بعد أشهر من التصعيد والبيانات المتبادلة بين نادي برشلونة ورابطة الدوري الإسباني "الليغا" حول قضية تسجيل داني أولمو وباو فيكتور، بلغت الأزمة ذروتها، الإثنين، في حلقة قد تكون الأخيرة من هذا الصراع الطويل.
وبدأ الأمر بتصعيد مثير من رابطة الليغا ورئيسها خافيير تيباس، التي تقدمت باستئناف رسمي ضد قرار المجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا الذي قضى باعتماد تسجيل داني أولمو وباو فيكتور، قبل أن يرد برشلونة ببيان ناري أعلن خلاله انسحابه من عضوية اللجنة التنفيذية للرابطة.
قضية أولمو وفيكتور.. من التسجيل المؤقت إلى الأزمة
وكان الرابطة قد سمحت بتسجيل داني أولمو وباو فيكتور في كشوفات برشلونة في أغسطس 2024 بشكل مؤقت في مكان المصابين أندرياس كريستينسن ورونالد أراوخو تواليا، قبل أن تلغي ذلك في مطلع العام الجاري، وترفض تسجيلهما بسبب أزمة برشلونة المالية.
ولاحقا قبلت بمشاركتهما في 3 يناير، بعد إعلان برشلونة عن بيع نسبة من قاعد فئة "VIP" في ملعبه الجديد كامب نو بمبلغ مالي ضخم في يناير، وأيضا بعد قرار لاحق من المجلس الأعلى للرياضة، باستمرارهما في اللعب قبل البت في أمرهما.
لكن الرابطة، عادت لترفض تسجيلهما، بعد تقديم النادي لكشف حساباته لنصف الموسم التنافسي الحالي، والتي خلت، بحسبها، من أرقام صفقة المقاعد، لتقوم بتخفيض سقف رواتب برشلونة، وإلغاء تسجيل داني أولمو.
وقام المجلس الأعلى للرياضة في 3 أبريل الجاري بتثبيت قراره باعتماد تسجيل الثنائي، قبل أن تتقدم الرابطة بطعن في قرار المجلس، التي بحسبها يعد "انتهاكا صريحا للإطار التنظيمي المتعلق بالرقابة الاقتصادية ومعالجة تراخيص اللاعبين، ويضر بالمصلحة العامة للمنافسة الرياضية، ويهدد نزاهتها من خلال انتهاك مبدأ المساواة بين الأندية".
هل تتهم الليغا برشلونة بالتزوير؟
وجاء تصعيد رابطة "الليغا" بعد 6 أيام من بيان ناري سلّط الضوء على ملابسات ما يعرف بـ"صفقة المقاعد"، التي سعى من خلالها برشلونة لتثبيت تسجيل داني أولمو وباو فيكتور.
وكشف بيان الرابطة أن النادي الكتالوني استعان بثلاثة مدققين للحسابات خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة لإثبات امتثاله للوائح الرقابة المالية.
وبحسب البيان الصادر في 2 أبريل، فإن المدقق الأول للنادي، ثبّت المبلغ كربح في حسابات النادي المقدمة للرابطة في 3 يناير الماضي، قبل أن تختفي في الحسابات المقدمة للرابطة عن نصف الموسم، وأكدت أنها أبلغت المجلس الأعلى للرياضة بانتهاك برشلونة رسميا لقواعد اللعب المالي النظيف.
كما أعلنت عن فتح بلاغ ضد المدقق المالي الذي عيّنه نادي برشلونة في 31 ديسمبر 2024، والذي صادق على تسجيل العملية المؤسسية المذكورة في حساب الأرباح والخسائر الخاص بالنادي.
لم يمر على طعن رابطة الليغا في قرار المجلس الأعلى للرياضة الكثير من الوقت حتى خرج برشلونة ببيان ناري ضد الرابطة ورئيسها خافيير تيباس.
واتهم برشلونة في بيانه رابطة الليغا ورئيسها بعدم احترام السرية فيما يتعلق بالمعلومات الاقتصادية التي يرسلها النادي، مبديا استيائه الشديد من نشر تفاصيل النادي المالية على الملأ.
وأعلن برشلونة خلال البيان انسحابه من عضوية اللجنة التنفيذية في الرابطة.
وهاجم برشلونة بصورة خاصة خافيير تيباس، منتقدا نهجه في الحديث المستمر في التشهير بداني أولمو وباو فيكتور، رغم تسجيلهما قانونيا في المجلس الأعلى للرياضة، أعلى سلطة رياضية في إسبانيا.
واعتبر برشلونة التصريحات بأنها "محاولة واضحة لزعزعة الاستقرار، وهو أمر غير مقبول"، لكونها تصدر من أعلى مسؤول في الجهة المنظمة للمسابقة.
وطالب برشلونة الرابطة بتنفيذ فوري لـ3 أمور:
الامتناع عن نشر أي تفاصيل أو بيانات تخص المعلومات التي يرسلها النادي إليها.
الامتناع عن إعلان أي إجراءات أو مبادرات تتخذها الرابطة بحق النادي أو لاعبيه.
إزالة البيان المنشور على موقع الرابطة في 2 أبريل بشأن المدققين وكشف ملابسات عملية تسجيل أولمو.
بعيدا عن التصعيد والتصعيد المضاد، قد تكون جماهير برشلونة شعرت بالقلق، ربما، بسبب توقيت الأزمة.
ويأتي الجدل المحتدم بين النادي والرابطة قبل يومين من مواجهة الفريق المهمة أمام بروسيا دورتموند في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، الأربعاء.
ويتوقع أيضا أن يصدر القرار في الطعن المقدم من رابطة الليغا قبل أيام قليلة من مباراة الفريق أمام ريال مدريد في نهائي كأس الملك، ما يطرح بعض التساؤلات بشأن مقصد تيباس ورابطته، في علاقتها الملتبسة مع برشلونة ورئيسه خوان لابورتا.
هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس