مقالات الشروق| محمد زهران: المجتمع العلمى بين القرن الماضى والقرن الحالى -كاتب هذه السطور عاصر الحياة الأكاديمية كطالب فى مصر ثم أمريكا فى نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، ثم كأستاذ جامعى منذ العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وحتى الآن. مقال اليوم يناقش التغييرات التى حدثت فى الوسط الأكاديمى العلمى ما بين القرنين العشرين والذى يليه. الاختلافات والتطورات التى سنناقشها جاءت من ملاحظاتى الشخصية وقراءاتى وحديثى مع الكثيرين فى المجتمع الأكاديمى سواء داخل مصر أو خارجها.. المقال كاملا

كاتب هذه السطور عاصر الحياة الأكاديمية كطالب فى مصر ثم أمريكا فى نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، ثم كأستاذ جامعى منذ العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وحتى الآن. مقال اليوم يناقش التغييرات التى حدثت فى الوسط الأكاديمى العلمى ما بين القرنين العشرين والذى يليه. الاختلافات والتطورات التى سنناقشها جاءت من ملاحظاتى الشخصية وقراءاتى وحديثى مع الكثيرين فى المجتمع الأكاديمى سواء داخل مصر أو خارجها.

عنوان المقال يتحدث عن المجتمع العلمى وسنركز على الوسط الأكاديمى فى الجامعات ومراكز الأبحاث لأنها الأماكن التى من المفترض أن يزدهر فيها البحث العلمى فى أنقى صوره، على العكس من البحث العلمى فى الشركات والتى تكون محكومة باقتصاديات السوق واستراتيجية الشركة، لكن كما سنرى تأتى الرياح بما لم تشته السفن.

عنوان المقال يتحدث عن القرن الحالى والماضى فقط لأن قبل ذلك كانت وتيرة التقدم العلمى أبطأ كثيرا والمجتمع العلمى الأكاديمى مختلفا عما نألفه اليوم، وبالتالى من الأفضل مقارنة ما نحن فيه الآن مما كان الوضع عليه فى الفترة السابقة علينا.

...

الفارق الأول هو السرعة، هناك تسارع شديد فى البحث العلمى، أو للدقة نقول تسارع شديد للنشر العلمى للحصول على الترقية فى الجامعة خاصة أن فى دولة مثل أمريكا إذا لم يتم ترقيتك قد يتم الاستغناء عنك وهو ما يسمى بنظام التثبيت (وهى ترجمة غير حرفية لكلمة tenure). عدد الوظائف الأكاديمية قليلة بالنسبة لدول مثل أمريكا وكندا وأغلب دول أوروبا، وهو نظام مختلف عما نحن عليه فى الجامعات الحكومية فى مصر حيث يتم تعيين عضو هيئة التدريس من أوائل الدفعة أى المعيدين. الجامعات الخاصة أو الأهلية تحاكى الجامعات الأمريكية فى موضوع التعيين من خارج الجامعة لكن لا يوجد عندنا نظام التثبيت إلا فى الجامعات الحكومية. تقييم الأساتذة سواء للترقية أو التجديد يقوم أساسا على النشر العلمى أولا والحصول على التمويل للأبحاث ثانيا؛ لأن الجامعة تأخذ نسبة ليست بالقليلة من تمويل الأبحاث، يحدث هذا فى الداخل والخارج. لذلك فالباحثون الآن يحاولون النشر سريعا بعكس القرن الماضى. لكن المنافسة على المنصب الأكاديمى وحده لا يفسر كل شىء، وهذا يقودنا للفارق الثانى.

...

الفارق الثانى هو وجود الفرق البحثية، الباحثون فى الماضى كانوا يعملون منفردين أو كباحث يشرف على طلاب الرسائل العلمية، أما الآن فهناك مجموعات بحثية ضخمة خاصة فى العلوم التطبيقية، وجود الباحث وسط مجموعة بحثية كبيرة يزيد من عدد الأبحاث التى ينشرها بالتأكيد ويشجع على التعاون خاصة وأن العلم الآن أصبح أكثر تعقيدا بكثير مما كان عليه فى القرن الماضى. التنافس ما زال موجودا بين أعضاء المجموعة البحثية الواحدة وللأسف هناك الكثير من المجموعات البحثية يكون التنافس فيها أشبه بالحرب، ناهيك عن التنافس بين المجموعات البحثية وبعضها. المنافسة بين المجموعات البحثية يكون فى سرعة النشر وعدد الأبحاث المنشورة والحصول على التمويل.

بخصوص التمويل فإن كاتب هذه السطور قد شارك فى عدة لجان لتقييم طلبات تمويل البحث العلمى سواء فى الداخل أو الخارج. فى دول مثل أمريكا فإن عدد الباحثين والمجموعات البحثية كبير جدا مقارنة بالدول الأخرى، مما يجعل الحصول على التمويل أصعب بكثير بنسبة قبول تقل عن العشرة بالمائة فى الكثير من الأحيان.

هناك أصدقاء من الباحثين فى أوروبا وكندا يقولون لى إن الحال أفضل بكثير هناك لأن المنافسة أقل لأن عدد الباحثين أقل، قد يكون ذلك بسبب عدد السكان أو بسبب إقبال طلاب الدراسات العليا فى الماضى على السفر لأمريكا. على العموم أعتقد أن الحال بدأ يتغير الآن مع ازدياد اتجاه طلاب البحث العلمى إلى أوروبا، وأستراليا، وسنغافورة، واليابان.

...

الفارق الثالث هو التقدم التكنولوجى، لقد حدث تقدم هائل منذ النصف الأول من القرن الواحد والعشرين فى وسائل الاتصالات وفى قوة أجهزة الكمبيوتر. هذان العاملان فقط يؤثران على أغلب إن لم يكن كل المجالات البحثية، الآن أصبح من السهل الوصول للأبحاث العلمية المنشورة، ومن السهل كتابة البحث ومراجعته لغويا، ومن السهل القيام بتشغيل برمجيات المحاكاة المستخدمة فى أغلب التخصصات العلمية (رجاء مراجعة مقال «نظم المحاكاة: هل تنقذ العالم؟» المنشور بتاريخ 17 نوفمبر 2023). هذا سرع من عملية البحث العلمى.

...

الفارق الرابع هو طبيعة وشخصية طلبة الدراسات العليا الآن مقارنة بالماضى، الجيل الحالى نشأ وترعرع فى كنف الانترنت والتابلت وأجهزة الكمبيوتر السريعة، وأيضا يعيش فى عصر المنافسة الشديدة فى عصر رأسمالى شديد القسوة، وبالتالى يمتلك هذا الجيل طموحا ماديا كبيرا. كل هذا أدى إلى جيل يتنافس بقسوة.

فى المؤتمرات الكبرى فى تخصصى كثيرا ما نقوم بعمل اجتماع بين باحث.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جريدة الشروق

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة الشروق

إيهود باراك يحذر من انهيار وشيك لإسرائيل بسبب نتنياهو
منذ ساعتين
«أمانة البحر» ينافس على جائزة الفيلم القصير بمهرجان هوليوود للفيلم العربي
منذ ساعة
مواعيد مباريات اليوم السبت 12 أبريل 2025 والقنوات الناقلة..الأهلي ضد بيراميدز
منذ ساعتين
«لك عبرة في هؤلاء».. حازم إمام يكشف سرا عن محادثته مع زيزو
منذ 11 ساعة
السفيرة نائلة جبر: زواج القاصرات اتجار بالبشر ومُجرَّم قانونا
منذ 8 ساعات
شعبة الذهب: وتيرة الارتفاعات الحالية للأسعار لم تكن متوقعة
منذ 11 ساعة
خطر على الكلى.. استشاري يحذر من «العيش السن»
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
«خلطة سحرية لخفض السكر في الدم».. تعرف على مكوناتها وأفضل موعد لتناولها
صحيفة المصري اليوم منذ 20 ساعة
«أنتم بتعملوا إيه عايز أفهم»... محافظ بورسعيد ينفعل بشدة على مسؤول شركة النظافة ويوجه بخصم شهر لجميع موظفيها. متابعة: تيسير حسن
صحيفة المصري اليوم منذ 19 ساعة
فاتن الحلو: أشكر أشرف زكى على تأسيسه دار كبار الفنانين
صحيفة اليوم السابع منذ 3 ساعات
حسام موافي يُوضح أسباب الأنيميا وأنواعها وطرق الوقاية منها
بوابة الأهرام منذ 14 ساعة
عودة لقب «الباشا» من جديد مقترح لمنح رجال الاعمال ألقابا تشريفية
صحيفة المصري اليوم منذ 11 ساعة
وزارة الإسكان تعلن طرح 261 ألف شقة بداية من هذا الموعد (تفاصيل)
صحيفة المصري اليوم منذ ساعتين
من أجل العناية بشعره.. ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لتغيير معايير "الدش" والاستحمام في أمريكا
جريدة الشروق منذ 18 ساعة