصور والموسيقى والأكواد البرمجية، وذلك من خلال التعلم العميق المبني على تحليل الأنماط في كميات هائلة من بيانات التدريب، هذه القدرة تتجاوز بكثير مجرد فهم المعلومات وتقديمها كما هي، لتمتد إلى توليد مواد جديدة لم تكن موجودة من قبل، وعلى عكس الذكاء الاصطناعي التقليدي الذي يعتمد بكثير من الأحوال على قواعد أو خوارزميات محددة مسبقاً لأداء مهام معينة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على التعلم وإنتاج محتوى جديد غير مسبوق.
اليوم، وبمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكان الموظفين أداء مهام متعددة بكفاءة استثنائية لم تكن ممكنة من قبل، حيث أتاحت أدوات الذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام الروتينية مثل إعداد التقارير، مراجعة المستندات والعقود، والترجمة، وإنشاء ملخصات الاجتماعات، وصياغة الرسائل البريدية، وتصميم العروض التقديمية، كما تجاوزت إمكانيات الذكاء الصناعي المهام الروتينية البسيطة ليثبت نفسه بجدارة في مجالات مثل تحليل البيانات، واستخلاص الرؤى، والعصف الذهني، والأنشطة الإبداعية من كتابة، وإنشاء للصور ومقاطع الفيديو، كما أظهرت العديد من النماذج قدرات عالية في دعم عمليات صنع القرار والمساهمة في عمليات وضع الخطط الاستراتيجية، حيث يُقدَّر أن 80% من الوظائف يمكن أن تدمج تقنيات وقدرات الذكاء الاصطناعي في أنشطتها اليومية للتعزيز من كفاءة الأداء والتقليل من الأخطاء البشرية وتحسين تجربة المستخدمين والعملاء.
زيادة الإنتاجية والكفاءة والقدرات
من المتوقع أن يرفع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة الأعمال من كفاءة الموظفين بنسبة تصل إلى 40% في بعض المجالات، حيث سيمكن الموظفون من إنجاز مهام في وقت وجيز، كانت تستغرق عادةً ساعات، بالإضافة لهذا، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي سيتمكن الموظفون من تنفيذ مهام تتجاوز نطاق تخصصهم التقليدي.
هذا التحول المستفيد من قوة الذكاء الصناعي لا يعزز الإنتاجية فحسب، بل سيسهم أيضاً بشكل مباشر في تحسين جودة العمليات والمنتجات والخدمات، ويجعل اتخاذ القرارات أكثر دقة بفضل التحليلات المستندة إلى البيانات، كما يُمكّن المؤسسات من التكيف السريع مع التغيرات، ما يعزز القدرة التنافسية ويخلق نمواً مستداماً ومتسارعاً للأعمال.
التعاون بين الإنسان والآلة
سيصبح التعاون بين الإنسان والآلة أمراً أساسياً في بيئات العمل، حيث يُكمِّل كل منهما الآخر لتحقيق أفضل النتائج، حيث سيعمل الموظفون جنباً إلى جنب مع الأنظمة الذكية بشكل تعاوني متداخل لإنجاز الكثير من المهام، ما سيخلق ديناميكية جديدة تعتمد على الذكاء المشترك وتكامل العمل، ما سوف يؤثر بشكل جوهري على طبيعة الوظائف والأدوار.
نحو مستقبل أكثر إشراقاً
بينما تتولى الآلات المهام الروتينية، سيتفرغ الموظفون إلى التركيز على المهام النوعية ذات القيمة المضافة العالية، وبدوره هذا سيؤدي إلى نشوء أدوار وظيفية جديدة تتطلب مهارات متقدمة، ومن خلال تقليل الوقت الضائع في المهام الروتينية، سيتمكن الموظف من تحقيق توازن أفضل بين حياته المهنية والشخصية، ما يعزز رضاه وسعادته.
اليوم، الذكاء الاصطناعي يمثل قوة تحويلية حقيقية في عالم العمل، ومستقبل العمل سيعتمد على التكامل بين قدرات الذكاء الاصطناعي والقدرات البشرية، حيث يمكّن الذكاء الاصطناعي الموظفين من تحقيق مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والإنتاجية، ويحولهم إلى «موظفين خارقين» قادرين على إنجاز مهام متعددة بكفاءة استثنائية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية