في خطوة فاجأت الداخل الأمريكي وأربكت أسواق العالم، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا تنفيذياً بفرض رسوم جمركية ضخمة بنسبة 25% على جميع السيارات المستوردة وقطع غيارها، هذا التصعيد الصارخ يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية التي أشعلها ترامب في ولايته الأولى، لكنه اليوم يعود أكثر حسمًا في ما سماه "يوم التحرير التجاري"، مؤكدًا أن عقودًا من الاستغلال الاقتصادي يجب أن تنتهي .
أمريكا أولاً.. والبقية؟ في طابور الانتقام
ترامب، الذي دأب على مهاجمة الاتفاقيات متعددة الأطراف، نفذ تهديداته المؤجلة منذ سنوات، ووجّه ضربة مباشرة لقطاع السيارات العالمي، في سابقة هي الأعنف بتاريخ التجارة الحديثة. القرار الذي دخل حيّز التنفيذ مطلع أبريل شمل كل السيارات والشاحنات الخفيفة وقطع الغيار المستوردة، دون استثناء لأي بلد، بما في ذلك شركاء أمريكا التقليديين ككندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.
ولأن القرار لم يأتِ مؤقتًا بل بـ"صفة دائمة"، كما أوضح البيت الأبيض، فإن الرسوم أصبحت بمثابة تحول جذري في سياسات واشنطن الاقتصادية، ما أثار سخطًا دوليًا لا يُستهان به.
غضب عالمي يتّسع ردود الفعل الدولية جاءت ككرة لهب متدحرجة. كندا وصفت القرار بأنه طعنة في العلاقات التاريخية ، وألمح رئيس وزرائها إلى انتهاء عهد التكامل الاقتصادي مع واشنطن. أما أوروبا، فرفعت نبرة الخطاب عبر تصريحات قوية من ماكرون وشولتس، محذرين من زلزال اقتصادي قد يضرب الجميع. وحتى حلفاء أمريكا في آسيا، كاليابان وكوريا الجنوبية، أعربوا عن خشيتهم من أن تنهار صناعاتهم المعتمدة على السوق الأمريكية.
من خطوط الإنتاج إلى خطوط الأزمة: صناعة السيارات تحت الحصار
القرار الأمريكي باغت سلاسل التوريد العالمية المعقدة، التي بُنيت على مدى عقود عبر اتفاقيات تكامل كـ"نافتا" و"USMCA". حيث تمر مكونات السيارة الواحدة عبر حدود متعددة قبل التجميع النهائي، مما يجعل الرسوم الجديدة كالقنبلة في قلب هذه الشبكة.
تقديرات Cox Automotive تتوقع انخفاضًا حادًا في الإنتاج يصل إلى 20 ألف سيارة يوميًا خلال أبريل، بسبب اضطرابات التوريد وارتفاع التكلفة. الشركات الكبرى بدأت تستشعر الصدمة: أسهم جنرال موتورز هوت 7%، وفورد وستيلانتس بنحو 3%. المفاجأة الوحيدة كانت تسلا، التي ارتفع سهمها بنسبة 5% لاعتمادها الأكبر على التصنيع المحلي.
ثلاثة خيارات مُرّة: التصنيع المحلي، امتصاص الخسائر، أو رفع الأسعار
تواجه الشركات الآن ثلاث طرق كلها مكلفة: إما نقل الإنتاج داخل أمريكا، أو تحمل الرسوم وتقليص الأرباح، أو تحميل المستهلك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام
