ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة، فما تأثيرها على الاقتصاد العربي والعالمي؟

قبل شهرين، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ رؤيته الاقتصادية بشأن فرض رسوم جمركية على بعض الدول، بدءاً بكندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان بدول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بلغت نحو 50 دولة، فيما وصفه ترامب بـ "يوم التحرير".

وكشف ترامب في مؤتمر صحفي، الأربعاء، بعنوان "استعادة ثراء أمريكا" بالبيت الأبيض، عن رسوم جمركية على العديد من الدول، من بينها رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على الواردات من المملكة المتحدة و20 في المئة على واردات الاتحاد الأوروبي.

وتباينت الرسوم على بقية الدول التي لها تعاملات اقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة، من بينها كولومبيا التي كان لها النصيب الأكبر من التعريفات التي بلغت 49 في المئة، وكذلك فيتنام بنسبة 46 في المئة، بما يزيد على الصين التي بلغت الرسوم المفروضة على بضائعها 34 في المئة.

كما أعلن فرض تعريفة جمركية على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة بنسبة 25 في المئة، ابتداء من منتصف الليل بالتوقيت المحلي.

يأتي ذلك في إطار مواجهة ما وصفه ترامب بالخلل التجاري غير العادل، في إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير في التجارة مع الولايات المتحدة، متفائلاً بأن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى "نهضة" صناعية أمريكية ووقف استغلال البلاد تجارياً، على حد قوله، ما يراه المحللون إيذاناً باشتعال حرب تجارية عالمية شاملة.

قصص مقترحة نهاية

ما هي الدول المستهدفة بالرسوم الجمركية الأمريكية؟ وفي إعلان الأربعاء شملت التعريفات الجمركية الجديدة 24 دولة بخلاف دول الاتحاد الأوروبي ال27.

في البداية، ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، أعلنت واشنطن عن جمارك حدودية داخل القارة الأمريكية الشمالية، حيث فُرضت رسوم جمركية على كندا في الشمال والمكسيك بالجنوب.

وشملت الرسوم جمهورية الصين، التي تعد المنافس الشرس للولايات المتحدة، والتي كان ترامب قد شملها في توعّده قبل تنصيبه رئيساً لولاية أمريكية ثانية، حيث قال آنذاك إن التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك والصين ستكون أولويته منذ اليوم الأول له في المكتب البيضاوي.

ثم وضع ترامب الاتحاد الأوروبي في دائرة الضوء، حين قال إن الاتحاد الأوروبي يعامل واشنطن "بقسوة بالغة"، مشيراً إلى عجز تجاري أمريكي بقيمة 350 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي، وبناء على ذلك فرضت عليهم تعريفات جمركية بنسبة 20 في المئة.

وتتمتع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأكبر علاقة تجارية في العالم، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.6 تريليون يورو (1.7 تريليون دولار) من السلع والخدمات في عام 2023، أي ما يقرب من 30 في المئة من حجم التجارة العالمية.

وفي إعلان الأربعاء الذي وصفته ترامب بـ"يوم التحرير" فرضت الولايات المتحدة ضرائب على العديد من الدول الآسيوية كاليابان وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا والهند وباكستان وتايلاندا وتايوان، إلى جانب بريطانيا وكوريا الجنوبية وسويسرا.

وخلت القائمة من الدول العربية، في حين فرضت ضرائب على إسرائيل وتركيا، بالإضافة إلى البرازيل وجنوب أفريقيا .

هل تتأثر الدول العربية؟ قال محمد أويس، الخبير الاقتصادي، إن التعريفات الجمركية الغرض منها هو "خلق حرب تجارية للضغط على دول بعينها لتحقيق أجندة أو أطماع سياسية بدأت من الإدارة الأمريكية الجديدة".

ومع ذلك، فإن أويس يرى أن التأثير على الدول العربية سيكون بشكل "غير مباشر" في إطار الصدى العالمي للقرارات الأمريكية؛ حيث إن الدول العربية "غير معنية حتى الآن"، كما أن الصادرات العربية للولايات المتحدة، باستثناء النفط، ليست بالحجم الكبير مقارنة بالواردات الأمريكية.

وقد بلغ فائض تجارة السلع الأمريكية مع مصر 3.5 مليار دولار في عام 2024 في حين بلغ هذا الفائض مع السعودية 443.3 مليون دولار، بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة التابع للحكومة الفيدرالية، وبلغ الفائض الأمريكي مع الإمارات 19.5 مليار دولار في العام نفسه.

وهناك عجز تجاري أمريكي مع بعض الدول العربية كالعراق التي بلغت صادراتها 7.4 مليار دولار في عام 2024، مقابل استيرادها من الولايات المتحدة بما قيمته 1.7 مليار دولار، والأردن التي صدرت 3.4 مليار دولار، مقابل استيرادها ما قيمته ملياري دولار.

ومع ذلك، فإن العجز التجاري بين الصادرات والواردات الأمريكية مع هاتين الدولتين لا يُقارَن بأي حال من الأحوال بالفارق الكبير بين الولايات المتحدة وكندا على سبيل المثال، الذي يقدر بنحو 63 مليار دولار.

وأضاف الخبير الاقتصادي المصري لبي بي سي أنه يتوقع "موجات تضخمية عنيفة" لدى الدول المعنية بالقرارات في ضوء الحرب التجارية، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات التي تستوردها الدول العربية.

فعلى سبيل المثال، لو احتاجت واشنطن إلى المادة الخام من بكين أو العكس لصناعة ما، وفي ظل الضرائب المتبادلة بين الدولتين، سيكون المنتج النهائي بسعر أعلى قبل تصديره للدول العربية بسعر باهظ.

فرصة محتملة في المقابل، يرى محمد أويس، الخبير الاقتصادي، أن للقرارات الأمريكية جانباً إيجابياً، يفتح الآفاق أمام فرص جديدة في السوق؛ فالمصانع الأمريكية التي كانت تصنّع منتجاتها في الصين، ستبحث عن دول بديلة كمصر أو دول عربية أخرى.

وينطبق الأمر ذاته، بحسب أويس، على الصين، التي ستبحث عن أماكن أخرى تُصنّع فيها منتجاتها وتصدرها للولايات المتحدة بشكل غير مباشر عبر دول لم تفرض عليها واشنطن ضرائب جمركية.

وعلى هذا، فإن أويس يتوقع أن تخلق هذه الأزمة العالمية فرصاً للدول العربية أكثر من انعكاسها في صورة أزمة، على الرغم من تأثر المنطقة العربية بالاقتصاد العالمي ككل.

وحث الخبير الاقتصادي الدول العربية على "استغلال الفرصة والتحرك من خلال دعوة الدول المتضررة إلى الاستثمار فيها" بما يؤثر إيجاباً على اقتصاد الدولة التي تسعى لذلك.

ما هي القطاعات الاقتصادية الأشد تأثراً؟ على ما يبدو أن قطاعات اقتصادية واسعة ستتأثر بفعل القرارات الأمريكية، من صناعة الألمونيوم إلى السيارات إلى البترول والزراعة وحتى صناعة النبيذ.

قطاع السيارات والمركبات:

أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة، على أن تدخل حيز التنفيذ منذ منتصف ليل الثاني من أبريل/نيسان، تشمل الرسوم الجمركية السابقة على واردات المَركبات الجاهزة.

ومن المتوقع أن تخضع واردات قطع غيار السيارات الرئيسية "المحركات وأجزاء المحركات، وناقلات الحركة، وأجزاء توليد القوة، والمكونات الكهربائية"، للرسوم الجمركية في تاريخ يُحدد في إشعار فيدرالي لن يتجاوز 3 مايو/أيار 2025.

الصلب والألمونيوم:

في 12 مارس/آذار، رفع ترامب الرسوم الجمركية على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى 25 في المئة، ووسّع نطاق الرسوم لتشمل مئات المنتجات النهائية، من الصواميل والمسامير إلى شفرات الجرافات وعلب الصودا.

وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر مستورد للألومنيوم في العالم وثاني أكبر مستورد للصلب، حيث يأتي أكثر من نصف هذه الكميات من كندا والمكسيك والبرازيل.

الطاقة والموارد:

صرحت شركة "كاميكو" الكندية لتعدين اليورانيوم بأن أسعار اليورانيوم للشركات الأمريكية قد ترتفع بنسبة 10 في المئة في حال تطبيق الرسوم الجمركية، مما يُثقل كاهل الدولة التي تعتمد بشكل أساسي على واردات هذا الخام.

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار البنزين بالتجزئة في الولايات المتحدة، حيث قد تؤدي الرسوم الأخيرة إلى رفع تكلفة واردات الطاقة، وفقاً للتجار والمحللين.

وقال البنك المركزي الروسي الأربعاء إن زيادات الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، وقد تكون أسعار النفط أقل من المتوقع لعدة سنوات نتيجة لانخفاض الطلب.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

فيديوهات سخرية صينية من تعرفات ترامب الجمركية
منذ 4 ساعات
"كنت أبكي، وابنتي الصغيرة تصرخ: ماما، ماما، انظري إلى منزلنا، إنه يحترق، تساقط حولنا الكثير من الحجارة والحطام، واعتقدنا أنها نهاية العالم"
منذ 10 ساعات
تُظهر بيانات نشرتها هيئة الضيافة البريطانية أن ثلث مؤسسات الضيافة قد شهدت مؤخراً حوادث سرقة للطعام والشراب. بعض المغردين اقترحوا أن يدفع الزبائن ثمن الطعام قبل تحضيره، ما رأيكم بذلك؟
منذ 6 ساعات
غادة الشعراني و"الهستيريا": اتهام ذكوري تاريخي لإسكات النساء
منذ 4 ساعات
تصاعد الخلاف من جديد بين الجزائر ودول تجمع الساحل، مالي والنيجر وبوركينافاسو، وبلغت الأزمة ذروتها بقرار هذه الدول سحب سفرائها من الجزائر. ما القصة؟
منذ 9 ساعات
السيسي لطفل فلسطيني: 'لا تنسانا من دعائك" وماكرون يزور مصابي غزة في العريش ماذا قالوا له؟
منذ 4 ساعات
خطوات بسيطة للسيطرة على مستوى ضغط الدم
قناة روسيا اليوم منذ 18 ساعة
فائق الشيخ علي يُحذر حزب الله ويخاطب أجهزة المخابرات العربية: انتبهوا! #السؤال_الصعب
سكاي نيوز عربية منذ 4 ساعات
طبيبة توضح فوائد المكسرات وموانع تناولها
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
ضابط إسرائيلي قرب حدود مصر: سنحتفل مع المخطوفين في سيناء
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
مع هذه الحيلة.. لن تتخلص من ماء سلق البيض بعد الآن
سكاي نيوز عربية منذ 10 ساعات
الحوثيون وضعوا واشنطن في مأزق استراتيجي
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
الأسواق العالمية تنهار والبورصات الصينية تغرد خارج السرب
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
"أؤكد لكم أن هذه الدول تتصل بنا، إنهم يقبلون "مؤخرتي" من أجل عقد الصفقات"..الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد أن هناك العديد من الدول التي تسعى لإبرام صفقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة بعد فرض الرسوم الجمركية #ترامب
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات