بالمعنى السياسي تعدّ الضربة الأميركية العالية، بل الكبرى، في اليمن، أساسية لتمتين معنى الدولة؛ وهو مطلب إقليمي ودولي، بُغية تبويب نظريةٍ مدنيةٍ أساسية عنوانها فكُّ الارتباط بين الميليشيا والدولة.
وما كانت هذه الضربة مفاجئة، بل إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ سنوات، كانت تقود إلى هذا المعنى السياسي، وهو الآن يبوّب سياسته ضمن الأسس القانونية والمؤسسية، وهذا هو المطلوب. ولكن السؤال: ماذا تتضمن ضربة اليمن من رسائل؟ ويمكن التعليق على هذا السؤال بالآتي:
أولاً- بما أن الحوثي، هيكلياً وعسكرياً وبقدراته الصاروخية وبمصانع الطائرات المسيّرة، صار من الماضي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «حماس» و«حزب الله»، فإن من الضروري اليوم أن تقوم الدول التي تتعامل مع الميليشيات بفكّ الارتباط ورفع اليد عنها كلياً خصوصاً ما تبقى منها في العراق. المسألة في الإقليم ليست مزحة. ثمة ترتيب جديد قوامه معنى الدولة والقانون والمؤسسة، ولنقرأ الدراسات التي تتحدث عن معلوماتٍ مهمة حول تعاون «الحشد الشعبي» مع «الحوثي» فيما سُمّي «تحالف الظل». إنه موضوع يؤرق الأميركيين حالياً، وقد كُتبت دراسة مهمة بمعهد واشنطن عن هذا التخادم الكارثي المخيف، وهذا ليس من مصلحة العراق ولا الإقليم كله.
ثانياً- مسألة الاضطراب في الجنوب اللبناني، والتأجيل المتعمد لنفوذ الدولة والجيش في المهمات العسكرية والمؤسسية، وهذا ما جعل الواقع أصعب. إن لبنان مهمٌّ؛ ليس فقط لموقعه الاستراتيجي الذي كان أساسياً لدى بعض الدول بسبب المواني والمعابر، وإنما الأخطر أنه يمثل نقطة انطلاق لموضوعين أساسيين هما: الفوضى التي يقودها بعض المارقين والإرهابيين، ومن جهةٍ ثانية إدارة إنتاج المخدرات بطريقةٍ غير تقليدية بل ممنهجة، والمقصود الأول بهذا التصنيع دول الخليج، وهذا أمر معلوم ومرصود وتجري محاربته بدقة.
ثالثاً- تحدي محاولة استعادة الآيديولوجيا الشعبية، والقومية، والإسلاموية، عبر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط