ارتفعت الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات الثلاثاء، بالتزامن مع صعود أسواق عالمية أخرى، مع انحسار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. جاءت هذه التطورات قبل حلول الموعد المقرر في الثاني من أبريل نيسان، إذ صرح ترامب بأن بعض التهديدات السابقة قد لا تُنفذ كاملة، الأمر الذي دعم أجواء التفاؤل لدى المستثمرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
مؤشرات البورصات الأوروبية سجل المؤشر الأوروبي ستوكس 600 زيادة قدرها 0.7 في المئة، ليغلق على أول ارتفاع في أربع جلسات، في الوقت ذاته، حققت معظم الأسواق الإقليمية مكاسب معتبرة؛ قفزت الأسهم الإسبانية 1.2 في المئة، تلتها السوق الألمانية التي صعدت بنحو 1.1 في المئة.
وتعززت هذه الإيجابية مع ما وصفه محللون بقدرة المستثمرين على «التكيف» مع السياسة الجمركية الأميركية المتقلبة، إذ قالوا إن «المتعاملين تعلموا التكيف مع السلوك المُفاجئ، من تهديدات بالرسوم ثم تراجعات عنها».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
على صعيد التوترات التجارية، أشار الرئيس ترامب إلى أن بعض التعريفات الجمركية قد تُلغى، أو تؤجل، أو تُعاد صياغتها لصالح بعض الدول، ولقي هذا التصريح ارتياحاً لدى قطاعات متعددة، انعكس في انخفاض مؤشر «الخوف» الأوروبي (اليورو ستوكس لمؤشر التذبذب) إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أسابيع عند 17.59 نقطة.
بيانات مشجعة من ألمانيا إلى جانب الارتياح النسبي تجاه الأزمة التجارية، أسهمت بيانات ألمانية قوية في تحفيز المعنويات، فقد ارتفع مؤشر ثقة الأعمال في مارس آذار، ما يوحي بتعافٍ محتمل بعد سنتين من الانكماش في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو.
هذا التفاؤل تعزَّزَ بقرار برلين الأسبوع الماضي ضخّ موازنات ضخمة في مجالي الدفاع والبنية التحتية، وهو ما حفز تقديرات نمو أفضل لمنطقة اليورو، ومنح الأسهم الأوروبية دفعة أكبر مقارنة بنظيرتها الأميركية منذ بداية العام.
ويشير محللون إلى أن المضي قدماً في الإنفاق الحكومي الألماني بمئات المليارات من اليورو قد يجعل أسواق المنطقة أكثر جاذبية على المديَيْن المتوسط والطويل، لا سيما إذا اقترنت هذه الحوافز بخطوات أخرى لتحفيز الاستثمارات.
أبرز الرابحين والخاسرين قاد قطاع البنوك المكاسب بصعود بلغ 2.1 في المئة، ليقترب من مستويات قياسية تاريخية، في السياق ذاته، ارتفعت أسهم شركة التأمين السويسرية، بالوا، بنحو 4.3 في المئة إثر إعلانها زيادة كبيرة في الأرباح السنوية لعام 2024، وصلت إلى 60.6 في المئة.
وفي المقابل، تراجعت شركة الخدمات اللوجستية السويسرية، كوينه آند ناجل، بنسبة 4 في المئة، بعدما حذرت من أن أرباحها التشغيلية قد تخالف توقعات المحللين بفعل عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
واستمر الضغط السلبي على قطاع التجزئة الأوروبي، إذ هوت أسهم سلسلة كينغفيشر المختصة في مستلزمات تحسين المنازل بواقع 14 في المئة، في أسوأ أداء لها منذ مارس آذار 2020، عقب إعلانها تراجع أرباحها السنوية 7 في المئة بسبب الطلب الضعيف على المنتجات الأعلى قيمة.
بوادر هدوء في ملف أوكرانيا وروسيا في تطور منفصل، أعلنت الولايات المتحدة عن توصل روسيا وأوكرانيا لاتفاقين منفصلين يتيحان ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، إلى جانب حظر الهجمات على مرافق الطاقة لكلا الطرفين.
ورغم أن الأحداث الجيوسياسية المتعلقة بالنزاع الروسي الأوكراني لم تحظَ بوزن كبير في تداولات اليوم، فإن أي تراجع في حدة التوتر قد يسهم في تعزيز الثقة بالأسواق الأوروبية ويخفف من الضبابية الاقتصادية التي رافقت الصراع طوال السنوات الثلاث الماضية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية