بعد ليالي العيد الساهرة، والمعايدات الممتدة، والولائم اليومية، تشكّل العودة إلى أجواء الدوام تحدياً يتكرر كل عام.
صباح الأحد غداً سيعود الموظفون والطلاب والطالبات وكافة الفئات العاملة في المملكة إلى الروتين اليومي، وسط مشاعر متباينة بين الحنين إلى الاسترخاء، والرغبة في انطلاقة جادة. "من يعطيني أسبوع تهيئة نفسية قبل أول يوم دوام؟" عبارة أصبحت شعاراً غير رسمي في منصات التواصل مع كل نهاية إجازة، وتُختصر بها حالة يعيشها كثيرون ممن يحاولون "إعادة تشغيل" أنفسهم بعد فاصل اجتماعي وروحي ممتد.
المعايدة المؤسسية... تقليد لكسر اكتئاب العودة: في القطاعين الحكومي والخاص، تحرص جهات العمل في السعودية على أن تبدأ أول يوم بعد الإجازة بفعالية داخلية خفيفة: معايدات رسمية، ركن ضيافة، كلمات ترحيب، وربما لحظات ضحك بين الزملاء على مواقف مشتركة. أما في المدارس، فتتحول الإذاعة الصباحية إلى مساحة ودّ وترحيب، تُوزع الورود وتُفتح أبواب الصفوف بابتسامات. هذا الاحتفاء الرمزي البسيط يصنع فرقاً نفسياً كبيراً، ويخفف من وطأة التحول من "مزاج العيد" إلى "مزاج العمل والدراسة".
اكتئاب ما بعد الإجازة. و"مخاوف الأحد": ما يُعرف بـ"اكتئاب ما بعد الإجازة" ليس اصطلاحاً عابراً، بل حالة موثقة عالمياً. تتحدث عنها منصات مثل Botkeeper وFast Company بوصفها مزيجاً من التوتر، وخيبة الأمل، وانخفاض الحافز الناتج عن الانتقال المفاجئ من الراحة المطلقة إلى جدول زمني صارم وضغوط مهنية متراكمة. وتقول دراسة حديثة إن من أهم أسبابه: صدمة التبدّل في الوتيرة، فقدان الحرية الشخصية في اتخاذ القرار، والعودة إلى بيئات عمل قد تكون مليئة بالتحديات. لكن الأسوأ أن القلق من العودة قد يبدأ قبلها بأيام، فيما يُعرف بـ"مخاوف الأحد"، حيث تُفسد هذه الهواجس آخر لحظات الاسترخاء.
أسرار من بيئات العمل المشوقة: في بعض الشركات العالمية، لم تعد العودة مصدر قلق، بل لحظة مُنتظرة.
شركة Cabify تمنح موظفيها "يوم إعادة شحن" شهرياً، مخصصاً للراحة أو التعلم الذاتي. Google وCisco تنظم صباحات عودة مليئة بالمفاجآت البسيطة، كهدايا رمزية أو مسابقات، وتُخصص أول ساعة للتفاعل الاجتماعي. بعض الشركات في أوروبا تبنّت أيضاً ما يُعرف بـ"العودة الناعمة"، حيث لا توكل أي مهام ثقيلة في أول يوم، بل يُركّز على الاجتماع بالفِرق والتخطيط المشترك فقط. هذه الممارسات، كما تقول جامعة أوكسفورد في تقريرها عن الإنتاجية، ترفع رضا الموظفين بنسبة 23%، وتقلل من معدلات التوتر والتدوير الوظيفي.
كيف يمكن للجهات أن تجعل العودة أكثر جاذبية؟: من الأفكار الظريفة التي تتبناها بعض الجهات ما يعرف بـ إفطار "عجلة الحظ"، حيث لا يعرف الموظف نوع فطوره إلا بعد الدوران إلى "صندوق العودة" الذي يحتوي على كوب باسم الموظف أو قطعة شوكولاتة فاخرة. وفي بعض الإدارات، تُنظم إذاعة صباحية داخلية بصوت طريف يقدّم أخباراً وهمية ومواقف طريفة من العيد. هناك أيضاً "تحدي أطول ضحكة" و"بطل العودة"، حيث يُكرّم أول موظف حضر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة سبق