أثار الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي نقاشات حادة في كثير من القطاعات والمجالات المهنية، بشأن نوع الدور الذي يمكن وينبغي لتلك الأدوات الاضطلاع به، ولم يكن قطاع الرعاية الصحية استثناءً في هذا السياق. توقعت الدوائر الطبية بشكل كبير أن الجمع بين قدرات الأطباء والذكاء الاصطناعي سوف يعود بالنفع على العالمين، ويؤدي إلى تشخيص الحالات بدقة أكبر، وتوفير رعاية أكثر فاعلية.
ربما يتبين أن ذلك الافتراض لم يكن صحيحاً، إذ يشير عدد متزايد من الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي يتفوق في الأداء على الأطباء، حتى عندما يستخدمونه أداةً. نظرت دراسة حديثة أجراها معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا وجامعة «هارفارد»، شارك فيها الدكتور راجبوركار، في كيفية تشخيص اختصاصي الأشعةِ الأمراضَ المحتمَلة باستخدام أشعة «إكس» على الصدر. وجدت الدراسة أنه عندما كان يتم عرض توقعات الذكاء الاصطناعي لأرجحية مرض ما على اختصاصيي الأشعة، كثيراً ما كانوا يقللون من قيمة وشأن ما يقدمه الذكاء الاصطناعي مقارنةً بحكمهم وتقييمهم. كان الأطباء متمسكين بالانطباعات الأولية حتى عندما كان الذكاء الاصطناعي محقاً، مما أدى إلى تراجع دقة التشخيص. كانت لتجربة أخرى النتيجة نفسها. عندما عمل الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل لتشخيص حالات مَرَضية حقق دقَّةً نسبتها 92 في المائة، في حين بلغت نسبة دقة التشخيص في حالة استعانة الأطباء بالذكاء الاصطناعي 76 في المائة فقط، أي أفضل قليلاً من نسبة أدائهم دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي التي بلغت 74 في المائة.
لا يزال هذا البحث في مرحلة مبكرة، وربما يتطور، لكنَّ النتائج تشير بشكل شامل إلى أن توفير أدوات الذكاء الاصطناعي للأطباء في الوقت الحالي لن يُحدِث تحسناً بشكل تلقائي. لا يشعر الأطباء بارتياح كامل إزاء استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا يزالون يشكُّون بنفعه، رغم قدرته على تحسين الرعاية الصحية المقدَّمة للمرضى.
مع ذلك سوف يتقدم الذكاء الاصطناعي. وأفضل ما يمكن لمجال الطب عمله هو العثور على دور له يثق به الأطباء. ونعتقد أن الحل هو تقسيم العمل بشكل متأنٍّ. عوضاً عن إجبار الأطباء من البشر والذكاء الاصطناعي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط