منذ عام 2014 على الأقل، يهيمن الانقسام السياسي والجغرافي على المشهد السياسي في ليبيا، حيث توجد حكومتان، إحداهما في الشرق، ومقرها بنغازي، برئاسة أسامة حمّاد (حكومة الاستقرار) ويدعمها مجلس النواب وقوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية برئاسة عبدالحميد الدبيبة (حكومة الوحدة الوطنية)، ومقرها طرابلس، وتدعمها فصائل مسلحة منخرطة في القوات المسلحة الليبية، وتحظى بتأييد المجلس الأعلى للدولة. وتدعي الحكومتان تمثيلهما للشعب الليبي والدولة الليبية، وبأنّ الأخرى تفتقد إلى الشرعية، حيث إنّ حكومة الشرق هي الحكومة المكلفة من قبل مجلس النوّاب، بينما حكومة الغرب هي الحكومة المعترف بها دولياً. وقد جرى صراع بين حكومتي الشرق والغرب، اتخذ صورة حرب أهلية في الفترة (2019-2020)، ولايزال الصراع السياسي على أشده بين الطرفين، ولاسيما بعد أن سحب مجلس النواب الثقة من حكومة الدبيبة، وربما يتطور، إذا لم يتم التوافق بين الفاعلين الرئيسيين على الساحة الليبية على تسوية سياسية وإجراء الانتخابات، إلى أكثر من ذلك.
ويحلو للمراقبين إطلاق مصطلح «السيناريو الليبي» على مجمل الأزمة الليبية المركبة. ويبدو أن هذا السيناريو يتمدد ويتكرر في حالات دول عربية أخرى، وأولها اليمن.
ففي اليمن، كما الحال في ليبيا، حكومتان وجيشان وعاصمتان منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في سبتمبر/أيلول 2014، وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، وعلى مقر الحكم هناك. وكما هي الحال في ليبيا، هناك حكومة يمنية تحظى بالشرعية الدولية (برئاسة رشاد العليمي) وحكومة «حوثية» في صنعاء تزعم تمثيلها للشعب اليمني. ولكنّ الوضع اليمني أكثر تعقيداً من الناحية الواقعية، حيث الانقسام بين ثلاث قوى رئيسية، وهي: الحكومة اليمنية الشرعية، وجماعة الحوثيين، والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث يسيطر كل طرف على أجزاء من الأراضي اليمنية، ما يجعل خريطة النفوذ والسيطرة معقدة ومتشابكة، إذ تتغير مناطق السيطرة باستمرار نتيجة الصراعات المستمرة بين الأطراف. وإن كانت هناك حالة من الجمود السياسي والعسكري تسيطر على الأوضاع اليمنية الحالية.
وكما هي الحال في ليبيا، لا يزال الصراع في اليمن يزداد تعقيداً، بسبب أطرافه العديدة والمتباينة، ومصالحهم المتعارضة والمتصارعة، والتدخلات الخارجية في الشأن اليمني، وأخطرها التدخل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية