لطالما كان من الصعب الكتابة عن الرسوم الجمركية في الأسابيع الأخيرة، إذ تتغير خطط إدارة ترامب باستمرار، وتُمنح بعض الصناعات استثناءات، وتصدر إعلانات جديدة بشكل مفاجئ.. وكان أحدث هذه الإعلانات ليلة الأربعاء، عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة -التي تشكل نحو نصف المركبات المبيعة في الولايات المتحدة- وذلك ابتداءً من الأسبوع المقبل. لم تكن شركات السيارات متفاجئة كثيراً بهذا الإعلان، رغم أنه جاء قبل أسبوع من المتوقع، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت إدراج قطع غيار السيارات ضمن الرسوم الجمركية، ما يزيد من تعقيد الوضع الصعب أصلاً لصناعة السيارات العالمية. googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); }); التأثير على المستهلكين لا جدال في أن أسعار السيارات سترتفع، سواء كانت من شركات أميركية أو أجنبية.. وكما أشار زميلي كريس إيسيدور، لا يوجد شيء اسمه «سيارة أميركية بالكامل»؛ حتى شاحنة فورد F-150، الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة لعقود، تحتوي فقط على 45% من الأجزاء المصنعة في أميركا أو كندا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); أما مقدار الزيادة في الأسعار فهو غير محدد بعد؛ ستحاول شركات السيارات امتصاص بعض التكاليف قبل تمريرها إلى المستهلكين، لكن وفقاً للمحللين، من المتوقع أن ترتفع أسعار السيارات الجديدة بما يتراوح بين 2000 و10,000 دولار إذا تم تنفيذ هذه الرسوم الجمركية. وسيحدث ذلك بسرعة، قال بيتر ناجل، خبير الاقتصاد في قطاع السيارات لدى S&P Global Mobility، لشبكة CNN: «أتوقع أن تبدأ الأسعار في التغير في غضون أسبوع إلى أسبوعين من بدء تطبيق الرسوم الجمركية». التأثير على صناعة السيارات الأميركية ارتفاع تكاليف الإنتاج: يقدر Anderson Economic Group، وهو مركز أبحاث مقره ميشيغان، أن تكاليف إنتاج السيارات قد ترتفع بين 3,500 و12,000 دولار لكل مركبة، وفقاً للطراز. المصانع لن تنتقل سريعاً إلى الولايات المتحدة؛ نظرياً، كان من المفترض أن تحفّز هذه الرسوم المصنّعين على بناء مصانع جديدة داخل أميركا.. لكن، كما يشير كريس، فإن تقلب سياسات ترامب الجمركية وعدم وضوحها يحدّ من استعداد شركات السيارات للاستثمار بمليارات الدولارات في منشآت جديدة. فعلى الرغم من تأكيد ترامب أن هذه الرسوم ستكون دائمة، فإن شركات السيارات شهدت تقلبات عديدة في سياسات الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك، ما يجعلها تتريث قبل اتخاذ قرارات استثمارية ضخمة.
تراجع الإنتاج مؤقتاً: من المرجح أن تقوم شركات السيارات بخفض الإنتاج في انتظار المزيد من الوضوح بشأن السياسات الجمركية، ما يعني أن عدد السيارات في السوق سينخفض، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر. كيف تفاعلت الأسواق؟ جاء رد فعل الأسواق المالية تجاه الرسوم الجمركية على السيارات ليعكس مدى تأقلم المستثمرين مع حالة عدم اليقين في عهد ترامب. تراجعت أسهم شركات السيارات الأميركية والعالمية، كما كان متوقعاً، باستثناء شركة تسلا، حيث يُتوقع أن تتأثر أقل من منافسيها، نظراً لأن جميع سياراتها المخصصة للسوق الأميركية تُصنّع في كاليفورنيا وتكساس، وتحتوي على نسبة مرتفعة من الأجزاء المصنوعة محلياً. أما سوق الأسهم الأوسع فقد تعامل مع الأخبار الجمركية بهدوء نسبي؛ كانت حركة المؤشرات الرئيسية مستقرة يوم الخميس قبل أن تشهد انخفاضاً طفيفاً في فترة ما بعد الظهر. لماذا لم يكن هناك رد فعل قوي؟ المستثمرون أصبحوا معتادين على التقلبات السياسية والاقتصادية. الاقتصاد الأميركي لا يزال في حالة جيدة نسبياً رغم المخاوف بشأن الاستهلاك وسوق العمل. كانت الأسواق تترقب بيانات اقتصادية مهمة يوم الجمعة، بما في ذلك مؤشرات التضخم. قال دان ألبيرت، الشريك الإداري في Westwood Capital Management، لـCNN: «الأسواق تودّ لو تضغط على زر التقديم السريع لمدة 12 شهراً لمعرفة أين سينتهي بنا المطاف، هناك الكثير من العوامل المتشابكة التي تؤدي إلى حالة من الفوضى الاقتصادية، ما يجعل التنبؤ بالنتائج أمراً بالغ الصعوبة». في الأيام والأسابيع المقبلة، ستكون أسواق السندات تحت المراقبة عن كثب، لأنها تعد مؤشراً مبكراً على صحة الاقتصاد. وحسب ألبيرت، فإن عدم حدوث عمليات بيع مكثفة في سوق السندات هو مؤشر إيجابي، لأن ذلك يعني أن المستثمرين لا يرون أن هذه الرسوم ستؤدي بالضرورة إلى ضغوط تضخمية مستدامة، لكن إذا تغيرت التوقعات فقد نشهد رد فعل قوياً في الأسواق المالية. ماذا بعد؟ حتى الآن لا تزال حالة عدم اليقين مسيطرة، لكن الأمر الوحيد المؤكد هو أن أسعار السيارات سترتفع، على الأقل لفترة من الوقت. يقول مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في Moody s Analytics: «يجب أن نستعد للأسوأ، هذه الرسوم تعني ارتفاع الأسعار وانخفاض الوظائف». إذا تم تنفيذ الرسوم كما هو مخطط لها فستؤدي إلى زيادة تكلفة السيارات، وسترد الدول الأخرى بفرض رسوم على السلع الأميركية، ما سيؤثر سلباً على المصنعين الأميركيين وقد يدفعهم إلى خفض الإنتاج وتقليل الوظائف. ختاماً، الأسواق تراقب، والشركات تنتظر، والمستهلكون سيتحملون الفاتورة. (أليسون مورو CNN)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية