عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل 2025 فرض رسوم جمركية شاملة على الدول كلّها، لم تكن هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها الولايات المتحدة سياسات حمائية صارمة تحت شعار «حماية الاقتصاد الوطني».. ورغم الجدل الكبير الذي أثاره هذا القرار، فإن التاريخ يعيد نفسه بشكلٍ أو بآخر، فقد شهدت الولايات المتحدة خطوة مشابهة قبل نحو 100 عام، عندما فرضت الحكومة الأميركية رسوماً جمركية صارمة على آلاف السلع المستوردة خلال أزمة الكساد الكبير.. حينها، كان الهدف حماية الصناعة الوطنية، لكن النتيجة كانت كارثية، حيث أدّت إلى انهيار التجارة الدولية وتفاقم الأزمة الاقتصادية.. للمزيد | #العالم_بلغة_الأعمال

عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل 2025 فرض رسوم جمركية شاملة على الدول كلّها، لم تكن هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها الولايات المتحدة سياسات حمائية صارمة تحت شعار «حماية الاقتصاد الوطني». ورغم الجدل الكبير الذي أثاره هذا القرار، فإن التاريخ يعيد نفسه بشكلٍ أو بآخر، فقد شهدت الولايات المتحدة خطوة مشابهة قبل نحو 100 عام، عندما فرضت الحكومة الأميركية رسوماً جمركية صارمة على آلاف السلع المستوردة خلال أزمة الكساد الكبير. googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); }); حينها، كان الهدف حماية الصناعة الوطنية، لكن النتيجة كانت كارثية، حيث أدّت إلى انهيار التجارة الدولية وتفاقم الأزمة الاقتصادية.

ترامب والرسوم الجمركية.. هل هو تكرار لأخطاء الماضي؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); اليوم، يعود ترامب إلى استخدام الرسوم الجمركية كسلاح اقتصادي.. في خطابه الأخير، وصف يوم الإعلان بأنه «يوم التحرير»، واعتبره خطوة لاستعادة الاستقلال الاقتصادي الأميركي. فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 10% على الواردات جميعها مع رسوم أعلى على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين (34%) والاتحاد الأوروبي (20%).

برر ترامب هذه الخطوة قائلاً إنه «لا يكترث» إذا رفعت الشركات الأجنبية أسعارها، لأن ذلك سيحفّز الأميركيين على شراء المنتجات المحلية.

لكن ردود الفعل لم تتأخر، فقد أثار القرار موجة من الانتقادات والمخاوف من تداعياته الاقتصادية الواسعة. فهل يعيد ترامب إنتاج أخطاء الثلاثينيات؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه الرسوم إلى تعزيز الصناعة الوطنية أم أنها مغامرة قد تكلّف الاقتصاد الأميركي والعالمي كثيراً؟

من الكساد الكبير إلى تحديات 2025 في عام 1930، كانت الولايات المتحدة تواجه أزمة اقتصادية خانقة بعد انهيار سوق الأسهم عام 1929، ما أدى إلى تفاقم الكساد الكبير. وصلت البطالة إلى نحو 25%، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بشكلٍ حاد.

في تلك الظروف، صدر قانون سموت-هاولي الذي فرض رسوماً جمركية على أكثر من 20,000 منتج مستورد بهدف حماية الصناعة المحلية.

لكن النتيجة كانت كارثية، فقد انهارت التجارة الدولية بنسبة 66% في السنوات التالية، وتراجع الإنتاج المحلي بسبب الرسوم الانتقامية التي فرضتها دول أخرى.

أمّا في عام 2018، كان الوضع مختلفاً تماماً؛ كان الاقتصاد الأميركي في حالة توسع، مع معدلات بطالة منخفضة بلغت نحو 4%. لكن ترامب رأى في العجز التجاري مع دول مثل الصين والمكسيك تهديداً للاقتصاد الوطني، ففرض رسوماً جمركية على واردات متنوعة، أبرزها الصلب (25%) والألومنيوم (10%)، إضافة إلى رسوم على سلع صينية بقيمة تجاوزت 360 مليار دولار.

مع تصاعد التوترات التجارية، فرضت بعض الدول مثل الصين رسوماً انتقامية على المنتجات الأميركية، خاصة فول الصويا والسيارات، لكن في النهاية، وبضغط من القطاعات المتضررة، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقيات تجارية جديدة، أبرزها اتفاق USMCA مع كندا والمكسيك، الذي خفف بعض الرسوم الجمركية وأعاد التوازن في العلاقات التجارية. أما في 2025، فيعود الجدل من جديد؛ أعلن ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات جميعها، مع زيادات على الاتحاد الأوروبي والصين. لكن مقارنة بـ1930، فإن الوضع مختلف؛ فالتجارة كانت تمثل 11% فقط من الناتج المحلي الإجمالي حينها، بينما تشكّل اليوم نحو 30%، ما يعني أن أي تراجع في التجارة الدولية الآن سيكون تأثيره أكثر حدة. هل يواجه الاقتصاد الأميركي ركوداً جديداً؟ أثار الإعلان عن الرسوم الجمركية قلق الاقتصاديين. ووفقاً لتوقعات Citi، فإن هذه الرسوم قد ترفع معدل التضخم الأساسي بنحو 1% هذا العام، ليصل إلى 4%، كما أفادت منصة Polymarket بأن احتمالية دخول الاقتصاد الأميركي في ركود هذا العام ارتفعت إلى 52%، ما يعكس مخاوف الأسواق من تأثير هذه السياسات في الاستقرار الاقتصادي.

في ثلاثينيات القرن الماضي، تسببت سياسات الحماية التجارية في اندلاع حرب جمركية عالمية، حيث ردت دول مثل كندا وألمانيا بفرض رسوم على المنتجات الأميركية، ما أدّى إلى انهيار صادرات المنتجات الزراعية الأميركية. أما في 2018، على رغم من أن بعض القطاعات مثل الصلب شهدت انتعاشاً محدوداً، فإن صناعات أخرى مثل السيارات والزراعة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الرسوم الانتقامية.

اليوم في 2025، يواجه الاقتصاد الأميركي تحديات أكثر تعقيداً، مع ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو. تشير التقارير إلى أن الرسوم الجديدة قد تضعف الدولار الأميركي، حيث بدأ المستثمرون بتحويل استثماراتهم إلى الأسواق الأوروبية، ما يعكس تراجع الثقة في استقرار الاقتصاد الأميركي.

هل 2 أبريل «يوم التحرير» أم بداية أزمة جديدة؟ يعتبر ترامب أن فرض الرسوم الجمركية يمثل «يوم التحرير» للاقتصاد الأميركي، معتقداً أن هذه الخطوة ستعيد الصناعة المحلية إلى الداخل وتقلل العجز التجاري مع دول مثل الصين، التي تسجل فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة يُقدّر بـ295 مليار دولار. بحسب تقديرات إدارة ترامب، فإن هذه السياسة قد ترفع الإيرادات الفيدرالية بنحو 700 مليار دولار سنوياً، وتوفّر فرص عمل جديدة في الصناعات التي انتقلت إلى الخارج. لكن الاقتصاديين يحذّرون من أن هذه السياسة قد ترفع الأسعار على المستهلكين الأميركيين، ما قد يؤدي إلى تباطؤ الطلب الداخلي وزيادة احتمالية الركود.

هل تقود الحمائية اقتصاد أميركا نحو الهاوية؟ توضّح مقارنة الفترات الثلاث أن السياسات الحمائية، رغم نواياها في حماية الاقتصاد الوطني، قد تؤدي إلى نتائج عكسية. وبينما يسعى ترامب إلى تعزيز الصناعة المحلية، فإن التحديات الاقتصادية المتزايدة تطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذه الاستراتيجية في عالم مترابط اقتصادياً.

يبقى السؤال الأهم: هل ستحقق هذه السياسات أهدافها المرجوة أم أنها ستفتح الباب أمام أزمة اقتصادية جديدة تهدد الاقتصاد الأميركي والعالمي؟


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

بروج تقر إعادة شراء 2.5% من أسهمها وترفع توزيعات الأرباح
منذ ساعة
ترامب: الاتحاد الأوروبي لا يشتري سياراتنا، ولن تبقى الأمور على هذا النحو #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 6 ساعات
إفلاس الشركات في اليابان يسجل أعلى مستوى في 11 عاماً خلال السنة المالية 2024
منذ 3 ساعات
قالت شركة طوكيو شوكو للأبحاث (TSR)، يوم الثلاثاء، إن طلبات الإفلاس في اليابان بلغت 10,144 في السنة المالية 2024، وهو أعلى رقم منذ 11 عاماً، وسط تزايد الشكوك حول جدول رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان. ووفقاً لبيانات شركة طوكيو للأبحاث، كان عدد حالات الإفلاس في الأشهر ال12 المنتهية في مارس هو الأكبر منذ 10,536 حالة في السنة المالية 2013، ونما بنسبة 12% على العام السابق، وأظهرت البيانات أن معظم الصناعات، باستثناء القطاعين المالي والنقل، شهدت حالات إفلاس أكثر من العام السابق #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 4 ساعات
«واشنطن بوست»: ماسك يناشد ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية الشاملة #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 6 ساعات
عاجل | «رويترز»: وزير الطاقة الأميركي يتوجه إلى الشرق الأوسط #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 8 ساعات
حصة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء على مستوى العالم ترتغع إلى 6.9% خلال 2024، وفقا لتقرير مركز أبحاث الطاقة "إمبر" - الصين تصدرت النمو العالمي في المجال بإضافتها 250 تيراواط في الساعة تمثل 53% من الزيادة العالمية
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
بعد تهديدات ترمب.. الصين ترفض "الضغط" الأميركي وتؤكد تمسكها بمواجهة الرسوم، وثروة إيلون ماسك مالك شركة تسلا تهبط دون 300 مليار دولار لأول مرة منذ نوفمبر #صباح_الشرق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
بدعم من رجلي أعمال.. رفع دعوى قضائية لوقف تعرفات ترامب الجمركية
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
يبدأ وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت غدا الأربعاء جولة تستمر أسبوعين في 3 دول خليجية بينها السعودية، وفقا ل "رويترز" - الجولة تشمل قطر و الإمارات وستساهم بتمهيد الطريق لزيارة الرئيس دونالد ترمب المرتقبة منتصف مايو إلى هذه الدول
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
الأسواق الأوروبية ترتفع عند افتتاح تداولات اليوم الثلاثاء، منهية سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام نتيجة تصاعد التوترات العالمية بشأن الرسوم الجمركية: مزيداً من
قناة CNBC عربية منذ ساعة
هل يمر الاقتصاد الأميركي حالياً بفترة ركود؟ الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك يجيب
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
ماذا قال المستثمرون الأجانب عن الفرص المطروحة في منتدى الاستثمار الرياضي ؟
صحيفة الاقتصادية منذ 59 دقيقة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يسحب الكرسي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل البيت الأبيض، وهو تصرف قام به ترامب قبل شهرين أثناء زيارة نتنياهو إلى واشنطن
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات