في بعض ضواحي دبلن بأيرلندا، لم يعد طلب القهوة يتطلب زيارة المقهى أو حتى انتظار خدمة التوصيل التقليدية فالطائرات بدون طيار تتولى المهمة. في أحد المراكز التجارية، يضع أحد موظفي شركة "مانا" Manna كوبًا من القهوة الساخنة داخل سلة شحن صغيرة، مزودة ببطارية جديدة، قبل أن يثبّتها في طائرة ذاتية القيادة. خلال أقل من ثلاث دقائق، تحلّق الطائرة نحو وجهتها، لتُسلم مشروبك مباشرة إلى حديقتك عبر حبل، في تجربة توصيل تكنولوجية متطورة.
تُعد القهوة المنتج الرئيسي الذي توصله شركة مانا، إذ ترى أن الطلب المستمر على الكافيين في الصباح وبعد الظهيرة، إلى جانب التصميم الذكي لطائراتها، يمنحها القدرة على الحفاظ على وتيرة توصيل ثابتة باستخدام عدد أقل من الموظفين والطائرات مقارنةً بمنافسين يتمتعون بموارد مالية تفوقها بكثير، مثل أمازون وألفابيت والشركة اليونيكورن Zipline، والذين أنفقوا مئات الملايين من الدولارات لإطلاق خدمات التوصيل عبر الطائرات بدون طيار . ومع ذلك، يؤكد مؤسس مانا، بوبي هيلي، أن شركته هي الوحيدة التي تحقق أرباحًا من كل عملية توصيل. وقد رفضت أمازون و ألفابيت وزيبلاين طلبات فوربس للتعليق.
يؤكد هيلي أن ضخامة التمويل ليست بالضرورة ميزة في قطاع ناشئ، إذ يرى أن عوامل النجاح الحاسمة تكمن في تطوير طائرة منخفضة التكلفة وموثوقة، وتشغيلها بأقل عدد ممكن من الموظفين، إضافةً إلى إقناع الجهات الناظمة بقدرة هذه الطائرات على التحليق بأمان في الأحياء السكنية.
وفي حديثه مع فوربس، قال: "الأمر لا يتعلق بحجم الاستثمار، بل يتطلب وقتًا طويلًا، وبناء الثقة، واختبار وتشغيل الطائرات على مدى فترة زمنية ممتدة".
تمويل جديد جمعت مانا حتى الآن 60 مليون دولار فقط، بما في ذلك تمويل جديد بقيمة 30 مليون دولار أُعلن عنه يوم الأربعاء الماضي، بقيادة Molten Ventures وTapestry VC، ما رفع قيمة الشركة إلى أكثر من 150 مليون دولار. وتُقدّر فوربس إيرادات مانا العام الماضي بنحو 6 ملايين دولار فقط.
منذ إطلاقها في عام 2020، أكملت مانا نحو 200 ألف عملية توصيل، وهو رقم لا يزال أقل بكثير من بعض منافسيها؛ حيث نفّذت زيبلاين 1.4 مليون عملية تسليم، معظمها للإمدادات الطبية في إفريقيا، في حين أنجزتWing نحو 450 ألف عملية تسليم في أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. أما أمازون، فتكتفي بالإشارة بشكل غامض إلى أنها أكملت "آلاف" عمليات التوصيل.
لكن هيلي يؤكد أن مانا باتت مستعدة لنمو هائل بعد سنوات من تطوير طائراتها وتحسين نموذج تشغيلها. تخطط الشركة هذا العام لتوسيع خدماتها في ضواحي دبلن، لتشمل مناطق يصل إجمالي عدد سكانها إلى 1.1 مليون نسمة. ويشير هيلي إلى أن 42% من الأسر في أحياء دبلن التي تخدمها الشركة جربت الخدمة مرة واحدة على الأقل.
ويضيف أن توسيع قواعد توصيل الطائرات بدون طيار من ثلاثة إلى أحد عشر سيساعد مانا على الوصول إلى معدل سنوي يتجاوز 1.5 مليون عملية توصيل، وهو مستوى لم تصل إليه أي شركة توصيل طائرات بدون طيار حتى الآن. كما تخطط مانا لتوسيع عملياتها في فنلندا، حيث تنفذ حاليًا 100 عملية توصيل يوميًا في محيط مدينة إسبو، مع خطط للتوسع في مناطق أخرى من أوروبا، مستفيدةً من الإطار التنظيمي على مستوى الاتحاد الأوروبي، الذي دخل حيز التنفيذ عام 2023.
عوائق في السوق الأميركية ويشير هيلي أن بطء إدارة الطيران الفيدرالية في وضع لوائحها الخاصة يجعل العمل في الولايات المتحدة صعبًا للغاية في الوقت الحالي، رغم أنها تُعد أكبر سوق محتملة للشركة ولمنافسيها، نظرًا لارتفاع دخل الأميركيين وإنفاقهم الكبير عالميًا. سابقًا، عملت مانا في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط