حلّ الصيام الإسلامي والصيام المسيحي في ظروف مأساوية منتشرة حول العالم وفي العالم العربي، بخاصة في جنوب لبنان، وغزة والضفة الغربية اللتين تختبران رمضاناً آخر بعد العدوان عليهما في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في وقتٍ مئات الآلاف منهم بلا عمل وموظفون يتقاضون رواتب منقوصة، فيما شمال الضفة يخضع لنيران وجرافات العدو الإسرائيلي. يعجز اللسان عن التعبير عنهم بسبب فظاعة ووحشية المشهد؛ صائمون لبنانيون وغزاويون بلا مأوى ولا مسكن ولا طعام ولا شراب ولا أمان ولا استقرار.
رمضان المبارك هو شهر فضيل يشعر فيه الصائم وغير الصائم بالورع والتقوى. فالصوم من العبادات العظيمة التي تعود بالنفع على المسلم في الدنيا والآخرة، كما أن الصيام فعلٌ عظيمٌ يساعد المسلم على التقشف والشعور بالمحتاجين والفقراء ويزيد روح التآخي والإحساس بالغير والقيام بأعمال الخير من زكاة وتبرّعات خيرية وغيرها.
ولكن في شهر رمضان يشعر العديد من الأسر بضغط مالي متزايد بسبب العادات الاجتماعية التي تتطلب دعوة الأهل والأصدقاء لتناول الإفطار في المنازل أو المطاعم والفنادق وتستلزم نفقات إضافية إلى حدّ الإسراف تنتهي بهدايا العيد، مع عدم تخطيط للتحكّم بالنفقات ما يسبب خللاً في ضبط الميزانية، خصوصاً أن أسعار السلع والحاجات الاستهلاكية ترتفع تلقائياً وبشكل جنوني أحياناً بناء على العرض والطلب في الأسواق والمتاجر الكبرى، أضف إلى ذلك التضخّم الذي يحلّ ضيفاً ثقيلاً على موائد الصائمين. ولكن السؤال: هل هذا التسوّق ضرورة وحاجة حقيقية أم مجرد رغبة من الصائم للتبضّع؟ أم بات حاجة للتباهي والتنافس في إعداد الولائم بين العائلات والأصدقاء التي ينتهي بعض منها أو معظمها في أكياس وصناديق القمامة ويتسبب في هدر متوقع؟
عادةً، يزدهر النشاط الاقتصادي في شهر رمضان ويحلّق القطاع التجاري في الأسواق وترتفع الأسعار ويكتظ الزبائن والزائرين في المطاعم والفنادق والمقاهي وتنشط حركة الطيران من بلد إلى بلد مع الزائرين القادمين من أهل البلد أو من أجانب من الخارج بخاصة في فترة الأعياد، وغيرها من القطاعات التي تساهم وتزيد من إيرادات أرباح المتاجر والتجار والشركات المرتبطة بهذه القطاعات. لكن بالرغم من ذلك،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط