د.إدريس لكريني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وعلى امتداد فترة الحرب الباردة وحتى بعد سقوط جدار برلين، ظلّت العلاقات الأمريكية - الأوروبية تعيش على إيقاع التطور، بفعل المصالح الاقتصادية المشتركة، والتوجهات الاستراتيجية في سياق تعزيز الأحادية القطبية بمظاهرها السياسية والاقتصادية والعسكرية، التي حظيت بدعم كبير من قبل هذه البلدان. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل استطاعت الولايات المتحدة أن تجذب عدداً من الدول التي كانت محسوبة على المنظومة الشرقية في ما مضى، لتصبح أعضاء داخل حلف شمال الأطلسي، فيما انضمت دول من هذه المنظومة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ارتبط الأمن الأوروبي على امتداد عدة عقود بحلف شمال الأطلسي وبالمكانة الأمريكية التي تحتلها داخل هذا التكتل العسكري، الذي بقي قائماً ولم يتفكك رغم زوال الظروف الإيديولوجية والعسكرية التي تحكّمت في ولادته منذ عام 1949. وهكذا ظلّ أمن أوروبا مقترناً بالحضور العسكري والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية.
منذ بدايات التسعينات من القرن الماضي، استطاع حلف شمال الأطلسي أن يتكيف مع الواقع الدولي الجديد، ويطور مهامه الأمنية تبعاً للمتغيرات الإقليمية والعالمية، لتشمل مجموعة من القضايا والملفات ذات الطابع السياسي والاجتماعي. وهكذا أصبحت تدخلاته تتم خارج النطاق الجغرافي الأوروبي، وهو ما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا، كما اعتبرت دول الحلف في عام 2016 أن الحروب الإلكترونية هي امتداد للحروب التقليدية التي تستوجب تحريك المادة الخامسة من الوثيقة التأسيسية للحلف، التي تعتبر أن أي اعتداء يطال دولة عضوة، بمثابة اعتداء على كل الدول الأعضاء يستدعي الرد الجماعي.
وفي هذه الأثناء كانت روسيا غارقة في مشاكلها، وتحاول التخلص من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي خلفها تفكك الاتحاد السوفييتي، قبل أن تتعافى وتعود للساحة الدولية بموقف رافض لتبنّي الحلف في عام 2008 «سياسة الباب المفتوح» أمام جورجيا وأوكرانيا. ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، أصبحت لغة التصعيد والتوتر هي سيدة الموقف، بين روسيا التي اجتاحت أقاليم داخل أوكرانيا من جهة، وحلف شمال الأطلسي الذي قدم دعماً كبيراً لكييف من جهة أخرى.
وفي هذه الأجواء، عاد النقاش السياسي والأكاديمي حول مستقبل الأمن الأوروبي، خاصة مع اقتناع مجموعة من الدول الأوروبية بأن روسيا أضحت عاملاً حقيقياً لتهديد الدول الأعضاء في حلف «الناتو»، ومع تزايد الاعتماد على الولايات المتحدة بإمكانياتها النووية والتي أصبحت تتخذ قرارات مزعجة للبلدان الأوروبية في ما يتعلق بمستقبل الحرب الروسية في أوكرانيا، ودعواتها المتكررة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية