أعلنت شركة «23 آند مي»، المتخصصة في خدمات الاختبارات الجينية، في 23 مارس آذار أنها تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأميركي، في محاولة للحفاظ على استمرارية الشركة أثناء إعادة هيكلة ديونها.
تواجه الشركة مستقبلاً غامضاً، حيث يحثّ المدافعون عن حقوق المستهلكين عملاءها البالغ عددهم 15 مليون عميل حول العالم على حذف بياناتهم لمنع وصول المشترين الجدد المحتملين إليها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
هذه هي أحدث التحديات التي تواجهها الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، والتي تأسست عام 2006، والتي خفضت قوتها العاملة بشكل كبير العام الماضي، وعانت مالياً منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام في 2021.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); نظرة على صعود وهبوط «23 آند مي»
بعد أشهر قليلة من بدء تداول أسهمها في بورصة ناسداك في يونيو حزيران 2021، قُدّرت قيمة الشركة بنحو 5.8 مليار دولار، ولكن بحلول نهاية ذلك العام، كانت قد فقدت ما يقرب من نصف قيمتها، وفي عام 2023 اخترق قراصنة البيانات والمعلومات الشخصية والجينية لملايين المستخدمين.
يوم الجمعة الماضي كانت قيمة أسهم الشركة أقل من دولار واحد.
كان إيجاد نموذج عمل مستدام أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها الشركة، حيث تأتي إيراداتها الأساسية من مبيعات عبوات جمع اللعاب للاختبارات الجينية مباشرةً للمستهلكين، بأسعار تتراوح بين 99 دولاراً و499 دولاراً، مع وجود تكلفة أعلى لخدمات الاشتراك الاختيارية.
على الرغم من ازدياد العدد التراكمي للعملاء على مر السنين، فإن النمو بدأ يتباطأ مع تراجع نمو الاشتراكات، ما أسهم في انخفاض إيرادات الشركة وفي خسائرها الصافية التي تفاقمت.
في العام الماضي استغنت الشركة عن 40 في المئة من قوتها العاملة، وفي الأسبوع الماضي استقالت الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة، آن وجسيكي.
في عام 2018 أبرمت الشركة اتفاقية تعاون لمدة أربع سنوات مع شركة الأدوية اللندنية العملاقة GSK «لجمع الرؤى واكتشاف أهداف دوائية جديدة تُحفز تطور الأمراض وتطوير علاجات»، وفقاً لموقع الشركة الإلكتروني.
بالإضافة إلى المشاركة في تمويل أنشطة هذا التعاون، استثمرت GSK ٣٠٠ مليون دولار أميركي في «23 آند مي»، ومع ذلك لم تحقق الشركة أي أرباح منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2021، وأعلنت عن خسارة قدرها 666 مليون دولار أميركي في السنة المالية الماضية، وفقاً لبياناتها المالية.
خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2025 والتي انتهت في 31 ديسمبر 2024، أعلنت الشركة عن خسارة صافية قدرها 174 مليون دولار أميركي، وفقاً لتلك البيانات.
تتجاوز اختبارات 23 آند مي القائمة على اللعاب مجرد تتبع الأنساب، إذ يمكنها أيضاً الكشف عن الاستعدادات الوراثية لأمراض تتراوح من داء السكري إلى بعض أنواع السرطان، وبينما يمكن لهذه المعلومات أن تساعد العملاء في اتخاذ قرارات صحية، إلا أنها تثير أيضاً مخاوف تتعلق بالخصوصية، لا سيما مع احتمال بيع الشركة.
في الأسبوع الماضي، حثّ المدّعون العامون في نيويورك وكاليفورنيا المستخدمين على حذف بياناتهم من الشركة.
صرّح المدعي العام في كاليفورنيا، روب بونتا، لشبكة ABC نيوز، بأنه واجه صعوبة في حذف معلوماته الخاصة من المنصة، مشيراً إلى أن الأعطال التي واجهها في الموقع الإلكتروني تُعدّ دليلاً على أن أعداداً كبيرة من العملاء يفعلون الشيء نفسه.
في يوم إعلان إفلاس شركة 23 آند مي ، كان هناك 376 ألف زيارة لصفحات المساعدة الخاصة بالموقع والمتعلقة بحذف البيانات، وفي اليوم التالي كان هناك 480 ألف زيارة لتلك الصفحات، وفقاً لشركة تحليلات الويب «سيميلر ويب».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية