إغراءات الكرملين.. كيف يستغل بوتين هوس ترامب بالصفقات؟

تبرز العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب كنموذج معقد يجمع بين المصالح الاقتصادية والتكتيكات السياسية والرهانات الاستراتيجية، وذلك في خضم التغيرات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها العالم.

ترصد تقارير عن محاولات بوتين استغلال طموحات ترامب ورؤيته للعالم من منظور الصفقات الكبرى، سواء عبر تقديم وعود مغرية تتعلق بالموارد الأوكرانية أو التلميح بدعم بعض طموحاته الجيوسياسية، في مشهد يعكس تداخل المصالح بين القوتين العظميين.

يشير تقرير لصحيفة "ذي صانداي تايمز" إلى تقديم الرئيس بوتين لنظيره الأميركي إغراءات تستهدف هوس ترامب بصورته كصانع صفقات بارع، سواء عبر تشجيع رغبته في الاستحواذ على غرينلاند أو تقديم وعود ضمنية بشأن الموارد الأوكرانية، وبما يتضح معه ملامح استراتيجية بوتين وأهدافه النهائية.

يعتمد بوتين على الإطراء، مستغلاً رغبة ترامب في أن يُنظر إليه كأعظم صانع صفقات.

وفقاً لدبلوماسي بريطاني مخضرم، فإن بوتين يساعد ترامب على أن يكون "أسوأ نسخة من نفسه"!

عندما وصف بوتين اهتمام ترامب بغرينلاند بأنه "جدي وله جذور تاريخية عميقة"، كان يشجعه بينما يلمّح إلى أن موسكو لن تعارض تحركاً أميركياً بهذا الاتجاه.

تصريحات ترامب اللاحقة حول "الحاجة إلى غرينلاند للأمن الدولي" تعزز هذا التوجه، مما قد يزعزع استقرار الناتو.

ووفق التقرير، فإن بوتين يُغري ترامب بوعد تحقيق الأرباح، مستفيداً من رؤيته للسياسة الدولية كوسيلة للإثراء الوطني.

يأتي ذلك في وقت تمارس فيه واشنطن ضغوطاً على أوكرانيا لمنح الشركات الأميركية حصة من عائدات مواردها الطبيعية، في صفقة وصفها مسؤول روسي بأنها "معادلة طبيعية، تسديد مقابل الخدمات المقدمة".

كما يتم الترويج لإمكانية عودة شركات النفط والغاز الأميركية إلى روسيا، في محاولة لجعل ترامب يشعر بأن بوتين يوفر له امتيازات خاصة.

ثلاثة محاور يلفت التقرير إلى أن تكتيك بوتين التفاوضي يرتكز على ثلاثة محاور:

أولاً، يوافق على عمليات السلام التي أطلقها ترامب، لكنه يطلب تنازلات في كل خطوة، مثل رفع العقوبات عن الصادرات الزراعية الروسية مقابل هدنة البحر الأسود.

ثانياً، يستغل كراهية ترامب للرئيس الأوكراني زيلينسكي، مقترحاً عليه معاملة أوكرانيا كدولة تابعة، يتم تقاسم مواردها وأراضيها. وعندما تعترض كييف، يتم تصويرها على أنها ناكرة للجميل، مما يدفع ترامب لمعاقبتها ويجبر زيلينسكي على الارتماء في أحضان أوروبا.

أما المحور الثالث، فيتعلق بتأجيج انعدام الثقة بين ترامب والاتحاد الأوروبي. بعض مطالب موسكو، مثل إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام "سويفت"، ليست بيد واشنطن وحدها، مما يخلق توترات عبر الأطلسي.

وهنا يواجه الأوروبيون خياراً صعباً: إما الامتثال وإغضاب ناخبيهم، أو الرفض وإثارة غضب ترامب، ما قد يُفسد عملية السلام ويعطي بوتين مبرراً جديداً للمماطلة.

ويشير التقرير إلى أن الرئيس بوتين لا يملك استراتيجية نهائية للحرب، بل يناور تكتيكياً لتحقيق أقصى مكاسب ممكنة. وأن هدفه الأساسي هو إبقاء أوكرانيا ضعيفة وخاضعة للنفوذ الروسي، لكن دون التزام بخط نهائي واضح.

وإذا فشلت المفاوضات، كما هو مرجح، فسيعمل على تحميل زيلينسكي أو الأوروبيين المسؤولية، مستفيداً من غضب ترامب الذي يرى أي فشل في تحقيق السلام كإهانة شخصية.

مصالح اقتصادية وجيوسياسية إلى ذلك، يشير الخبير والمحلل الروسي ديمتري بريجع، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى عدة نقاط أساسية في ظل قيادة شخصيات مثل بوتين وترامب، اللذين يميلان إلى التعامل مع السياسة الدولية من منظور المصالح الاقتصادية والجيوسياسية بدلاً من الأيديولوجيا أو القيم الديمقراطية.

ويتناول بريجع أبرز نقاط التحليل على النحو التالي:

أولاً- البعد الاقتصادي في العلاقات الروسية-الأميركية

يركز ترامب على "اتفاقات الكبار" التي تعكس نهجاً تجارياً أكثر منه تصعيداً أيديولوجياً.

قد تكون أوكرانيا، وخاصة منطقة دونباس الغنية بالموارد، ساحةً لمثل هذه الاتفاقات، مما يفتح المجال أمام الشركات الأميركية للاستفادة من الثروات الطبيعية هناك.

ثانياً- الملف الأوكراني كمحور رئيسي

بوتين يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في أوكرانيا، إما من خلال تغيير النظام أو فرض حكومة مؤقتة مقبولة لدى روسيا وأميركا.

واشنطن قد تستخدم نفوذها لإعادة هيكلة أوكرانيا وفق توازنات جديدة تحقق الاستقرار للمصالح الروسية والأميركية معاً.

ثالثاً- التوجه نحو التفاهم بدلاً من التصعيد

قد نشهد تحولاً نحو تقاسم النفوذ بين.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من سكاي نيوز عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من سكاي نيوز عربية

ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية: لا اختصاص للمحكمة بشأن القضية المرفوعة #عاجل
منذ 8 ساعات
ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية: الاتهامات المقدمة ضد الإمارات زائفة
منذ 8 ساعات
ب"مصانع خياطة وبطاريق".. الصينيون يسخرون من رسوم ترامب
منذ 5 ساعات
سياسة لوي الذراع.. الصين تحاول الالتفاف على ترامب #عاجل
منذ 6 ساعات
ديربي بدون جمهور؟.. جماهير الوداد والرجاء تقاطع لقاء القمة #عاجل
منذ ساعتين
سوريا.. فرض حظر تجوال في عدد من أحياء بصرى الشام #عاجل
منذ 51 دقيقة
كيف تبلغ السبعين من العمر من دون أن تصاب بأمراض مزمنة؟ إليك ما توصل له فريق من الباحثين من خلال متابعة أكثر من 100 ألف شخص لمدة تصل إلى 3 عقود
سي ان ان بالعربية منذ 16 ساعة
"إديوكتلي".. منصة مصرية تساعد الطلاب في اختيار تخصصاتهم الجامعية. تضم المنصة أكثر من 17 ألف جامعة من 150 دولة، وتقدم خدماتها للطلاب في جميع أنحاء العالم. #تعليم
بي بي سي عربي منذ 11 ساعة
بكين لترامب: حتى قبعتك صينية
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
«حتى قبعتك صينية».. الصين ترد على رسوم ترمب الجمركية
قناة الغد منذ 4 ساعات
احذر.. ساعة على الهاتف قبل النوم تزيد الأرق بنسبة 59%
قناة العربية منذ 14 ساعة
المرض الصامت.. ما هي مخاطر السكري من النوع الثاني؟ وكيف تؤخر ظهوره أو تمنعه؟
سي ان ان بالعربية منذ 23 ساعة
اكتشاف علمي.. السعودية واحة خضراء منذ 8 آلاف عام
قناة العربية منذ ساعتين
اكتشاف هام يعد بعلاج جديد للصداع النصفي
قناة روسيا اليوم منذ 18 ساعة