وسط تصاعد التوترات التجارية، تخوض بريطانيا مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة في محاولة لتأمين إعفاء من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات السيارات بنسبة 25 في المئة.
أكدت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز أن بلادها لا تسعى إلى تأجيج حرب تجارية مع واشنطن، مشددة على أن تصعيد الرسوم «لن يكون في مصلحة أحد».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
رسوم جديدة وقلق متزايد تأتي الإجراءات الأميركية، التي تدخل حيز التنفيذ في 3 أبريل نيسان، في إطار سياسة ترامب التجارية التصعيدية التي طالت بالفعل الصلب والألومنيوم، إلى جانب بضائع من المكسيك وكندا والصين.
هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة وتهديدات بردود فعل انتقامية من قبل حلفاء الولايات المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تجادل بريطانيا، التي تتمتع بفائض تجاري مع أميركا في السلع والخدمات، بأن أي تصعيد في
الرسوم الجمركية سيضر بكلا الجانبين، وتراهن لندن أيضاً على صفقة تقنية مع واشنطن قد توفر لها مخرجاً جزئياً من تداعيات هذه التعريفات.
لا تقتصر المخاوف على بريطانيا وحدها، إذ إن تداعيات التوترات التجارية تتجاوز قطاع السيارات، مهددة الاستثمارات وبيئة الأعمال العالمية.
تأثير التهديدات على الاقتصاد البريطاني حذر مكتب مسؤولية الميزانية (OBR)، الهيئة المالية المستقلة التابعة للحكومة البريطانية، من أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة قد تؤدي إلى انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 1 بالمئة بحلول عام 2026-2027.
وأشار المكتب إلى أن فرض زيادة متبادلة بنسبة 20 نقطة مئوية في الرسوم الجمركية على جميع الشركاء التجاريين من قبل الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى تراجع الاقتصاد البريطاني مقارنة بالتوقعات الأساسية.
كما أكد المكتب أن هذا السيناريو سيؤثر سلباً على إيرادات الحكومة البريطانية، إذ ستؤدي الضرائب المنخفضة على الدخل والشركات والاستهلاك إلى تعويض أي مكاسب من الإيرادات الإضافية للرسوم الجمركية، ما قد يستنزف تقريباً كامل الاحتياطي المالي للحكومة.
في المقابل، وصف ترامب خطته التجارية بأنها «يوم التحرير» للاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يستهدف تقليص العجز التجاري الأميركي البالغ 1.2 تريليون دولار، عبر زيادة الرسوم الجمركية لمستويات مماثلة لتلك التي تفرضها الدول الأخرى ومواجهة الحواجز التجارية غير الجمركية.
في ظل هذا المشهد، تبقى التساؤلات مفتوحة: هل ستنجح لندن في تأمين إعفاء من الرسوم؟ أم أن مصالح ترامب الاقتصادية والسياسية ستجعل التراجع عن هذه الخطوة أمراً مستبعداً؟
(رويترز)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية