مراسلة بي بي سي نيوز عربي في بيروت ترصد الأجواء في الضاحية الجنوبية من المدينة بعد قرابة خمسة أشهر على سريان اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل

كان يوم جمعة عادياً في ضاحية بيروت الجنوبية.

ثم جاء تحذير واحد، نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة إكس، ليثير الذعر والفوضى في "الضاحية" المكتظة بالسكان.

"إنذار عاجل للمتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت". تضمن المنشور خريطة لمنطقة سكنية، تشير إلى مبنى باللون الأحمر ومدرستين قريبتين. قال أدرعي إن المبنى تابع لحزب الله وأمر بإخلائه والمنطقة المحيطة فوراً.

ما تبع ذلك كان مشاهد من الذعر التام. هرع الأهل نحو المنطقة المهددة لأخذ أطفالهم من المدارس، بينما تهافت السكان في الاتجاه المعاكس، وسط حالة من الهلع والرعب.

"عشنا حالة هلع غير طبيعية"، يتذكر أحمد العلامة، مدير مدرسة سان جورج، وهي واحدة من المدرستين المذكورتين على الخريطة. "حاولنا احتواء الموقف بقدر المستطاع، لكن الفوضى كانت غير طبيعية".

تم إخلاء المنطقة بسرعة، ودمّر الجيش الإسرائيلي المبنى المحدد في الخريطة المنشورة، والذي قالت إسرائيل إنه كان مخزناً لمسيّرات حزب الله.

تلك الغارة التي نُفذّت قبل أسبوعين، كانت الأولى على الضاحية حيث الوجود القوي لحزب الله منذ أن دخل اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، حيز التنفيذ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

جاء ذلك بعد ساعات من إطلاق صاروخين من جنوبي لبنان تجاه شمالي إسرائيل، اعترضت الدفاعات الإسرائيلية أحدهما، بينما سقط الآخر داخل الأراضي اللبنانية.

نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصاروخين، بينما وصفت إسرائيل الواقعة بأنها "انتهاك" لوقف إطلاق النار. أما الرئيس اللبناني، جوزاف عون، فاعتبر الغارة الإسرائيلية "انتهاكاً للاتفاق".

"ظننا أن الحرب قد انتهت وأصبحت وراءنا بعد اتفاق وقف إطلاق النار"، يقول العلامة. "لكن للأسف، لا نزال نعيش فصولها كل يوم".

رغم وقف إطلاق النار، واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات يومية تقريباً على أشخاص وأهداف تصفهم بأنهم مرتبطون بحزب الله، بينما تقول إنها تعمل على منع حزب الله من إعادة التسلح. وبالرغم من استمرار تلك الغارات على جنوبي لبنان أثار استهداف الضاحية قلقاً كبيراً.

في الأول من أبريل/نيسان 2025، أغار الجيش الإسرائيلي مرة ثانية على الضاحية هذه المرة دون تحذير مستهدفاً قائداً في حزب الله قُتل مع ثلاثة أشخاص آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

Play video, "قصة الضاحية الجنوبية التي تعدّ مركز الاستهدافات الإسرائيلية", المدة 3,07

تمارين الإخلاء يدير علامة مدرسة سان جورج منذ 30 عاماً. تضم المدرسة نحو 1000 طالبة وطالب من جميع الأعمار. على الرغم من أن الدين جزء من المنهج الدراسي للطلاب في بعض الصفوف، يصف علامة المدرسة بأنها علمانية.

كما أن المدرسة معروفة لارتباطها بالمغني النجم راغب علامة- شقيق أحمد مالك المدرسة.

يقع المبنى المدمّر حديثاً على بُعد أمتار فقط من المدرسة. وهو ليس الموقع المُدمّر الوحيد في محيطها. إذ لا تزال كومة هائلة من الأنقاض جاثية مقابل أحد مداخلها، هي آثار غارة على مبنى دمّرته ضربات إسرائيلية أثناء الحرب.

في تلك الفترة، كانت المدارس مغلقة. لم يكن على القائمين عليها التعامل مع مواقف مثل ذلك الذي واجهوه قبل أسبوعين. الآن اختلف الوضع.

وضعت مدرسة سان جورج خطط إخلاء، وحدّدت نقاط تجمّع في حالات الطوارئ في الطابق السفلي، وكذلك المسالك التي يجب أن يتبعها الطلاب والموظفون عند حدوث أي تهديد.

كما وضعت أيضاً خططَ تواصل جديدة مع الأهالي، لمنع تكرار الفوضى التي حدثت خلال ضربة الشهر الماضي، وهي الخطط التي يتم تذكير الطلاب بها بشكل دوري.

بحسب علامة، يعاني الطلاب والموظفون والأهالي جميعاً جراء من صدمة جراء ما حدث.

في البداية، فكّرت المدرسة في تقليص الأنشطة الترفيهية للتمكن من إنهاء المنهج بعد تأخر العام.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ ساعة
قناة العربية منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
أخبار الأمم المتحدة منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 19 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 3 ساعات