وقّعت شركة هنتنغتون إنغلز إندستريز الأميركية، أكبر شركة لبناء السفن العسكرية في الولايات المتحدة، مذكرة تفاهم مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة الكورية الجنوبية، في خطوة وصفها الخبراء بأنها قد تسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات البحرية الأميركية لتضييق الفجوة مع الأسطول الصيني المتنامي. أُبرم الاتفاق يوم الاثنين خلال معرض «Sea Air Space 2025» الدفاعي في ولاية ماريلاند.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة هنتنغتون إنغلز إندستريز، براين بلانشيت، في الحفل «يعكس هذا الاتفاق التزامنا بالبحث عن كل الفرص الممكنة لتوسيع قدرات بناء السفن الأميركية دعماً للأمن القومي.. من خلال التعاون مع حلفائنا في بناء السفن ومشاركة أفضل الممارسات، نعتقد أن هذه المذكرة تحمل إمكانات حقيقية لتسريع تسليم سفن عالية الجودة».
المدمرات «إيجيس».. العمود الفقري لأسطولي البلدين أشارت شركة هيونداي إلى أن كلتا الشركتين تصنعان مدمرات «إيجيس» التي تُعد حجر الأساس في أساطيل السطح لكل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وتُستخدم للحماية من تهديدات الصواريخ، خاصة الباليستية منها، مثل تلك الموجودة في ترسانة الصين وكوريا الشمالية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وجاء في بيان هيونداي «هذا الاتفاق يُعد أول تعاون من نوعه بين شركتين رائدتين في بناء المدمرات من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، كلتاهما تمتلكان القدرة على بناء أكثر سفن إيجيس تطوراً في العالم».
هيونداي تدير أكبر حوض لبناء السفن في العالم في مدينة أولسان، وتُنتج 10 في المئة من سفن العالم.
الرد على التوسع الصيني وأزمة العمالة في أميركا في الوقت الذي تتوسع فيه ترسانة الصين البحرية بسرعة غير مسبوقة، يعاني قطاع بناء السفن في أميركا من محدودية في المساحات والأيدي العاملة.
وقال المحلل العسكري المقيم في هاواي، وقبطان
البحرية الأميركية السابق، كارل شوستر «هذا الاتفاق يمثل انطلاقة قوية لمعالجة نقص الطاقة الإنتاجية في بناء السفن داخل أميركا».
وأضاف أنه رغم حاجة الاتفاق لتعديلات قانونية حتى يُسمح ببناء مدمرات أميركية بالكامل في كوريا، فإن الفوائد الفورية ستكون ملموسة في مجال الصيانة، إذ يوجد حالياً تأخر لمدة 36 شهراً في صيانة السفن الأميركية.
خبرات كورية في صيانة السفن الأميركية شركة «هانوا أوشن» الكورية أنهت الشهر الماضي أعمال صيانة استمرت سبعة أشهر على سفينة دعم أميركية، وهي عملية وصفها أدميرال في البحرية الأميركية بأنها «إنجاز تاريخي».
وقال الأدميرال نيل كوبروفسكي «الصيانة في مناطق العمليات تقلل التكلفة وتعزز الجاهزية».
أوضح شوستر أن الاتفاق يمكن أن يُستخدم كذلك لتدريب عمال أميركيين جدد في أحواض هنتنغتون إنغلز إندستريز، معتبراً أن نقص العمالة هو العائق الأبرز أمام توسيع القدرات الأميركية.
وصرح وو-مان جونغ، مدير قسم السفن الخاصة في هيونداي، لصحيفة «تشوسون إلبو» بأن شركته قادرة على بناء خمس مدمرات إيجيس أو أكثر سنوياً، في حين تنتج أحواض أميركا اثنتين كحد أقصى.
شراكة استراتيجية تتسع وتخدم الأمن الثنائي يأتي هذا الاتفاق بعد أن اشترت «هانوا أوشن» الكورية حوض «فيلادلفيا» الأميركي العام الماضي، الذي يعمل في السفن التجارية والصيانة العسكرية.
ويرى المحلل في كلية كينغز لندن، بينس نيمث، أن هذه الشراكة تخدم أمن البلدين «على المدى القصير ستحصل البحرية الأميركية على سفن جاهزة أكثر، وعلى المدى المتوسط يمكن أن تسرع نمو الأسطول الأميركي.. وهذا يسهم في الحفاظ على هيمنة واشنطن البحرية عالمياً».
وأضاف «قوة البحرية الأميركية عنصر أساسي في الأمن القومي الكوري الجنوبي، فهي تردع عدوان بيونغ يانغ».
(براد ليندون- CNN)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية