في مؤتمر «غوغل كلاود نكست 25» (Google Cloud Next) الذي يعُقد هذا العام في لاس فيغاس، كانت الرسالة واضحة: «الشرق الأوسط لم يعد مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل أصبح شريكاً محورياً في صناعتها».
ورداً على سؤال من «الشرق الأوسط» حول كيفية تكيّف «غوغل كلاود» مع التحديات السياسية والتقنية المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، قال توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ«غوغل كلاود» إن شركته تعمل كمزود تكنولوجيا عالمي داخل سياق جيوسياسي معقَّد. وأضاف: «استراتيجيتنا تتمثل في التعاون مع الحكومات، والامتثال للوائح الوطنية، وتكييف تقنياتنا محلياً لتخدم العملاء بشكل فعّال ومسؤول».
ثلاث ركائز للذكاء الاصطناعي أشار كوريان إلى 3 ركائز تعتمد عليها «غوغل كلاود» في المملكة العربية السعودية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، وهي البنية التحتية المطابقة للتشريعات المحلية والذكاء الاصطناعي السيادي؛ حيث تبقى البيانات والملكية الفكرية داخل الدولة. وقال إنه يتم تخصيص المنتجات بما يعكس اللغة والثقافة المحلية. وشرح كوريان أن ما قامت به «غوغل كلاود» في المملكة مع شركائها، مثل «أرامكو» و«كوغنايت» (Cognite) يُجسد «التزام شركته العميق بحلول سحابية متوافقة مع السيادة الوطنية». وشدد على أن «الأمر لا يتعلق فقط بنقل الابتكار، بل ببنائه مع الشركاء المحليين».
سيادة كاملة وتحكّم محلي من أبرز الحلول التقنية التي تلائم احتياجات دول مثل السعودية هو نظام «سحابة غوغل الموزعة» Google Distributed Cloud (GDC)، الذي يتيح تشغيل الذكاء الاصطناعي والحوسبة دون اتصال بالإنترنت أو بخدمات غوغل مباشرة. وذكر كوريان أنه مع نظام «GDC» يمكن للجهات الحكومية أو المؤسسات الحساسة تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محلياً مع تحكّم كامل في البيانات والبنية التحتية والأمن. واعتبر أن هذا الحل «يمثل استجابة مباشرة لمتطلبات السيادة الرقمية، دون التخلي عن قوة الحوسبة والابتكار العالمي الذي تقدمه (غوغل)».
ردم الفجوة بين التطوير والانتشار عند سؤاله حول التفاوت بين أماكن تطوير التكنولوجيا وأماكن نشرها، أقرّ كوريان بوجود الفجوة، لكنه أكد على جهود شركته لسدها. وعدّ أن «غوغل كلاود» تستثمر باستمرار في البنية التحتية والشراكات لضمان وصول المناطق مثل الشرق الأوسط إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فوري، وبما يتماشى مع اللوائح المحلية والسياقات الثقافية.
وأوضح أن لدى «غوغل كلاود» الآن أكثر من 42 منطقة سحابية نشطة، تتضمن السعودية وقطر والعديد غيرها قيد التطوير، كالكويت؛ ما يؤكد التوسع العالمي المستمر. وقال: «الأهم من ذلك هو التوطين الحقيقي، لا مجرد الحضور».
الأمن والمرونة والذكاء الاصطناعي ركّز تارا برادي، رئيس «غوغل كلاود» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، على 3 أولويات يطلبها العملاء في هذه المنطقة، وهي الأمن السيبراني والمرونة التكنولوجية والتجارية وميزة تنافسية عبر الذكاء الاصطناعي. وقال برادي إن «الأحداث العالمية الأخيرة جعلت العديد من المؤسسات تتحرّك بوتيرة أسرع نحو تبني الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وهذا ما نشهده بوضوح في أوروبا والشرق الأوسط».
الذكاء الاصطناعي وكفاءة الطاقة ورداً على سؤال حول التأثير البيئي لتوسّع الذكاء الاصطناعي، شارك كوريان مجموعة من الحقائق اللافتة. ذكر أنه تم خفض تكلفة تشغيل النماذج (inference) بأكثر من 20 ضعفاً منذ يناير (كانون الثاني) 2023 وأن الرقائق الجديدة «Trillium v7» المبرّدة بالماء تقلّل استهلاك الطاقة بنسبة 35 - 40 في المائة. ونوه بأن «غوغل» تمتلك الآن أكبر عدد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المبرّدة بالماء عالمياً، وأن بعض مراكز البيانات تعمل الآن بنسبة تفوق 95 في المائة بالطاقة المتجددة. ولفت إلى أن «غوغل» تريد «أن يرى الناس الذكاء الاصطناعي كتقنية تساعد في تعزيز كفاءة الطاقة، لا استنزافها».
الذكاء الاصطناعي للجميع أكد كوريان أن الذكاء الاصطناعي «لم يعد حكراً على الخبراء أو المؤسسات الكبرى، بل هو للجميع». وقال: «اليوم، يمكن لمطعم صغير استخدام نفس تقنيات جيميناي (Gemini) التي تستخدمها (غوغل) في بحثها وخدماتها دون كتابة سطر واحد من الكود». هذه الفلسفة تُجسد رؤية «غوغل»: «دمقرطة الذكاء الاصطناعي ليكون في متناول الجميع».
دمج الأنظمة وفتح البروتوكولات من بين الابتكارات التي تم الكشف عنها أيضاً منصة «أيجنت سبايس» (AgentSpace) التي تمكّن الشركات من دمج الذكاء الاصطناعي عبر أنظمتها المختلفة، مثل «أوراكل» و«مايكروسوفت» و«سايليزفورس». وأردف كوريان أن «هذا ليس بروتوكول (غوغل)، بل بروتوكول مفتوح صممناه وشاركناه مع المجتمع التقني لدعم بيئة متعددة الوكلاء (multi - agent ecosystem). وقد تم بالفعل تطوير أكثر من 100 موصل، وهناك 300 أخرى قيد التنفيذ، مما يسهِّل عملية الدمج دون الحاجة لإعادة بناء الأنظمة.
وأردف توماس كوريان: «بإمكانك دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالك دون أن تعيد بناء كل شيء من الصفر». وذكر أن هذا هو المعنى الحقيقي للجاهزية المؤسسية.
بنية تحتية ذكية لعصر الذكاء الاصطناعي في مؤتمر «Google Cloud Next 2025» بلاس فيغاس، عرضت الشركة رؤية جريئة وشاملة للجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي المؤسسي رؤية لا تعتمد فقط على قوة النماذج، بل على بنية تحتية متكاملة من حيث الأداء، التوافق، والانفتاح. من وحدات TPUs المصمَّمة خصيصاً للتعامل مع عمليات الاستدلال، إلى الشبكات المحسنة للذكاء الاصطناعي، والتوسُّع في السحابة الموزعة، وصولاً إلى أنظمة الوكلاء الذكية، برهنت «غوغل كلاود» على أنها لم تعد تُخطط للمستقبل فحسب بل تبنيه بالفعل.
في خطوة كبيرة نحو الجاهزية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط




