بمزيجٍ من احترام الواقعيَّة، واستمرار الحلم، تمضي سوريا، التي تحرَّرت منذ مئة يوم، على طريق البناء والتَّعمير، ومواجهة التحدِّيات الداخليَّة والخارجيَّة. يحصل ذلك، «بتأنٍّ ولكن بثقة»، وبعيدًا عن الضجيج الذي يملأ فضاءات وسائل التشاكُل الاجتماعيِّ، بكل خَطَلِها وأوهامها الكبيرة.
ثمة مشاهدُ ثلاثة تُظهر تلك الحقيقة، رآها السوريُّون خلال الأيام الماضية.
داخليًّا، وفي إطار التَّعامل مع الوضع في السويداء، تمضي الأمورُ قُدُمًا، بهدوء، وبغضِّ النَّظر عن (الهمروجات) التي تظهر فيها، وعنها، هنا وهناك.
فثمَّةَ (ترتيباتٌ) تَكتمِل. ولكنْ، مع جرعةٍ من (صبرٍ إستراتيجيٍّ) يستندُ بقوَّة إلى لحظة اعترافِ بعض أصحاب النفوذ الغالب فيها، حتَّى الآن، بخلطةِ إكراهات الجغرافيا، والاجتماع البشريِّ، والاقتصاد السياسيِّ، التي تفرض نفسها بشكلٍ صلدٍ ونهائيٍّ، قد تُمكنُ (الخربشة) عليه، ولكن، لا يمكن إلغاؤه.
هذا واقعٌ يُدركه عقلاءُ ووطنيُّون في المحافظة، وهم سنَدُها الإستراتيجيُّ الحقيقيُّ، نهاية المطاف. لكن صبرهم المديد مطلوب؛ لأنَّ من طبيعة توقيت اقتلاع الظواهر الشاذَّة في اجتماعٍ بشريٍّ معقَّدٍ، وفي لحظةٍ تاريخيَّةٍ فاصلةٍ، أنَّه يحتاج لذلك الصبر.
وفي المشهد الثاني، نرى حرصَ الكرملين على الإعلان، منذ ثلاثة أيام، وبشكلٍ رسميٍّ، عن رسالةٍ من الرئيس بوتين للرئيس السوريِّ أحمد الشرع. فلماذا يحصل ذلك؟.
ما يُقرأ في الخلفيَّة أنَّ موسكو تبدُو وكأنَّها قد أدركت، أخيرًا.. أنَّ مصالحها الإستراتيجيَّة لا تتحقَّق إلَّا بدعمِ سوريا الجديدة. ومغادرة أوهام الرِّهانات على خياراتٍ أُخْرى.. مرَّةً واحدةً، وإلى الأبد.
وما لا يعرفهُ كثيرُون -لكنَّ موسكو تعرفه تمامًا- هو ما عَرَضته دمشق على دولٍ كُبْرى في الإقليم، وفي العالم، بخصوص أحداث السَّاحل الأخيرة، بأحداثها وأدوار اللَّاعبين فيها.
من هنا، وبعد قراءةٍ أخيرةٍ، نأملُ أنْ تكون نهائيَّةً وشاملةً، للمشهدِ السوريِّ، جاءَ حرصُ الكرملين على إعلان رسالةٍ أرسلها بوتين للقيادةِ السوريَّة، بعد مكالمته الطَّويلة مع الرئيس الأمريكيِّ دونالد ترامب.. يُشدِّدُ فيها «بقوَّة على دعم جهود القيادة السوريَّة لتحقيق الاستقرار في البلاد في أسرع وقت ممكن»، مع التَّأكيد على «استعداده لتطوير التَّعاون.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة