أنْ تعيشَ اللحظات الروحانيَّة، والخواتيم المباركة لشهر رمضان العظيم، بجوار الحرمين الشَّريفين، فتلك نعمة عُظمى تستحق الثناء والحمد والمِنَّة لرب العالمين؛ وأنْ تكون سعوديًّا تستشعر عظمة هذه الدولة المباركة، وما تقدِّمه القيادة الرَّشيدة ممثلةً في خادم الحرمين الشَّريفين، وسمو ولي عهده من خدمات جليلة، ومن ثم ترصد هذه الجهود لكافة الوزارات والقطاعات والهيئات التي ترفع أعلى طاقاتها التشغيليَّة على مدار الساعة؛ لضمان راحة ضيوف الرَّحمن لتحقِّق أعلى معايير الجودة والإتقان والتميُّز في الأداء من قِبل كوادر بشريَّة سعوديَّة مؤهَّلة؛ لتكون واجهةً حضاريَّةً إنسانيَّةً نموذجيَّةً فريدةً من نوعها، تجعل كل قاصدي الحرمين الشَّريفين في حالة انبهار شديد، مع شعور تام بالسَّكينة والطمأنينة والخشوع والتفرُّغ التام للعبادة، فتغشاهم الرَّحمات، وتتنزَّل عليهم البركات، وقد هيَّأت لهم الدولة كل الأسباب؛ ليكونوا في هذه اللحظات بين يدي رب كريم يدعونه فيستجيب لهم برحمته.
منذ طفولتي المبكِّرة، وقد حظيتُ بجوار المسجد النبويِّ أرتاده بمعيَّة والدي ووالدتي -رحمهما الله- وعاصرتُ مراحل التَّوسعة في عهد الملك فهد -رحمه الله-، وأتذكَّرُ جيِّدًا في صلاة التهجُّد آخر الليل، كان عدد الصفوف محدودًا، وعدد الزوَّار قليلًا، وهأنا اليوم في عهد الملك سلمان -حفظه الله- أرى بعيني مشاهدَ تخفق لها القلوب، وهذه الملايين تجتمع في رحاب المسجدين الشَّريفين في مكَّة والمدينة، وكاميرات التصوير تنقل للعالم مشاهد مهيبة، قد لا تعيها العقول للحظات.
الجميع شاهد كيفية إدارة الحشود بمعايير عالمية، بل تفوق السعوديون على أنفسهم؛ ليقدموا نموذجاً يتعلم منه العالم كيف تكون هذه الإدارة؛ لأنها نابعة من حب كبير، واستشعار لمعنى أن يصطفيه الله من بين خلقه لحسن ضيافة ضيوف الرحمن، فالتعامل مع كافة الثقافات والجنسيات بمهنية عالية، وخلق رفيع يتطلب جهداً مضاعفاً، فالنفوس البشرية لا يعلم بها إلا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة