تقاتَلَ النَّاس تاريخيًّا فيما بينهم من أجل قضيَّة أو أُخْرى، كانت الحروب في الماضي تندلع على الغذاء والملجأ، وبمرور الزَّمن أصبحت تندلع بسبب المعتقدات والأديان، وحاليًّا تدور رحى الحروب على التفوُّق الاقتصاديِّ والتطوُّرِ المعرفيِّ.
لقد أدركت الصينُ أنَّ التطوُّر المعرفيَّ هو الذي قاد أمريكا إلى الصدارة العالميَّة، وأنَّ المعادلة التي تحكم فلسفة العصر الحديث هي أنَّ مَن ملك العلم والمعرفة، سوف يملك العالم.
فالقرن الصيني يشير إلى أنَّ القرن الحادي والعشرين، قد تهيمن عليه الصينُ من الناحية الجغرافيَّة والاقتصاديَّة أو الجيوسياسيَّة، على غرار مصطلحات القرن الأمريكيِّ، الذي يشير إلى القرن العشرين، والقرون البريطانيَّة التي تشير إلى القرنين الثامن والتاسع عشر.
في صددِ هذا أقتبسُ مقالةً للكاتب الأمريكي توماس فرديمان بعنوان «رأيتُ المستقبل للتوِّ... لم يكن في أمريكا»، أترككم معها بدون تعليق:
كان لديَّ خيارٌ قبل أيام في شنغهاي: أيّ أرضٍ للغد سأزور؟ هل أزورُ أرض الغد المزيَّفة، المصمَّمة أمريكيًّا، في ديزني لاند شنغهاي، أم أزور أرض الغد الحقيقيَّة، مركز الأبحاث الجديد الضخم، الذي تبلغ مساحته حوالى 225 ملعبَ كرةِ قدمٍ، والذي بنته شركة التكنولوجيا الصينيَّة العملاقة هواوي؟ ذهبتُ إلى مقر هواوي.
كان الأمرُ آسرًا ومثيرًا للإعجاب، ولكنَّه في النهاية كان مُقلقًا للغاية، إذ كان تأكيدًا واضحًا لما أخبرني به رجلُ أعمال أمريكي، عمل في الصين لعقود في بكين. قال: «كان هناك وقتٌ كان النَّاس فيه يأتون إلى أمريكا لرؤية المستقبل.. والآن يأتون إلى هنا».
لم أرَ شيئًا كهذا المقر لشركة هواوي من قبل. بُني فيما يزيد قليلًا عن ثلاث سنوات، ويتألَّف من 104 مبانٍ مصمَّمةٍ بشكلٍ فرديٍّ، ذات حدائق مشذَّبة، متَّصلة بقطار أحادي يشبه قطار ديزني، ويضم مختبراتٍ تتَّسع لما يصل إلى 35 ألف عالم ومهندس وعامل، ويوفِّر 100 مقهى، بالإضافة إلى مراكز لياقة بدنيَّة وامتيازات أُخْرى مُصمَّمة لجذب أفضل التقنيِّين الصينيِّين والأجانب.
يمثل مقر البحث والتطوير في بحيرة ليان كيو.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة