أيدت محكمة فرنسية الأربعاء حكمًا بسجن لاعب كرة القدم الجزائري يوسف عطال 8 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة مالية كبيرة، وذلك بدعوى التحريض على الكراهية.
عطال (28 عامًا) نشر مقطع فيديو داعماً لفلسطين في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قضى على مسيرته في فرنسا وأجبره على الرحيل عن نادي نيس.
واضطر اللاعب المتوج مع الجزائر بكأس أفريقيا 2019 إلى مغادرة نيس في ميركاتو شتاء 2024 بعد صدور عقوبات بإيقافه من الاتحاد الفرنسي، ليرحل إلى أضنة التركي، ومنه إلى السد القطري مطلع الموسم الحالي.
الحكم بسجن يوسف عطال 8 أشهر
حسب يومية (L' Equipe) خضع يوسف عطال الأربعاء إلى جلسة قضائية أمام محكمة استئناف إكس إن بروفنس، وأوصت المحكمة بتأييد سجن اللاعب 8 أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها 45 ألف يورو.
بذلك تكون محكمة الاستئناف قد أيدت الحكم الصادر من محكمة نيس الابتدائية الجنائية يوم 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، كما تمسكت المدعية العامة، فاليري تافرنييه، بنفس العقوبة وأوصت بها.
الآن سيتعين على الجميع الانتظار إلى تاريخ 30 أبريل الجاري، متى سيتم النطق النهائي بالحُكم وإقرار العقوبة المناسبة من المحاكم المختصة، حيث سيضطر اللاعب الجزائري إلى الحضور مجددًا إلى فرنسا.
كيف دافع يوسف عطال عن نفسه؟
وفق يومية (Le Figaro) قال يوسف عطال في جلسة الاستماع: "لا أهتم بالسياسة، أنا مجرد لاعب كرة قدم".. وأوضح أن خطأه الوحيد هو نشر الفيديو بدون التحقق من كل محتوياته حتى الثانية الأخيرة.
ويظهر في الفيديو الذي نشره اللاعب، الداعية الإسلامي محمود الحسنات، وهو يشحذ الهمم لدعم فلسطين، قبل أن يختتم حديثه بالدعاء على الكيان بالدمار، ما اعتبره القضاء الفرنسي تحريضًا على الكراهية.
أما الفريق القانوني ليوسف عطال فقد تعلل بحجة قوية، وهي أن الحادثة وقعت خارج الأراضي الفرنسية، حيث كان اللاعب آنذاك في معسكر منتخب بلاده في الجزائر، بالتالي فإن القضية لا تخص الجانب الفرنسي من حيث النطاق الجغرافي.
وأوضح كبير المحامين في الفريق القانوني لنجم منتخب الجزائر، ميشيل توماس، أن الحكم الصادر "غير معقول" ولا يستند إلى أي أدلة دامغة حيال التحريض أو معاداة السامية كما يزعم القضاة.
وقال توماس إن الحادثة لم تقع خارج فرنسا فحسب، بل إن مقطع الفيديو كان باللغة العربية، وهو منشور على منصة أمريكية، أي أن الجمهور المُخاطب عربي وليس فرنسيًا، والمنصة نفسها ليست فرنسية أيضًا.
ما هو السجن مع وقف التنفيذ؟
السجن مع وقف التنفيذ عقوبة قضائية لا تستلزم إيداع المذنب في السجن فورًا، وإنما يكون تنفيذ أمر السجن مرهونًا بعدة شروط، يتقيد بها المذنب لعدة سنوات.
وحال خالف المذنب أحد هذه الشروط طوال فترة السماح، يتم إيداعه السجن فورًا وتنفيذ الحكم القضائي ضده كاملًا، وفي الغالب تكون الشروط مرتبطة بنوع القضية.
شاهد | هدف عطال "المارادوني" في الدوري التركي اقرأ المزيد
فمثلًا في حالة عطال، ستكون الشروط عدم نشر مقاطع فيديو تحرض على الكراهية أو الانخراط في أي من هذه الأعمال، وحال التزم اللاعب بهذه الشروط لن يتم تنفيذ حكم السجن ضده مطلقًا.
يتم تطبيق السجن مع وقف التنفيذ في الجرائم غير الخطيرة، أو مع الأشخاص الذين يدانون لأول مرة، حيث يُمنح المذنب فرصة لإصلاح الذات دون الحاجة إلى السجن الفعلي.
هذا المحتوى مقدم من winwin