يواصل لاعب الوسط الجزائري هشام بوداوي تأكيد مستوياته الرفيعة هذا الموسم مع نادي نيس الفرنسي، تماماً مثلما هو الحال رفقة المنتخب الجزائري، حيث أصبح ركيزة أساسية لا تقبل النقاش ولا الجدل بالنسبة للمدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، وأيضاً للجماهير الجزائرية التي تشير دوماً إلى فارق كبير في المستوى الذي يقدمه هذا اللاعب، وذاك الذي ظهر به رامز زروقي لاعب وسط فينورد في أغلب مواجهاته الدولية.
وكان بوداوي قد صنع هدف فريقه في لقاء يوم أمس أمام نانت ضمن الجولة الـ28 من الدوري الفرنسي، ورغم الخسارة؛ أكد أفضليته المُطلقة من جانب فريقه بتفوقٍ معتادٍ في وسط الميدان، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة مجدداً فكرة تفوق هذا اللاعب على جميع أقرانه من جهة، وأحقيته بنادٍ أكبر من نيس في الدوري الفرنسي أو في دوري آخر أكثر قوة وإثارة.
بيتكوفيتش: بوداوي لاعب رفيع المستوى وسيتلقَى عروضاً من أندية كبرى
وكان فلاديمير بيتكوفيتش مُدرب "الخضر" قد لمّح في المؤتمر الصحفي الأخير له بعد مواجهة موزمبيق، أن بوداوي يملك مستوى أكبر من مستوى ناديه الحالي، حيث قال: "إنه لاعب رفيع المستوى، أنا مقتنع بأنه سيتلقى عروضاً هذا الصيف من بعض الأندية الكبرى، لا أقول إن نيس ليس نادياً كبيراً، ولكن هناك بالتأكيد احتمالات أخرى أفضل من ذلك".
وينتهي عقد خريج أكاديمية "بارادو" الجزائرية مع نيس في صيف 2027، غير أنه يتجه للرحيل هذا الموسم في ظل الاهتمام المتواصل بخدماته من عدة أندية إنجليزية وإسبانية، على غرار أستون فيلا وبرايتون، إضافة إلى إشبيلية، ناهيك عن قيام اللاعب بخطوة واضحة تشير إلى رغبته في تغيير الأجواء والانتقال إلى نادٍ آخر يضمن له مزيداً من الأضواء في عالم كرة القدم بما يتلاءم ومستواه.
4 أسباب تدفع هشام بوداوي للرحيل عن نادي نيس الفرنسي اقرأ المزيد
وكان اللاعب الجزائري قد وقّع قبل أشهر قليلة عقداً مع وكالة HCM للإدارة الرياضية، وهي الخطوة التي قرأها الجميع على أنها إشارة واضحة حول رغبته في الرحيل عن نيس، علماً بأن ذات الوكالة كانت وراء انتقال الجزائري الآخر أمين غويري إلى نادي أولمبيك مارسيليا، كما أنها تدير أعمال الظهير الأيسر لنادي بوروسيا دورتموند، رامي بن سبعيني.
لن يُخاطر قبل المونديال وهدفه الاستقرار قبل كل شيء
ورغم عدم ممانعة نادي نيس رحيل لاعبه الجزائري، تبدو قيمته التسويقية -حسب موقع "ترانسفير ماركت" الألماني والمقدرة بـ 10 ملايين يورو- غير مرضية على الإطلاق، ما سيجعل خروجه أمراً معقداً دون شك وليس بالسهولة التي قد ينتظرها اللاعب، غير أن ذلك لن يدفعه حتماً للدخول في أي صراع إداري مع ناديه لأجل الحفاظ على نسق اللعب الحالي في الموسم المقبل، تفادياً لتضييع مكانته مع المنتخب قبل موعد كأس العالم 2026.
وبعيداً عن 5 مواجهات ضيعها بوداوي في الدوري الفرنسي بسبب الإصابة وتراكم البطاقات، لعب الجزائري 21 مباراة من أصل 23 أساسياً، بمعدل مشاركة قُدّر بـ 83 دقيقة في اللقاء الواحد، وكانت أولى مشاركة له بديلاً أمام سانت إيتيان ضمن الجولة الـ 24 من "ليغ 1"، قبل أن يبدأ مجدداً من دكة البدلاء أمام موناكو يوم 29 آذار/ مارس الفارط بعد العودة من فترة التوقف الدولي.
وبعد مشاركته بديلاً في لقاء سانت إيتيان 1 آذار/ مارس الماضي، أكدت صحيفة "نيس ماتان" أن غياب الجزائري جعل الجميع يُدركون أهميته الفعلية في أرض الملعب، حيث كتبت: "بدأ هشام بوداوي على مقاعد البدلاء ضد سانت إيتيان لأول مرة هذا الموسم في الدوري الفرنسي، إذا كنا نعرف بالفعل أهميته الكاملة، فإن تأثير غيابه قال أكثر من ذلك".
وأشارت ذات الصحيفة إلى أن فرانك هايز مدرب نيس مسحور بأداء ابن مدينة "بشار" الجزائرية، والذي يُقدم -حسبها- كل الحلول الممكنة التي يحتاجها أي مدرب في لاعب وسط ميدان، قبل أن تشير بدورها إلى نفس ما ذكره بيتكوفيتش لاحقاً، حين قالت: "بوداوي لم ينل حتى الآن المسيرة التي يستحقها في عالم كرة القدم".
هذا المحتوى مقدم من winwin