د. صلاح جرّار لا يستطيع الإنسان أن يضمن أيّ هدفٍ يريد تحقيقه ما لم يبدأ بتحقيق شرط المعرفة للهدف نفسه أوّلاً، ولوسائل تحقيقه، وللمخاطر والتحدّيات التي قد تواجهه قبل تحقيقه أو بعد تحقيقه، وللإمكانيات المتاحة للسير في السعي إليه، وأخيراً للنتائج المتوخّاة من تحقيقه.
وما عدا ذلك فإنّ السعي إلى تحقيق هدف دون امتلاك الشرط المعرفيّ يعدّ مخاطرةً لا يمكن ضمان نتائجها، والمخاطرة غالباً ما تؤدي إلى سبيل الهلاك أو الخسارة البالغة.
وتختلف الشروط المعرفية باختلاف الأهداف المنشودة، فإذا كان الهدف على سبيل المثال السفر إلى بلدٍ ما فلا بدّ قبل ذلك من معرفة وسيلة الوصول إليها وتكاليف السفر ولغة أهل البلد والعملة التي يستخدمونها وأسعار السلع فيها وطبائع أهلها وثقافتهم وقوانين البلد وأحوال الطقس وغير ذلك كثير، وإنّ أيّ إخلال بمعرفة هذه الأمور قد يؤدي إلى خسارة عظيمة ونتائج غير محمودة.
وإذا كان الهدف على سبيل المثال أيضاً الاستثمار في مشروع زراعيّ في نوع من الزراعات، فلا بدّ من معرفة مناسبة التربة والمناخ أوّلاً لهذا النوع من الزراعة ومعرفة مواعيد الزراعة ونوع السماد الملائم وكميّات المياه اللازمة للريّ وأسعار المحصول وتكلفة الزراعة وأجرة العمّال وفرص التسويق ووسائل مكافحة الآفات الزراعيّة وغير ذلك كثير.
ومن أهمّ قواعد اكتساب المعرفة أو العمل على تحصيلها ضرورة البحث عن المعرفة التي يحتاج إليها الإنسان أو المجتمع ويستطيع بها مواجهة التحديات والمخاطر، فإذا كان المجتمع يعاني من الفقر على سبيل المثال فإنّه يكون لزاماً عليه أن يبحث عن المعرفة التي يمكن من خلالها مواجهة الفقر والتقليل منه، وإذا كان المجتمع يعاني من انتشار أوبئة أو أمراض فلا بدّ له من التركيز على المعرفة التي تضمن له سلامته الصحيّة، وإذا كان المجتمع يعاني من فقدان الأمن الداخلي أو الخارجي فلا بدّ من السعي إلى تحصيل المعرفة التي يمكن من خلالها تحقيق الأمن والاستقرار وحماية الوطن.
وتختلف قنوات الحصول على المعرفة وتوظيفها في خدمة مصالح الأمّة أو المجتمع أو الأفراد باختلاف الأهداف أو اختلاف المعرفة التي تحتاج إليها الأمّة أو المجتمع أو الفرد، فإذا كان المجتمع بحاجة إلى المعرفة الاقتصادية لمواجهة الفقر، فإنّ الوصول إلى هذه المعرفة يكون من خلال الدراسات والأبحاث والخبراء والاطّلاع على تجارب الدول التي عانت الفقر ثم تعافت منه.
وإذا كانت المعرفة المطلوبة معرفة صحيّة، فإنّ أفضل السبل للوصول إلى هذا النوع من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية
