ما أن يهلّ شهر رمضان المبارك حتى تهطل علينا القنوات الفضائية بزخاتٍ من الدراما التلفزيونية بصورةٍ تنافسية، تنمّ عن أهداف خفية؛ قد لا يُدركها المواطن العادي.. وينجرّ ويلهث وراءها الكثيرون!! مع أن رمضان في الأصل هو موسم العبادة والطاعة.. ومع ذلك، فإن هناك بعض البرامج من (القيمة) التي قد تصل مشاهدتها حد العبادة؛ لأنها تتناول قِيَم ومبادئ ينعكس أثرها على الفرد والمجتمع، والوطن والأمة؛ ومن تلك البرامج (حكاية وعد)، وهو البرنامج الذي تُقدِّمه MBC، والذي به الكثير من الرصد والتوثيق للقيادات العليا في الدولة، وعلى رأسهم سمو الأمير محمد بن سلمان في إدارة دفّة التغيير والتطوير.. وبرنامج (سين)، للمتألق أحمد الشقيري، من أجل التغيير وتوعية الفرد في أهمية التحسين في دائرته الخاصة.
وفي رمضان وبعد مائدة الإفطار، تتحلَّق الأُسَر حول التلفزيون، حيث تحتاج إلى جرعة من الفرفشة.. ولكن مع هدف اجتماعي قيِّم. وقد شدَّني عنوان مسلسل: (يوميات رجل عانس)، وتوقعتُ أنه يُعالج أسباب العنوسة التي انتشرت بين الرجال.
وبالرغم من أن المسلسل كوميدي، والمفترض أن تُوظَّف الكوميديا في علاج المشكلات الاجتماعية، ولكن للأسف تم تناول الموضوع بكثير من السطحية والتهريج؛ فبطل المسلسل (عبدالله)، الذي تجاوز الثلاثينيات من عمره، وتُقرِّر والدته؛ البحث له عن زوجة، حيث إن أمنيتها أن ترى أبناءه.. ولكن في رحلة البحث كانت مقومات الجمال الخارجي أساسية، فهي تذهب وبكل سذاجة إلى حفلات الزفاف لتخطب له أي واحدة، بل حتى أخواته يبحثن له عن عروس في السوشيال ميديا!! حتى لو في مدينة أخرى، على أن يشد الرحال إليها.. فهل معيار الجمال هو الأساس في اختيار شريكة الحياة!؟ مع أن حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم- يقول: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك)؛ فالجمال أحد معايير الزواج.. وهناك مقومات أخرى حتى تتحقق السعادة الزوجية، ومنها صلاح المرأة، والأسرة التي تنتمي لها، وحفاظها على دينها.
حقيقةٌ أُخرَى، هي أن شلة الأصدقاء الذين حول (عبدالله)؛ يبدو أنهم جميعاً (عوانس)، وعادةً يكون تأثير الشلة على رأي الفرد كبيراً لدرجة التضليل، وعدم الوصول لحل حقيقي للمشكلة.
المسلسل مستوحى من كتاب (يوميات رجل سعودي عانس)، ولكن الإخراج غير موفق، فكيف يُصوَّر أنه ليس هناك أسرة سعيدة في الرياض كلها!؟ إذ يعمل على سؤال إعلامي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة