فى اللحظات التى تعقب انطلاق مدفع الإفطار وبدء المؤذنين بالصدح بأذان المغرب ينتشر فى الشوارع الصبية الصغار والشباب اليافعون والرجال الطيبون يقدمون لعابرى السبيل والسيارات التى يسرع ركابها لبلوغ المنازل.. يقدمون لهم ما تيسر من حبات تمر وأكواب من الماء والعرقسوس. يفعلون هذا فى تقليد محبب ومتوارث منذ أجيال. ورغم أن البعض قد يندفع فى بحثه عن الثواب إلى التصدى بجسمه للسيارات المسرعة من أجل منح سائقيها النفحات الرمضانية بالإكراه!، ورغم أن بعض الصبية قد يتجاوز فى حق مَن يرفض النفحة، فيُمطرونه بالسخرية والشتائم، فإن هذا التقليد يظل رغم بعض أخطاء الممارسة تقليدًا نبيلًا يحمل التعاطف والتراحم بين الناس.
لكن ما قولكم أن العيال التى تتطوع للقيام بهذا العمل الصالح هى نفسها العيال السافلة التى تتعرض للإناث بالمعاكسة والحصار فى الشارع والتحرش اللفظى والجسدى فى المساء وبعد الانتهاء من صلاة التراويح!. تسألنى مَن أدراك أن هؤلاء هم أنفسهم المتحرشون، وأقول لك إن الأحياء السكنية لا ينبت لها سكان جدد ما بين المغرب والعشاء!.. هم أنفسهم الذين يبدأ معدل استهتارهم فى التزايد يومًا بعد يوم حتى يبلغ ذروته عقب صلاة العيد التى يتلوها الاندفاع فى الشوارع لوضع اليد على أجساد الإناث فى أكبر شوارع العاصمة والمحافظات المختلفة. لا أظن أن الوضع يدعو إلى الدهشة، فلم يعد فى أوضاعنا المقلوبة ما يدهش، فالشوارع التى تمتد فيها السجاجيد والبُسُط وورق.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم