"كلما حركت حجرًا في مصر.. وجدت تحته يونانيًا" هكذا قال اللورد كرومر، المندوب السامى البريطانى فى مصر مطلع القرن العشرين، وفي الإسكندرية خاصة، لا تحتاج لأن تحرك الحجر، فملامح اليونان في كل مكان!

لو أن الإسكندرية تجسدت وتحدثت بالكلمات لأخبرتنا تاريخ اليونانيين على أرضها، لحدثتنا عن قسطنطين كفافيس وأشعاره، وسيناريوهات نيكوس تسيفوروس وألحان مانوس لوزوس، وفي أحياء نفس المدينة تظهر في رواية مدن جامحة للكاتب ستراتيس تسيركاس.. كلهم من أبناء جالية واحدة ولدوا على شاطئ الإسكندرية.. وشكلوا الهوية اليونانية للإسكندرية.

اليوم بإمكانك أن تلتقي بهم في جولة بالأسكندرية.. بين المتاجر التي يمتلكها اليونانيين مثل "اثينيوس وإيليت وديليس".. بين المباني الكلاسيكية العريقة التي بنيت على يد مهندسين يونانيين..وعلي أسماء الشوارع أو أحياء بأكملها مثل "زيزينا وهو الذي سمي على اسم يوناني يدعى زيزنياس .

أقرب نقطة إلى جزر اليونان تاريخ اليونانيين في الإسكندرية، يعود إلى عام سنة 332 قبل الميلاد، عندما دخلها الاإسكندر الأكبر، ثم اختار الإسكندر قطعه ارض كانت مكونه من ١٧ قريه وسماها الاسكندريه علي اسمه وقرر ان تكون عاصمة لمصر في تلك الفتره، ثم صمم المدينة المهندس دينوقراطيس علي نفس تصميم المدن اليونانيه، واختارها الاسكندر لأنها أقرب نقطه في مصر للجزر اليونانيه، وكان الهدف أن تكون الإسكندرية هي المدينة المصرية المتصل بأوروبا واليونان.

بدأ النزوح الكبير للأوروبيين وخاصة اليونانيين يصل إلي مدينة الإسكندرية منذ القرن الثامن عشر واشتدت حدته منذ بدايات القرن التاسع عشر، أما وجود اليونانيون في الأسكندرية في العصر الحديث، فأصبح ظاهرًا بشكل كبير مع تولي محمد علي حكم مصر، حيث كانت سنوات خدمته في جيش الدولة العثمانية باليونان، قبل قدومه إلى مصر. وعندما تولى حكم مصر كان يستقطب موظفيه من اليونان، وبعد الثورة اليونانية، ازدادت موجة الهجرة اليونانية إلي مدينة الإسكندرية ومن هنا بدأت قصة اليونانيين في الأسكندرية.

قصة النادي البحري اليوناني فى بداية القرن العشرين وصل عدد اليونانيين بالإسكندرية إلى مئات الآلآف، ففكروا فى إنشاء كيان يكون مقر لهم يتجمعون فيه يمارسون فيه الرياضة فكان التفكير فى إنشاء النادى اليونانى البحرى.

من جانبها علقت الدكتورة "ليليكا ثليفيتيس" التي روت قصتها بين مصر واليونان، فقالت: أنا يونانية الأصل ومصرية ومزدوجة الجنسية، ولدت في الاسكندرية، ولد والدي في أحدى الجزر اليونانية، وولدت والدتي في الإسكندرية، وعاشت عائلتي في مصر، لكن في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر والخروج الكبير، تركت عائلتي مصر، لكن والدي ظل في الاسكندرية ولم يرحل، فكان لديه مشاريع في مصر، كان أكبر تاجر مواد البناء وكان لديه ثروة من العقارات في الاسكندرية، ودرست في مدرسة يونانية، كان تعمل من خلال التبرع من رجال الأعمال الناجحين من الجالية اليونانية الذي كرسوا حياتهم في الاسكندرية للجالية اليونانية وقاموا ببناء مدارس وبطريكية، ومستشفيات ومركز صحفي يوناني، هؤلاء الناجحين منهم من ترك مصر أثناء الخروج، ومنهم من ظل في مصر مثل عائلتي.

وأضاف "ليليكا": "درست في كلية طب الاسنان، وبعد تخرجي وزواجي بدأت العمل في الجالية، وبدأت بالعمل في رابطة رجال العلم "بطليموس" وكنت في المجلس لسنوات عديدة حتى حصلت على رئاسة المجلس، ثم انتقلت إلى النادي البحري اليوناني، وبدأت بالتطوع في العمل فيه، حتى وصلت إلى منصب نائبة رئيس النادي البحري اليوناني، ثم أصبحت رئيسته أواخر عام 2022، وتمتد لمدة 4 سنوات. فيما النادي يقع تحت مسؤولية وزارة الشباب والرياضة المصرية. التي تقوم بالتفتيش حول الأنشطة والتأمينات والعمالة والأمور الإدارية.

وحول تاريخ النادي البحري اليوناني، علقت الدكتورة "ليليكا": أن النادي البحري اليوناني تم انشاءه 1909، بجوار قصر "رأس التين"وكان مبني من الخشب ثم في عام 1957 تم نقل المبنى إلى مكانه الحالي بجوار قلعة الاسكندرية. وتم عقد اتفاقية "مونترو" مع النادي على أن يكون للنادي وضع خاص بأجرة رمزية، ولا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية