ربما يكون الأمر نابعًا من حدس جيد، أو مجرد نتيجة حتمية للتصعيد الخطابي القادم من الضفة الأخرى للأطلسي، لكن وزراء تجارة الاتحاد الأوروبي قرروا تقديم موعد اجتماع مجلسهم الاستثنائي. فبدلاً من الانتظار حتى شهر مايو/ أيار، اجتمعوا أمس الاثنين (السابع من أبريل/ نيسان) في لوكسمبورغ، في أول تجمع سياسي لهم منذ أحدث موجة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكانت هناك رسالة واضحة منذ البداية: سترد أوروبا بوحدة وتصميم. فقد وصف وزير التجارة الفرنسي، لوران سان-مارتان، الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها "عدوانية للغاية وتعسفية"، مضيفًا أن "فرنسا تفضل التعاون على المواجهة".
في غضون ذلك، شدد وزير الاقتصاد الألماني المنتهية ولايته، روبرت هابيك، على ضرورة التضامن الأوروبي، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تجاوز التوترات التجارية المتصاعدة إلا من خلال التعاون.
وكانت المخاطر المترتبة على هذه النقاشات كبيرة، بل وحتى الأهداف أكبر. فقد وصف مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروس شيفتكوفيتش، اللحظة بأنها مفترق طرق حرج في التجارة العالمية، مشددًا في الوقت ذاته على أنه يجب على أوروبا أن تعيد ضبط وضعها لمواجهة ما وصفه بـ "نقلة نوعية" في التجارة الدولية.
ما الذي حدث؟ في الأسبوع الماضي، تلقى الاتحاد الأوروبي ضربة قوية بعدما كشفت الولايات المتحدة عن جولة ثالثة من الرسوم الجمركية وهي الأكبر حتى الآن. فبحسب ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب، ستُفرض رسوم بنسبة 20% على جميع السلع تقريبًا التي تُصدرها دول الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة. ويأتي هذا الإجراء بعد فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، بالإضافة إلى رسوم مماثلة بنسبة 25% على صادرات السيارات، دخلت حيّز التنفيذ بالفعل.
التداعيات المحتملة خطيرة. إذ ستؤثر الرسوم الجديدة على نحو 70% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، والتي بلغت قيمتها 532 مليار يورو (585 مليار دولار) في عام 2024. وقد دافع ترامب عن هذه الإجراءات، مشيرًا إلى الفائض التجاري الكبير الذي تحققه أوروبا مع الولايات المتحدة الذي بلغ 235.6 مليار دولار (215.5 مليار يورو) في عام 2024، وفقًا لأرقام الحكومة الأمريكية.
تجنب أي ردود أفعال متسرعة من كانوا يأملون في صدور بيانات فعلية ملموسة، حول كيفية رد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الجمركية الكاسحة، أصيبوا بخيبة أمل، بعد اجتماع يوم الاثنين.
وبدون تقديم تفاصيل محددة، أوضح مفوض التجارة ماروس سيفكوفيتش أن التركيز الأساسي للمجلس كان على وضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات المضادة للتعامل مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم. ولكنه أقر بأن الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية "تجبرنا على التفكير في اتخاذ خطوات إضافية".
وسيتم الآن تقييم الرؤى التي تم جمعها من الدول الأعضاء عبر وزرائها قبل اتخاذ أي قرارات لاحقة.
الهدف: تحقيق التوازن الصحيح منذ إعلان ترامب الجريء في حديقة الورود بالبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، ظل الاتحاد الأوروبي يناضل من أجل التوصل إلى طريقة فعّالة للرد.
وتقول سينزيا ألسيدي، وهي باحثة بارزة في مركز دراسات السياسة الأوروبية في بروكسل: "يجب عليهم تحقيق التوازن بين الاستجابة السياسية الضرورية، أي مطالبة الولايات المتحدة بوقف إجراءاتها واتخاذ تدابير مضادة، وبين الواقع الاقتصادي المتمثل في أن تنفيذ الرسوم الجمركية قد يكون في النهاية غير مفيد للاقتصاد الأوروبي".
إيجاد موقف موحد إحدى التحديات الرئيسية في صياغة رد موحد، هي كون الرسوم الجمركية الأمريكية لا تؤثر على جميع دول الاتحاد الأوروبي بنفس القدر. فقد كانت ألمانيا الأكثر تأثرًا من حيث حجم الصادرات، حيث صدرت سلعًا بقيمة تزيد عن 161 مليون يورو (176 مليون دولار) إلى الولايات المتحدة في عام 2024، ما يمثل 23% من إجمالي صادراتها. كما أن إيرلندا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية