د. عائشة بنت مفتي القرشي
إن معرفة كميات هطول الأمطار والجريان السطحي وما يتعلق بهما ضروري جدا لفهم دورة المياه على الكوكب الأرضي والتنبؤ بالتغيرات فيها وتأثير ذلك كله على البيئة. كما أن هذه البيانات تعتبر نواة لدراسات هيدرولوجية مختلفة، وتحليل هذه البيانات يساعد المختصين في فهم هيدرولوجيا المنطقة بطريقة أعمق وأفضل وأكثر دقة، وفي تقييم الموارد المائية (السطحية والجوفية)، ووضع المخططات المناسبة لها، ووضع خطط لتنمية وإدارة هذه الموارد بهدف حسن إدارتها بالطريقة الأمثل لتلبية كافة الاحتياجات المائية في المجالات المختلفة ومعرفة وإدارة العرض والطلب. هذه البيانات مهمة أيضًا في تخطيط وتنفيذ مشاريع البنى التحتية: كإنشاء الطرق والجسور والمعابر المائية، وتصميم شبكات إمدادات المياه، وفي مختلف مجالات البناء والتشييد القريبة من مجاري الأودية، وشبكات تصريف مياه الأمطار والأودية. كذلك تُمكّن المعرفة الدقيقة لهطول الأمطار والجريان السطحي التنبؤ بالفيضانات الهادرة وتقييم مخاطر هذه الفيضانات، ووضع الخطط المناسبة لمجابهتها والتعامل معها من خلال تحديد ومن ثم تنفيذ مشاريع الحماية من الفيضانات الأنسب لكل منطقة (كإنشاء السدود وتوجيه مجاري الأودية بعيدا عن مناطق العمران)، حيث لا يمكن ذلك بالطريقة الآمنة دون وجود معلومات حقيقية ودقيقة يبنى عليها. شبكات المراقبة الهيدرولوجية كذلك مهمة في مشاريع تصميم أنظمة الري والصرف، وتحديد استخدامات الأراضي الزراعية بالطريقة الأمثل.
عرف القدماء أهمية ذلك، لذلك وجدنا الاهتمام منذ القدم، ويعتبر اليونايين أول من احتفظ بسجلات لتساقط الأمطار، وذلك قبل حوالي العام 500 ق.م، في حين بدأ الهنود في تسجيل كميات الأمطار المتساقطة حوالي عام 400 ق.م، وفي عام 1247م قام الصيني تشين جياشاو باختراع جهاز لقياس كمية الأمطار والثلوج المتساقطة على حوض تيان تشي حيث نجح في الحصول على سجلات لكميات الأمطار والثلوج وبيانات جوية أخرى. أما في كوريا فقد اخترع تشوگوگي أول مقياس مطر معياري وذلك في عام 1441م، وفي عام 1662م صنع كريستوفر ورن البريطاني أول مقياس مطر مزود بدلو بالتعاون مع روبرت هوك والذي صمم بعدها مقياس يدوي بقمع استخدم للقياس في عام 1695م. في حين كان ريتشارد تاونلي أول من وضع قياسات منهجية لتساقط الأمطار من 1677 1694م، أما توماس باركر فقد قام بقياسات شملت عناصر الطقس الأخرى بجانب هطول الأمطار كدرجات الحرارة، الرياح، الضغط البارومتري، وذلك لمدة 59 عاما، وتعتبر سجلاته مرجعاً للمناخ البريطاني في القرن 18، في حين أعد عالم الأرصاد الجوية جورج جيمس سيموندس المجلد السنوي الأول من هطول الأمطار البريطاني وذلك في عام 1860م، والذي يحتوي على سجلات لهطول الأمطار لـ 168 محطة أرضية في إنجلترا وويلز.
هذا، وهنالك أنواعا مختلفة من أجهزة قياس المطر والتي تحتوي على أسطوانة مدرجة، او ميزان، او دلو، مع حفر صغيرة للتجميع، والتي تقيس عادة الهطول المطري بوحدة المليمتر او البوصة، وهذه الأجهزة منها ذو القراءة اليدوي والتي تحتاج إلى قارئ يفحص الجهاز شبه يومي لتسجيل كمية الأمطار وإفراغ الوعاء، ومنها ذو التسجيل المستمر الأوتوماتيكي والذي يسجل تلقائيا وبصورة غير متقطعة كميات الأمطار حيث يحتاج القارئ خلال فترات معينة قد تكون شهريا لجلب جهاز التسجيل وإفراغه، أو القراءة عن بعد كما في بعض الأجهزة الحديثة، كما ان هنالك الرادارات في الفترة الأخيرة والتي تغطي مساحات كبيرة بدلا من نقطة، مع ملاحظة اختلاف هذه الأجهزة في دقة بيانات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوئام