كواليس ملحمة عقد محمد صلاح.. بين مخاوف رامي عباس والاهتمام السعودي وحنكة ليفربول

وضع نجم فريق ليفربول، محمد صلاح، كلمة النهاية للتكهنات التي طالت حول مستقبله مع النادي الإنجليزي، وسطر أولى الكلمات في بداية رحلة بطعم جديد في "الأنفيلد" بعدما وقع عقدًا جديدًا صباح اليوم الجمعة.

وأعلن نادي ليفربول، في بيان رسمي صباح اليوم، توقيع محمد صلاح على عقد جديد ساري لمدة عامين، أي حتى 2027.

جاء ذلك الإعلان بعد سلسلة طويلة من التكهنات حول مستقبل محمد صلاح مع ليفربول، حيث كان من المفترض أن ينتهي عقده القديم في يونيو المقبل.

وتسبب التأخير في إعلان تجديد عقد النجم المصري في انتشار سيل من التكهنات حول مستقبله وإمكانية رحيله، حيث بدأت الشائعات منذ الصيف الماضي وحتى قبل أيام قليلة.

وأعدت شبكة "ذا أثلتيك" العالمية تقريرًا مطولًا ممتعًا عن محمد صلاح وتجديد عقده والكثير من الأمور التي سارت خلف الكواليس، ولم يعلمها جمهور ليفربول.

وبدأت الشبكة الشهيرة تقريرها: "جاء خبر بقاء محمد صلاح في ليفربول مصحوبًا بكلمات ذات طابع فكاهي، (المزيد من البقاء أكثر من الرحيل)، هكذا عبرت الحسابات الرسمية للنادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي صباح اليوم عن الأمر، بعد حوالي 36 ساعة من ظهور تقارير تفيد موافقة المصري على البقاء مع ليفربول".

وأضافت: "كان هذا تلاعبًا بالألفاظ، في إشارة إلى تصريحات محمد صلاح في نوفمبر الماضي عندما أثار التكهنات بقوة حول مستقبله حيث صرّح بأنه يشعر أقرب إلى الرحيل من البقاء، بعدما سجل هدفين في مباراة ليفربول وساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي، في إشارة منه إلى أن مفاوضات تجديد عقده ليست سلسة على الإطلاق، ورغم أن ليفربول كان دائمًا واثقًا من التوصل إلى حل ناجح، إلا أن هذا السيناريو لم يكن حتميًا، ولكن الآن تم الاتفاق".

وواصلت: "وقع محمد صلاح عقدًأ جديدًا لمدة عامين، دون أي شروط جزائية، بشروط مشابهة لتلك التي جعلته ثاني أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الإنجليزي خلف هالاند (مثل العقد القديم)، وبينما تضمن عقده السابق راتبًا قدره 350 ألف جنيه إسترليني، فإن قيمة راتب محمد صلاح بمقتضى العقد الجديد، بالأخذ في الاعتبار المكافآت والحوافز المرتبطة بالأداء، أعلى بكثير، بخلاف الإعلانات التجارية الخارجية، التي يتضمن بعضها كذلك شروطًا مرتبطة بالأداء، فإن راتبه الأسبوعي قد يصل إلى حوالي مليون جنيه إسترليني".

وأوضحت: "الطابع المربح لهذا العقد يعكس مكانة محمد صلاح وتميزه المستمر، فعلى الرغم من كونه سيبلغ 33 عامًا في يونيو المقبل، إلا إنه من المقرر أن يكمل عقدًا من الزمن في الأنفيلد بفضل عقده الجديد، مع العلم أن المناقشات حول هذه الصفقة الأخيرة عملية مطولة، ولم تكن بمثابة لحظة حاسمة، حيث استغرقت ما يقرب من عام، ولم يكن الطريق ممهدًا".

وتحدثت شبكة "ذا أثلتيك" مع شخصيات متطلعة على تلك المفاوضات، وطالبوا بعدم الكشف عن هويتهم لحماية علاقتهم، على حد قولها.

وألقت الشبكة الضوء بداية على رامي عباس، وكيل محمد صلاح، حيث قالت: "إنه لا يحب منافشة الأمور الحساسة والهامة عبر هاتفه، حيث من الملائم له أن تطبيقات مثل واتس آب ممنوعة من استقبال أو إجراء المكالمات في الإمارات العربية المتحدة، حيث يقيم، وعلى الرغم من السماح بالرسائل، إلا أن المئات منها عادةً ما يتركها دون قراءة، والعديد منها من شركاء تجاريين محتملين يتطلعون إلى العمل مع أشهر عملائه، ولكنه يتجاهل ذلك في العادة، حيث إنه شخص عملي ويفضل اللقاء الشخصي".

واستكملت: "عندما تعاقد ليفربول مع محمد صلاح في صيف 2017، سافر مديره الرياضي آنذاك مايكل إدواردز وكبير كشافي المواهب ديف فالوز إلى دبي احترامًا لـ رامي عباس، لقد أرادوا أن يظهروا له مدى حرصهم على التعاقد مع المصري من نادي روما، واستغرقت رحلتهم بضع ساعات فقط، حيث كانت تلك المفاوضات سهلة نسبيًا نظرًا لحماس محمد صلاح للعودة إلى الدوري الإنجليزي، لشعوره أن لديه الكثير ليُثبته بعد أن لعب بالكاد في تشيلسي مع مورينيو".

واسترسلت: "لكن عندما اتصل المدير الرياضي الجديد لـ ليفربول، ريتشارد هيوز، بالهاتف ليُقدم نفسه لـ رامي عباس في يوليو الماضي، كان هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فبخلاف إيجاد البديل المناسب لخلافة يورجن كلوب، كان هناك ملف مستقبل الثلاثي محمد صلاح، ترينت ألكسندر أرنولد وفيرجيل فان دايك، حيث لم يتبق الكثير في عقودهم".

وكانت حالة أرنولد مختلفة عن الثنائي الآخر، حسب قول الشبكة نفسها، إذ إنه لا يزال في منتصف العشرينيات من عمره ويتطلع ريال مدريد إلى ضمه، في حين أن محمد صلاح وفان ديك في أوائل الثلاثينيات، ورغم أنهما مستمران على أعلى مستوى، إلا أن النادي يدرك أن عقودهما السابقة تم توقيعها عندما كانا في ذروة مجدهما.

اقرأ أيضًا | بعد تجديد عقده.. أبرز أرقام محمد صلاح القياسية مع ليفربول

ومن ثم، كان شعار مسؤولي ليفربول هو تجاهل سؤال "ما هو القرار الصحيح اليوم"، واستبداله بـ"ما هو القرار الصحيح في المستقبل".

وكشفت: "كانت المحادثة الاولى بين ريتشارد هيوز ورامي عباس موجزة وعفوية، حيث وعد المدير الرياضي بالتواصل معه قريبًا لمناقشة مستقبل صلاح، وكما فعل إدواردز وفالوز قبل سنوات، سافر هيوز لاحقًا إلى دبي من أجل مقابلة الوكيل الكولومبي، وزاره مرتين قبل نهاية عام 2024".

وسردت المزيد من التفاصيل، قائلة: "الاجتماع الأول بين الثنائي كان في آواخر سبتمبر الماضي، في حانة بأحد أهدأ المطاعم في دبي، ولكن الحديث كان قصيرًا وغير رسمي مرة أخرى، حتى سأل هيوز الأخير عما إذا كان صلاح يرغب في البقاء في ليفربول، ليؤكد له بأنه يرغب في ذلك، لكن المدير الرياضي عاد إلى إنجلترا، وكان رامي عباس قلقًا من أن النادي قد لا يكون مستعدًا للحفاظ على مستوى أجر موكله، حيث أبدى إعجابه بمسؤول ليفربول ولكنه ظل يتساءل عما إذا كان ليفربول سيظل يُقدر صلاح كما كان في السابق، كما تساءل عما إذا كان عدم الالتزام يمثل عملًا عدائيًا".

من جهة أخرى، كان محمد صلاح يقدم أداءً يتفوق خلاله على أفضل لاعبي العالم، ولم يبدِ أي علامات على التراجع، حيث كان لا يزال يسجل ويصنع بشكل غزير، ومن هنا أدرك محمد صلاح ووكيله أنه لن يتقاضى أجره إلا بناءً على ما قد يحققه في المستقبل، لكنهما أرادا الحفاظ على مكانته كواحد من أعلى اللاعبين أجرًا في العالم.

في حين أن ليفربول يصر على أن مسألة تخفيض راتب محمد صلاح لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، بل وحرصوا دائمًا على الاحتفاظ باللاعبين الذي اعتبره من ضمن الأفضل في العالم، ولم يمانعوا في سعي المصري نحو الحصول على أفضل شروط ممكنة، وكانوا يدركون كذلك ضرورة السعي لإيجاد أرضية مشتركة مع رامي عباس قبل تقديم عرض رسمي.

في الوقت نفسه، كان هناك اعتراف بأنه يجب ألا تتعارض أي صفقة مع النموذج المالي لمجموعة "فينواي" الرياضية، المالكة لنادي ليفربول، ويجب أن تكون في مصلحة النادي، كانت تلك نقطة مبدأ لا يمكن التضحية بها، بغض النظر عن مدى أهمية محمد صلاح للفريق وتعزيز فرصه في النجاح على أرض الملعب.

وفي ظل كل هذا، كان محمد صلاح يرى أن أفضل سنوات مسيرته لم تأتِ بعد، كما إنه كان يؤمن بأن أهدافه في قيادة ليفربول نحو النجاح ستمكنه من السير على خطى أساطير مثل ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما وغيرهم فيما يخص التتويج بالكرة الذهبية، خاصة وأن الغالبية العظمى من الفائزين بها كانوا في أوائل ومنتصف الثلاثينيات.

واستكمالًا لنقطة اللقاء الأول، كان رامي عباس يتسائل كذلك عن دور مايكل إدوارز وراء الكواليس، فعلى الرغم من أنه يعمل الآن رسميًا لدى مجموعة "فينواي" الرياضية، وليس النادي، إلا أن مسؤوليته في نهاية المطاف كانت إدارة الميزانيات بما يخدم مصالح كرة القدم في المنظمة، ولم يكن ليفربول يعاني من ضائقة مالية، وحتى رغم أنه كان من المتوقع أن يسجل النادي خسارة لموسم 2023-2024، إلا أنها ظلت ضمن معايير الربح والاستدامة للموسم.

وبالرجوع إلى آخر مرة جدد فيها محمد صلاح عقده، في يوليو 2022، تم التوقيع من قِبل رئيس مجموعة "فينواي" الرياضية ماك جوردون، حيث كانت المحادثات الجوهرية بين الأخير ورامي عباس، واتسمت بالصرامة والصعوبة، بل وشعر الكولومبي واللاعب أن المستقبل سيكون في نادِ آخر قبل 3 أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق.

وشعر رامي عباس بالفخر من تلك الصفقة، مدركًا أن النادي ومالكيه بذلوا كل ما لديهم من أجل الاحتفاظ بـ محمد صلاح، حتى أنهم سمحوا لكلية هارفارد في الولايات المتحدة بتحويل الأمر برمته إلى دراسة حالة.

وبالنظر إلى ربحية العقد السابق، والكشف عن مدى الطبيعة القياسية لها والذي يعكس مساعي الإدارة للاحتفاظ بالنجم المصري، فإنه سيكون من الصعب على أي من منتقديهم اتهامهم بالبخل، ولكن من الملائم كذلك للمُلاك الإبقاء على الأرقام منخفضة، فإذا عُرف أن محمد صلاح يتقاضى راتبًا أعلى بكثير من بعض زملائه في الفريق، فقد يشكل ذلك خطرًا فيما يخص إمكانية خروج هيكل رواتب ليفربول عن السيطرة.

وقررت مجموعة "فينواي" الرياضية إعادة مايكل إدواردز إلى المنظمة في مارس الماضي، ورغم قسوته في التعامل، لم يستطع رامي عباء التخلص من الشعور بأن ماك جوردون (رئيس المجموعة) سيظل مشاركًا في المفاوضات حتى النهاية، حيث أنه صاحب المال في الأساس.

وحسبما جاء في التقرير الشيق، فإن الموافقة على تجديد عقد محمد صلاح استغرقت قرابة عام، لم يكن الأمر سهلًا، في حين أن اجتماع ثاني بين رامي عباس وهيوز قد وقع في أكتوبر الماضي في دبي، لم يتقدم الحديث كثيرًا، حيث رأى المحامي الكولومبي أن النقاش كان يفتقر إلى المضمون الهادف، كان رأيه أن المفاوضات لم تبدأ بعد، حيث كانت سياسته دائمًا تتمثل في ترك النادي يتخذ الخطوة الأولى، مما يسمح له برؤية مدى تقديرهم لموكله بشكل واضح، ومن ثم فإن السرعة الشديدة أو التباطؤ يثير قلقه.

اقرأ أيضًا | باهظة الثمن.. ديلي ميل توضح سعر ساعة محمد صلاح الفاخرة خلال توقيع عقده الجديد مع ليفربول

ومع نهاية نوفمبر الماضي، لم يكن رامي عباس يعلم المبلغ الذي يرغب ليفربول في دفعه لـ محمد صلاح أو مدة العقد المطلوب، رغم إخباره بوجود عرض قيد الإعداد، لم يحدث شيء، ولكنه كان واثقًا من أن النادي سيفي بوعده في النهاية، لكنه بدأ يعتقد بشكل متزايد أن ذلك لن يكون إلا لحفظ ماء الوجه، حيث أن ذلك سيسمح للنادي بالادعاء بأنهم حاولوا الاحتفاظ بـ صلاح، رغم علمهم أن العرض المقدم له سيتم مقابلته بالرفض.

وهذا يفسر السبب وراء تصريح محمد صلاح الشهير في نوفمبر الماضي عندما أوضح أنه يشعر بكونه أقرب إلى الرحيل من البقاء، لا شيء يُصرح به علنًا دون دراسة، نادرًا ما يكون متسرعًا، كما إنه قليلًا ما يكون مرتجلًا، ففي البداية كان يخطط لإخبار سكاي سبورتس عن إحباطاته خلال المقابة التي تمت معه بعد مباراة ساوثهامبتون مباشرة، ولكن لم يتم سؤاله عن مستقبله، وفي حين توجهه إلى حافلة الفريق، سُئل من قِبل صحفيين عن الأمر، ليدلي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من موقع بطولات

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من موقع بطولات

منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
يلاكورة منذ 12 ساعة
موقع بطولات منذ 17 ساعة
يلاكورة منذ 12 ساعة
يلاكورة منذ 14 ساعة
إرم سبورت منذ 7 ساعات
قناة العربية - رياضة منذ 10 ساعات
ملاعب منذ 44 دقيقة
موقع بطولات منذ 20 ساعة