قال محدّثي «هل تعلم أنَّ بلاد الشام ضحية أقدار التاريخ والجغرافيا؟».
وأكمل كلامه قائلاً: «إن بلاد الشام تؤثر تأثيراً عميقاً في مجريات ومسارات تاريخ الشرق الأوسط. فالشام خزان استراتيجي للحضارة والثقافة، لا شك في ذلك، فاض على المحيط القريب والبعيد، وتنظر إليه القوى المناوئة على أنه الأرض الخصبة التي تمثل جوهر مطامع الإمبراطوريات. وقد تداعت إليه عبر التاريخ آلاف الغزوات، وتغير اجتماعياً وثقافياً وحضارياً مرة تلو المرة. ومن هذه الأرض أدركنا أن بلاد الشام محكومة بالانقضاض عليها في مراحل تاريخية متواصلة. وإذا نظرنا بعمق إلى التاريخ، فسنكتشف أن الحضارة الممتدة المستمرة على هذه الأرض شكلت جوهر الأخطار الكبرى والأديان السماوية».
هذا على مستوى التاريخ الممتد، أما على صعيد الجغرافيا، فإن بلاد الشام تمثل الحد الفاصل بين قلب العرب والقوى غير العربية المتاخمة؛ ولذا فهي بوابة أولى لدخول المنطقة العربية من قبل المغامرين والمستكشفين والغزاة. وقد شكل ذلك تهديداً وجودياً لشعوب الشام، وأدى إلى تغيير بنيتها الثقافية والاجتماعية باستمرار. ومن ثم فإن بلاد الشام قد تدهشك، لأنها تمتلئ بمكونات مختلفة طوال الوقت، مكونات تتصادم وتتصارع، وتتسبب في استدعاء الآخر غير الشامي نتيجة الانهيارات التي تخلفها الصراعات فيما بينها.
قاطعته ولكنَّ هذا نهر التاريخ وذاك محيط الجغرافيا، فما الذي يجري الآن حقاً؟ ما يحدث الآن أشبه بما عايشناه من قبل، وكأن الدوائر تدور كما هي، وكأن الأحداث تكرر نفسها.
فالشاهد أن محنة الجغرافيا تجلّت في بلاد الشام في بداية القرن الحادي والعشرين، حين وجدت نفسها تجاور غزواً أميركياً وغربياً لبلاد الرافدين الشقيقة، والشريكة في العمق الاستراتيجي لها. ولا شك أن شرارة هذه الغزوة تطايرت إليها وتفاعلت معها إلى الدرجة التي جعلتها تنخرط في مأساة الغزو من دون تخطيط أو وعي، وأحياناً تداخلت عبر خروج عناصر منها إلى ساحة المعركة في بغداد، وهو ما ارتد إليها فيما بعد. ولا شك أن حواف هذه البلاد شهدت تغييرات كبرى، فلبنان، منذ أكثر من قرن، يعاني انتداباً أو حرباً أهلية أو غزواً إسرائيلياً متوالياً. وفي لبنان، تمثل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط