استحوذ إيلون ماسك على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" المعروفة سابقاً باسم "تويتر"، للمرة الثانية خلال عامين.
في 28 مارس، استخدم ماسك، أثرى شخص في العالم، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "إكس إيه آي" (xAI) التي أسسها للاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي التي يديرها في صفقة مبادلة أسهم تقيِّم "إكس" عند 33 مليار دولار، لا تشمل الديون. وستتجاوز قيمة الكيان المشترك الجديد الذي سيطلق عليه اسم "إكس إيه آي هولدينغز" 100 مليار دولار، لا تشمل الديون، وفق ما كشفته "بلومبرغ".
رغم أن الصفقة شكلت مفاجأة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها كانت صادمة، إذ طالما تعاونت الشركتان بشكل وثيق منذ تأسيس "إكس إيه آي" في 2023، وشملت مجالات التعاون تراخيص استغلال البيانات وتوزيع منتجات "غروك" (Grok)، روبوت المحادثة الذي طورته "إكس إيه آي". كما يساهم في الشركتين عدد من نفس المستثمرين، بل ويتشارك بعض الموظفين مكان العمل في بالو ألتو، كاليفورنيا.
أشار ماسك إلى أن الصفقة تقيِّم "إكس إيه آي" عند 80 مليار دولار، ما يمثل ارتفاعاً عن تقييمها بنحو 50 مليار دولار في نوفمبر، عندما أجرت الجولة السابقة لجمع التمويل من المستثمرين. أما تقييم "إكس" في الصفقة عند 33 مليار دولار، فهو تقريباً نفس تقييمها في جولة تمويل أُغلقت في الآونة الأخيرة، كما يناهز السعر الذي دفعه ماسك لتحويل "إكس" إلى شركة ملكية خاصة في 2022، والذي شمل ديوناً بقيمة 12 مليار دولار أيضاً.
فوز غير متوقع لمستثمري "إكس"
يمثل قرار ماسك بدمج الشركتين فوزاً لمستثمري "إكس"، حيث تحملوا عامين من الضبابية منذ استحواذه على المنصة، في ظل عزوف المعلنين والمستخدمين عن شبكة التواصل الاجتماعي.
تواجه الشركات تحديات في زيادة نشاط الإعلانات أو تحقيق إيرادات كبيرة من الاشتراكات، وخلال معظم هذه الفترة، خفضت شركة الاستثمار "فيدليتي" (Fidelity) قيمة حصتها في "إكس" بما بين 60% و70%.
الدمج مع "إكس إيه آي" يعني أن مساهمي "إكس" يملكون حالياً أسهماً في شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي ذات إمكانات نمو كبيرة.
كتب ماسك في منشور الإعلان عن الصفقة على "إكس" أن "مستقبل (إكس إيه آي) و(إكس) أصبحا متشابكين. اليوم، نتخذ رسمياً خطوة نحو دمج البيانات والنماذج والحوسبة والتوزيع والكفاءات. هذا الدمج سيطلق العنان لإمكانات هائلة من خلال مزج قدرات وخبرات (إكس إيه آي) المتطورة مع انتشار (إكس) الهائل".
غير أن الصفقة تطرح عدداً من الأسئلة، أبرزها هو: هل كانت الصفقة ضرورية؟ نتناول في السطور التالية عدداً من أهم العوامل الغامضة حول الصفقة الجديدة.
ما سبب الصفقة؟
أشادت منشورات ماسك ومساهمين آخرين في "إكس" أو "إكس إيه آي" هذا الأسبوع بالدمج، وأشارت إلى سُبل تمكن الشركتين من مساعدة بعضهما. يتم التركيز بشكل رئيسي على مجموعة البيانات الحصرية التي ستحصل عليها "إكس إيه آي" عبر "إكس" ومليارات المنشورات التي يشاركها المستخدمون عليها.
كذلك، فالدمج سيمنح "إكس إيه آي" سيطرةً تامةً على مجموعة البيانات، ما يعني قدرة الشركات على رفض منح أي منافس آخر في مجال الذكاء الاصطناعي التراخيص لاستخدام هذه البيانات. وفي الوقت نفسه، قد تتمكن "إكس" من مساعدة "إكس إيه آي" في توزيع روبوت المحادثة "غروك" والمنتجات الأخرى على ملايين المستهلكين.
مع ذلك، ينطوي هذا التصور على مشكلة تتمثل في أن كل هذه المنافع المزعومة كانت تتحقق بالفعل، إذ تستخدم "إكس إيه آي" بيانات شبكة التواصل الاجتماعي في تدريب "غروك" منذ أكثر من عام، فيما يروّج ماسك لروبوت المحادثة بين المستخدمين على "إكس"، ويبيع إصدارات متقدمة منه لمستخدمي المنصة عبر الاشتراك المميز. وبالنظر إلى دور ماسك في إدارة الشركتين، يُفترض ألا يوجد ما يدعو للقلق من فقدان هذه المنافع، أو بدء تعاون مفاجئ بين "إكس" وأحد منافسي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg