دعونا نتخيل أنك قررت بناء منزل، ستبدأ بوضع قواعد خرسانية قوية لتثبيت الهيكل، ثم ستقيم الإطار الداخلي الذي يحدّد شكل المنزل ومساحاته الداخلية، ثم يتم وضع النظم الخاصة بخدمات المياه والكهرباء والتليفونات وغيرها. إذا تأملت جيدًا، ستجد أن بناء المنزل يشبه إلى حد كبير ببناء المنظمة، فكلاهما يحتاج إلى تخطيط دقيق وتنفيذ منظّم يضمنان الاستقرار والفاعلية. دعونا الآن نتعمق في هذا التشبيه، لنوضح كيف يمكن تطبيقه عمليًا على بناء هيكل المنظمة.
عند بناء المنزل، تبدأ بصب القواعد الخرسانية الصلبة التي تحمل الهيكل بأكمله. وبنفس الطريقة، تعتمد المنظمة على رؤية واضحة وأهداف إستراتيجية تمثل أساسًا راسخًا يُبنى عليه كل قرار أو إجراء مستقبلي. بعد ذلك، يُقام الإطار الخشبي الذي يُعطي المنزل شكله العام ويحدد مساحاته وغرفه الداخلية، وهذا يشبه تمامًا الهيكل التنظيمي في المنظمة، الذي يُقسّمها إلى إدارات وأقسام ويُحدد العلاقات والمهام بوضوح. تلي هذه الخطوة تركيب الجدران والسقف لتوفير الحماية والعزل والخصوصية، وهذه في المنظمة هي الأنظمة والإجراءات الداخلية التي تضبط سير العمل وتضمن الكفاءة في الأداء، وتسمح بتدفق المعلومات بوضوح وانسيابية بين جميع الأقسام. بعد ذلك تأتي مرحلة تمديد أنظمة الخدمات الداخلية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والغاز، والتي تقابلها في المنظمة البنية التحتية من أنظمة التقنية والموارد البشرية والمالية لسير العمل بسلاسة وأداء المهام بكفاءة. وفي الختام، يصل المنزل لمرحلة التشطيب النهائية، مثل طلاء الجدران وتركيب الأرضيات واختيار الديكورات لجعله جذابًا ومريحًا. هذه المرحلة في المنظمة تمثل ثقافة المنظمة وهويتها، بما في ذلك القيم التي تؤمن بها المنظمة، وأساليب التواصل الداخلي والخارجي، وسمعة المنظمة لدى الجمهور. ورغم أن المنزل بعد هذه المرحلة يكون جاهزًا للسكن، إلا أنه يحتاج إلى صيانة مستمرة وتحديثات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ