دائما ما يدرج المراقبون العلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي و تركيا تحت وصف "المعقدة"؛ إذ إن أنقرة مازالت - من الناحية النظرية - دولة مرشحة للانضمام إلى التكتل الأوروبي.
لكن باعتبارها عضوا أساسيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فقد تعهدت دول الاتحاد الأوروبي وتركيا بالعمل معا في صد أي هجوم قد يستهدفهما.
ومن جهة أخرى، شهدت السنوات الأخيرة اتهام الاتحاد الأوروبي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسعي إلى إضعاف مسار الديمقراطية في بلاده وأيضا بالتسبب في "تجميد" عملية الانضمام إلى الأسرة لأوروبية.
ويقول مراقبون إنه يبدو أن التكتل الأوروبي قد خفف من نبرة الانتقادات لتركيا خلال الأيام الماضية رغم ما وصفته منظمة العفو الدولية من "استخدام القوة غير الضرورية والعشوائية من قبل قوات الأمن ضد متظاهرين سلميين" في تركيا خرجوا للاحتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي يُنظر إليه باعتباره المنافس القوي لأردوغان.
وقالت الحكومة إن الاعتقال جاء تحت مزاعم فساد. ومنذ ذلك، تشهد تركيا أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ أكثر من عشر سنوات.
ويعزو خبراء الموقف الأوروبي الراهن من تركيا إلى أن السياق الحالي بات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.
أوروبا حذرة وقال أردوغان إن احتجاجات المعارضة على اعتقال إمام أوغلو تحولت إلى "حركة عنف". وفيما وصف المتحدث باسم الحكومة الألمانية الاعتقال بـ"الأمر غير المقبول على الإطلاق"، قالت الخارجية الفرنسية إن الأمر "يشكل مساسا خطرا بالديمقراطية".
وفي السياق ذاته، حثت الخارجية الألمانية على إجراء محاكمة عادلة لعمدة مدينة إسطنبول تستند إلى مبادئ القانون.
أما على صعيد مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فقد اختار مسؤولو المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للتكتل الأوروبي، كلماتهم بعناية.
فقد حثّت المفوضية الأوروبية تركيا على "احترام القيم الديموقراطية"؛ إذ قال المتحدث باسم المفوضية غيوم ميرسيي، "نريد أن تبقى تركيا راسخة في أوروبا، ولكن هذا الأمر يتطلّب التزاما واضحا بالمعايير والممارسات الديموقراطية".
وعندما سُئل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيلغي أو يؤجل محادثات المرتقبة مع مسؤولين أتراك الشهر المقبل، لم يقدم ميرسيي إجابة قاطعة، بيد لم يستبعد ذلك تماما.
وفي مقابلة مع DW، قال جان ماركو، الأستاذ المتخصص في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بمعهد العلوم السياسية في غرونوبل، إن "هناك تناقضا بين خطورة ما يحدث في تركيا وما يمكن وصفه برد أوروبي خافت". وأضاف ماركو وهو دبلوماسي فرنسي سابق، "استغرق الشركاء الأوروبيون وقتا للرد".
عين أوروبا على قوة تركيا العسكرية من جانبها، ترى أماندا بول، المحللة البارزة في "مركز السياسة الأوروبية"، أن ثمة لسبب وراء هذا التناقض.
وفي مقابلة مع DW، أضافت "ربما يكون هذا انعكاسا للوضع الجيوسياسي الجديد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية