يحيى زكي يقول الروائي الإنجليزي الشهير أوسكار وايلد: «إن شخصاً متهكّماً يعرف ثمن كل شيء، ولكنه لا يدرك قيمة أي شيء»، تنطبق تلك المقولة على مناخ عصرنا، فنحن نتابع أخبار الأسواق، ونهتم بالاقتصاد، ونتورط في التعليق على كل شيء وربما بتهكم، ولكننا في العمق افتقدنا ميزة طالما كانت خاصة بنا كبشر، وأعني أننا بتنا نفتقر إلى القدرة على معرفة قيمة الأشياء الحقيقية، حتى أصبحت فكرة القيمة نفسها موضع شك، بل وصرنا عرضة للزيف الذي يحيط بنا في كل مكان.
الزيف حالة نعيش فيها جميعاً، ولا يتعلق بفقدان حاسة التمييز بين الأصيل والزائف في الأفكار والمواقف وحسب، ولكنه وفق قوانين وآليات العولمة يمسّ متطلبات حياتنا الضرورية، فالهندسة الوراثية بطفراتها المتلاحقة وفّرت كميات لم تعرفها البشرية من قبل في ما يتعلق بالغذاء، وتحالفت معها مطاعم الوجبات السريعة لينتشر الطعام السريع أو الرخيص أو الزائف، لا فارق، في العالم بأكمله، وهو زائف لأنه يفتقر إلى قيمة ومذاق الطعام الذي تعودت عليه البشرية لمئات الألوف من السنين، أما سلاسل التصنيع الضخمة وما تعتمد عليه من تقسيم العمل بين مناطق مختلفة فقد وفرت ضروريات الحياة الأخرى من ملابس وبضائع مختلفة.
هذه الوفرة خلقت إحساساً زائفاً بالرفاهية، ولنتذكر أنه منذ عقود قليلة كانت هناك أسر بأكملها لا تمتلك جهاز التليفون، الآن بات الهاتف المحمول في أيدي الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية، ما يعطي انطباعاً خادعاً وقع فيه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية