في ظل ما يجري من تطورات بالمنطقة على امتداد الأعوام القليلة الماضية، وما كشفته عن تحولات بالمواقف على صعيد الدول، وصعيد الأفراد أيضا، دخل العديد في مراجعات مهمة تجاه أفكارهم، وما كانوا يعتبرونها قناعات راسخة، بعد أن تأكد لهم أن ما راهنوا عليه، سقط سقوطا مدويا.
لم نعد نسمع صوتا لمن طالما تمسك بـ"رمزية" الرئيس السوري السابق بشار الأسد، واعتبره في فترة من الفترات قدوة له، ومخلصا من حالة الهوان التي يعيشها العرب منذ عقود، ليكتشف لاحقا أن الرئيس المخلوع لم يكن سوى ديكتاتور سفاح، كل إنجازه أنه نجح في تحويل بلده إلى معتقل كبير.
ومن آمن بإيران باعتبارها اليد القوية بالمنطقة، والداعم الوحيد للمقاومة في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وأنها أساس استقرار سورية، نراه اليوم صامتا، بعد أن شاهدها تتخلى عن حلفائها في كل مكان، باستثناء العراق الذي لربما يأتي يوم تفعل به ما فعلته مع باقي أذرعها بالمنطقة.
ومن تغنى بتركيا، بات واضحا له أنها لم تفعل شيئا لإيقاف حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة ولبنان، ولم تحاول أن تكون مؤثرة في حماية سورية من احتلال مزيد من أراضيها، رغم أنها اليوم الوصي الأكبر على دمشق بعد تغير النظام فيها، لنكتشف أن تركيا سوقت علينا خطابا عاطفيا كان جزءا من النفاق السياسي الذي انتهجته لاستقطاب شعوب المنطقة.
عندما طالبنا بألا نحتكم إلى العواطف في النظر إلى تطورات الأحداث الإقليمية، وألا ننجر وراء الشعارات الرنانة، بل إلى العقل والمنطق، كان يتم تصنيفنا كـ"كفار قريش"، وبأننا ضيقو أفق، وربما إقليميون لأننا نعتبر "الأردن أولا"، وأن علينا تجنيبه النار المشتعلة في الإقليم كعمل وطني وقومي بامتياز.
إن البحث عن نصر مزيف، أو شبه نصر، جعلنا مستلبين لخطاب راهن على استفزاز العواطف لدينا، ولم يقدم لنا سوى مزيد من الخيبات.
في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية