كارمن ناصرعبدالمنعم: أرفض انعزال المثقفين.. وأعمل مع الشباب لأكتسب منهم المعرفة

قال المخرج ناصر عبدالمنعم إن إبراز جوهر النصوص الكلاسيكية للأجيال الجديدة يمثل جزءًا من مشروعه الفنى، ويمثل السر وراء تقديمه مسرحية «كارمن»، التى يركز خلالها على النص الأصلى والصراع بين ثقافتى المدينة والغجر، مؤكدًا أنه لا يخشى المقارنة مع المعالجات الكثيرة التى سبق تقديمها للمسرحية، لأنها لم تركز على جوهر الصراع فى هذا العمل.

وأشار «عبدالمنعم»، خلال حديثه لـ«الدستور»، إلى أن الإبحار فى الزمان والمكان مثّل أكبر تحدياته فى إخراج «كارمن»، كما أنه كان من الصعب تجاوز موسيقى الفلامنكو، التى تمثل كنزًا من إبداعات الغجر، منوهًا بأنه يحب العمل مع الشباب لأنه يرفض انعزال المثقفين والمسرحيين، ولأنه يكتسب منهم معارف جديدة حول قضايا لا يعرفها.

ويقدم ناصر عبدالمنعم حاليًا عرض «كارمن» على مسرح «الطليعة»، عن رواية الكاتب الفرنسى بروسبير ميريميه، ومن كتابة محمد على إبراهيم، وبطولة ريم أحمد، وميدو عبدالقادر، ونهال فهمى، ومحمد حسيب، وليديا سليمان، وعبدالرحمن الجميل، وأحمد علاء، ومحمد العرجاوى، ومحمد البدالى، ديكور وملابس أحمد شربى، استعراضات سالى أحمد، إضاءة أبوبكر الشريف، والموسيقى من إعداد حازم الكفراوى.

بداية.. ما الأسباب وراء تقديم عرض «كارمن» فى الفترة الحالية؟

- مسألة «مسرحة الرواية» هى أحد همومى، وتشكل جزءًا من مشروعى الفنى منذ سنوات طويلة، وكان أول عروضى التى قدمتها بالجامعة رواية لأبوالمعاطى أبوالنجا بعنوان «العودة إلى المنفى» عن خطيب الثورة العرابية عبدالله نديم، وهى رواية من جزأين، ولدىّ أيضًا عدد من التجارب لا بأس به فى التعامل مع الرواية، فالأمر يعد امتدادًا لميلى لـ«مسرحة الرواية».

أما السبب الثانى فهو أن هناك قطعًا كلاسيكية تعد من أهم علامات الأدب الكلاسيكى فى العالم، ومنها «كارمن» و«أحدب نوتردام» وغيرهما، والتى يتم تناولها كثيرًا فى أماكن متفرقة، لكنها تفقد جوهرها الأساسى والقيمة التى كُتبت من أجلها.

وأنا أميل من حين لآخر لتقديم قطع كلاسيكية تنتمى للأصل أكثر من كونها تنتمى للرؤية المعاصرة، كنوع من تعريف الأجيال الجديدة بكلاسيكيات الأدب العالمى، فقد قدمت رواية «كارمن» برؤى مختلفة، ويتم تناقلها حتى غابت الحقيقة وغاب جوهر العمل نفسه، وهو الصراع بين ثقافات المدنية وبين ثقافة الغجر.

وهذه القضية مهمة جدًا عالميًا، وكانت ملهمة جدًا للأدب والكُتّاب والسينما وللفنون، لأن الغجر لا يدخلون تحت تنظيمات الدول التى يقيمون فيها وأعرافها وتقاليدها، لأنهم استطاعوا أن يحافظوا على مدى قرون على ثقافة شخصية وملامح ترفض الحالة المدنية الحديثة بكل مواضعاتها.

والصراع الأساسى فى الرواية هو صراع بين هاتين الثقافتين، بين مواضعات المدنية بشكلها الحديث والنظام التى تضعه والقوانين والأعراف والتقاليد التى تتفق عليها، وبين جماعة ترفض أن تنضوى تحت هذه المظلة؛ وبالتالى ينشأ صراع بينهما، وهو نفس الصراع بين «كارمن» وبين الضابط «خوسيه»، فهو يمثل بشكل حقيقى المدينة بكل ما فيها، بينما تمثل «كارمن» النقيض، وينشأ بينهما الصراع الذى تُبنى عليه الرواية بأكملها.

أى أنى أحاول إرجاع الأشياء لأصولها حتى تتعرف الأجيال الجديدة على القطعة الكلاسيكية النادرة «كارمن» فى جوهرها الفعلى.

ما الرؤية الأساسية التى تود طرحها من خلال هذا العرض؟

- كما سبق وأشرت، فإنى أردت أن أظهر الصراع فى الرواية بين هاتين الثقافتين، بين مواضعات المدنية بشكلها الحديث والنظام الذى تضعه، وبين جماعة ترفض أن تنضوى تحت هذه المظلة.

وهذا الصراع نتجت عنه حالة تراجيدية مأساوية، فالضابط عاش صراعًا بين العاطفة والواجب، فقد ذهبت عاطفته وشعوره تجاه عالم الغجر بسبب جمال «كارمن» وبين واجبه كضابط، عليه أن ينفذ القانون وأن يكون حامى المدينة ونظام المدينة، وهو بالتحديد الجوهر الذى رأيته يغيب فى الرؤى الجديدة فأحببت العودة إليه، فقدمت قطعة كلاسيكية تحاول إظهار جوهر الرواية الأصلية التى كُتبت عام ١٨٨٥.

سبق للعديد من المخرجين تقديم «كارمن» ومعالجاتها ومن بينهم الفنان محمد صبحى.. ألا تخشى من المقارنة معهم؟

- لا، خاصة أن المخرجين الذين قدموا «كارمن» لم يقدموا الرواية بل قدموا معالجات عن الرواية، فعلى سبيل المثال فإن المسرحية التى قدمها الفنان محمد صبحى شبيهة بفيلم «كارلو الثورة»، فالفيلم السينمائى هو معالجة عن الرواية، وهو عن مخرج يقدم مسرحية «كارمن» فيقوم باختيار فتاة لتجسيد الشخصية، فتأتى له فتاة بها مقومات التمرد والنزوع للحرية والرغبة فى إثبات ذاتها، فتسير الأحداث بشكل موازٍ، أى البروفات والتحضير للعرض مع الجانب الشخصى، وهى رؤية عن «كارمن» وليست الرواية الأصلية، لكنى فى العرض عُدت للرواية الأصلية والجوهر الذى غاب.

بالعمل على الرواية الأصلية.. كيف قدمت معالجتك الخاصة لها؟

- معنا فى فريق العمل كاتب شاب متميز، وهو أحمد على إبراهيم، وهو كاتب سيكون له شأن كبير فى الكتابة المسرحية، وهو يعمل بشكل مختلف ويضع أساسًا للتغلب على صعوبات تحويل الرواية إلى عمل مسرحى، وقد كان موفقًا إلى حد بعيد فى ذلك، وأكملت هذا فى عملى، على أساس أننى أعمل على دوائر من السرد والإبحار فى الزمن، سواء للأمام أو للخلف.

وتلك تقنية صعبة جدًا على خشبة المسرح، ولكنه كان تحديًا بالنسبة لى على مستوى الرؤية الفنية، وهو تكنيك يقترب لفكرة السينما فى السرد والإبحار فى الزمن، سواء بالاتجاه للمستقبل أو لأحداث وقعت فى الماضى، فى أمكنة متباينة ومختلفة وكثيرة، وكانت الفكرة فى تقنية الإخراج والرؤية البصرية وكيف نسير بين السرد والتجسيد حتى نقدم عالمًا متكاملًا يستطيع توصيل فكرة «كارمن» رغم صعوبتها.

كيف وظفت العناصر المسرحية فى خدمة دراما هذا العرض الكلاسيكى؟

- دائمًا ما أضع نصب عينى ما أريد توصيله من خلال العمل الذى أقدمه، وعلى هذا الأساس أختار العناصر المسرحية، ومعى الفنانة سالى أحمد، مصممة الاستعراضات والتعبير الحركى، وهى مصممة متميزة، ومن خلال متابعتى لأعمالها وعروضها أدرك جيدًا أننى سأحصل على الحالة التى أرغب فى تقديمها، لأننا نتحدث عن رقص الغجر والرقص الإسبانى.

والفنانة سالى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الدستور المصرية

عاجل.. أول تعليق من جامعة الإسكندرية بشأن أنباء استقالة 117 طبيبا
منذ 10 ساعات
مدرب سيدات طائرة الزمالك يعلق على التتويج ببطولة أفريقيا للمرة الثالثة على التوالى
منذ 3 ساعات
شهادة إدخار جديدة في البنك الأهلي المصري: عائد 30% لأول مرة في 2025
منذ 5 ساعات
الزمالك يدخل سباق المنافسة على الدورى بثنائية فى حرس الحدود
منذ 7 ساعات
بث مباشر لاحتفالات الأقباط بأحد السعف
منذ 10 ساعات
حزب الوعي يفتتح مقره الثالث في بني سويف
منذ 11 ساعة
احذر عادة شائعة في منزلك تسبب قلة الرزق والفقر.. لن تتوقعها
مصراوي منذ 7 ساعات
7 عادات يومية تضر الكلى بصمت | تعرف عليها قبل فوات الأوان
بوابة أخبار اليوم منذ 13 ساعة
داعية إسلامي: «الأخ» نعمة إلهية وأعظم سند في الدنيا وشفيع في الآخرة
صحيفة المصري اليوم منذ 8 ساعات
لمرضى "الغدة الدرقية".. احذروا هذه المأكولات ومن بينها "السبانخ"
مصراوي منذ 10 ساعات
محامية خلال وقفة احتجاجية بالقليوبية: زيادة الرسوم خلت التقاضي لمن استطاع إليه سبيلا. تصوير: علي إسماعيل
صحيفة المصري اليوم منذ 14 ساعة
7 أمراض خطيرة تسببها القطط للإنسان.. أبرزها السعار والتوكسوبلازما
صحيفة الوطن المصرية منذ 20 ساعة
نقيب الأطباء: "هجرة الأطباء بتزيد كل يوم.. والسنة اللي فاتت هاجر 7 آلاف طبيب بسبب المرتبات والامتيازات" _مصر
قناة العربية - مصر منذ ساعتين
تصرف غريب من جمهور الزمالك.. خرجوا من المدرج وعادوا مرة آخرى
صحيفة المصري اليوم منذ 8 ساعات