أجرت الحوار ديما الدقس
يوم الأرض محطة نضالية مفصلية تؤكد أن الأرض جوهر الصراع الفلسطيني. وبعد 49 عامًا، تظل الذكرى حيّة في الوعي الجمعي، من الداخل المحتل إلى مخيمات الشتات، رمزًا للصمود أمام المصادرة والتهويد.
في حوارٍ مع «الدستور»، يتحدث نعيم الشيش، رئيس اللجنة المحلية بمركز التأهيل المجتمعي – مخيم البقعة، عن رمزية يوم الأرض، ودور الأجيال الشابة، وموقف المجتمع الدولي من حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الشيش، «إن يوم الأرض محفورٌ في ذاكرة كل فلسطيني وحر في العالم، لأنه لم يبتدئ في 30/3/1976 وإنما منذ أن كان الكنعانيون وأهالي الأرض الحقيقيون في فلسطين، فأي إنسان له وطن سيدافع عنه، وسيضحي من أجله، سيتظاهر، سيفعل المستحيل للحفاظ على أرضه، ومنذ نهاية الدولة العثمانية، بدأت الهجرة اليهودية بشكل تدريجي منظم، وبدعم من قبل الحركة الصهيونية في تلك الفترة، التي كانت تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود، ورمزية يوم الأرض كتاريخ في 30/3/1976 كان يُعد المرة الأولى لانتفاضة جماهيرية على مستوى ما يسمى بعرب الـ 48 بالداخل المحتل، وبشكل منظم من الجليل إلى النقب، لأن الاحتجاج ضد سياسات وممارسات كيان الاحتلال إسرائيل من بين العرب الفلسطينيين في الداخل المحتل كان نادرًا قبل منتصف سنة 1970، وذلك بسبب الحكم العسكري على مناطقهم، والفقر، والعزلة، والتجزؤ، في حين كانت الحركة السياسية للأرض نشطة لحوالي عقد من الزمن، وقد اعتبرت أنها غير قانونية في عام 1964».
«وكانت هذه هي الرمزية، وبالنسبة للاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين فهم ينتظرون العودة والرجوع للأرض، وهذا هو الرابط العميق لدى كل الفلسطينيين في المخيمات، وبالنسبة لنا ذلك مُدّعم بمواقف جلالة الملك: لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، وكذلك الموقف الرسمي للحكومة، بإيجاد حلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية».
مضيفًا أن «يوم الأرض ذكرى، ورمزيته بانتفاضة أهلنا، لأن العدو الصهيوني كان يراهن على أن الشعب الفلسطيني لن يتحرك باعتبار أنه أخذ الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي فهو استسلم، ولما قامت اسرائيل بمحاولة مصادرة أراضي الفلسطينيين في مناطق الـ 48 هب الشعب الفلسطيني بالـ 48 وسانده أهالي الضفة وغزة ولبنان ومن كل المخيمات، وهي حالة نضالية مستمرة وما يؤكد ذلك هو تشبث أهلنا في فلسطين الآن وفي غزة رفضا للتهجير ضد المشروع الصهيوني».
وبعد أكثر من سبعة عقود على اللجوء، أكد الشيش على أن اللاجئين الفلسطينين في المخيمات لا يزالون متمسكين بهويتهم وحقهم في الأرض، مستندين إلى مظلتين رئيسيتين على المستويين القانوني والسياسي، الأولى، المظلة الأممية التي تجسدها الأمم المتحدة، حيث أُنشئت الأونروا عام 1949 بقرار أممي رقم 302 لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في اعتراف دولي واضح بقضيتهم وحقوقهم، أما الثانية، فهي الموقف السياسي الثابت لجلالة الملك، الذي يشكل دعامة قوية في الدفاع عن حقوق اللاجئين، ودعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ما يعزز صمودهم في وجه محاولات طمس هويتهم الوطنية.
وبيّن الشيش أن كثيرين راهنوا على زوال الذاكرة الفلسطينية، ومنهم جولدا مائير وبن غوريون، الذين قالوا إن الكبار سيموتون والصغار سينسون، ولكن الواقع اليوم يثبت فشل هذا الرهان، فغالبية سكان.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية