فى هذه الأيام المباركة نتناول الحديث عن توقعات نهاية العالم التى أخذت اهتماما من العلماء، ومن الدجالين والمشعوذين وغيرهم، كل واحد منهم يحاول أن يتنبأ باليوم أو الوقت الذى سينتهى فيه العالم الذى نعيش فيه، وهو ما يوضحه فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كتابه «نهاية العالم»، ويشير «الشعراوى» إلى أن كل النظريات العلمية التى قيلت أو التى تقال، أساسها التخمين والظن وليس العلم، ذلك لأن العلم البشرى بطاقته المحدودة لا يمكن أن يصل إلى يقين حول هذا الموضوع، فعلم الفضاء مازال كطفل يحبو.. وإذا كانت آخر الاكتشافات التى وصلت اليها البشرية، تقول أن هناك نجوما وشموسا أبعد عن الأرض بمليون سنة ضوئية أو أكثر، فإن ما تعلمه أقل القليل بالنسبة لما نجهله فى هذا الكون الفسيح.
ويضيف أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا فى القرآن الكريم أن السماء هى كل ما فوقنا.. فمعنى السماء هو ما يظلك من فوقك، والله تبارك وتعالى يقول : «والسَّمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْدٍ وَإِنَاّ لمُوسِعُونَ»، والاتساع هنا بالنسبة للسماء هو اتساع بقدرات الله وليس بقدرة البشر، ولذلك كلما اعتقد العلماء أنهم وصلوا إلى نهاية، وجدوا كشفا جديدا يتعارض مع ما أعلنوه يفتح لهم آفاقا جديدة، وتتغير النظريات كل عدة شهور، تثبت لهؤلاء أنهم ظنوا فقط أنهم وصلوا إلى الحقيقة، ولكنهم لم يصلوا إلى شیء.
فإذا ما نظرنا إلى العرافين والدجالين وجدنا أنهم فى كل عام أو عدة أعوام يتنبأون أن نهاية العالم ستحدث فى يوم كذا!! والعجيب أن عددا كبيرا من الناس يصدقهم.. رغم أنهم لا يستندون إلى علم.
لقد حدث فى أمريكا أن تنبأ أحد الدجالين بأن العالم سينتهى يوم كذا، فصدقه الناس وتركوا منازلهم وصعدوا إلى أعلى الجبال ظنا منهم أنها تنجيهم، وطبعا مر اليوم ولم يحدث شىء، وعرف الناس أنهم خدعوا.
ويقول الشيخ الشعراوى إن هناك عشرات العرافين من الهنود والسيخ وغيرهم، يعطون نبوءات عجيبة عن نهاية العالم كلها خاطئة، لا تقوم على علم ولا على فهم، وإنما هى مجرد شعوذة يقصد منها كسب ذلك أن موعد نهاية العالم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.. لأن له موعدًا حدده الله جل جلاله، ولم يطلع عليه أحدا حتى أقرب ملائكته.
ويعرف الإمام الثابت والمتغير، فالثابت هو الكون الذى خلقه الله سبحانه وتعالى من أجل الانسان. لقد جعل الله هذا الكون الفسيح من سماء وأرض وما بينهما مسخرًا من أجل الإنسان يؤدى مهمته كما أرادها الله بنظام ثابت لا يتغير، أما الانسان الذى خلق من أجله الكون فهو الذى يتغير.
فالمتغيرات كثيرة فى حياة الناس من حال إلى حال بخلاف الكون الذى من طبيعته الثبات وعدم التغير.
ويشير إلى أننا اذا لاحظنا التغير الذى يعترى الإنسان نجده يتم بقانون لا نعرفه، فانتقال الإنسان من الصحة إلى المرض، أو من القدرة إلى العجز، أو من الحياة إلى الموت، وهى أشياء ليست لها عمومية الحدث، بمعنى أننا لا نستطيع أن نحدد متى ينتقل الإنسان من الصحة إلى المرض، ولو عرفنا تحديده وقوانينه ربما استطعنا أن نمنعه ونتحكم فيه، وهو قانون غائب عنا برغم كل ما يقوله العلماء، فإصابة الإنسان مثلا بجلطة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم