من جديد يدخل العالم منطقة اللايقين. والمعضلة أن ذاك اللايقين لا توجد له نهاية مقنعة؛ إذ إن الأحداث تتسارع، وتحمل الفكرة ونقيضها. ما يميز هذا اللايقين هو فقر في جودة المعلومات المتوفرة.
سمى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إصلاحاته الأخيرة في رفع التعريفات الجمركية على المنتجات القادمة إلى السوق الأميركية «يوم التحرير»، وسماها البعض «يوم الفوضى». واهتزت بعده تقريباً كل بورصات العالم من شرقه إلى غربه بانخفاض بعضه حاد وغير مشهود منذ عقود. البعض يرى في تلك السياسات المعلنة أنها مقدمة لكساد عالمي كبير تداعياته لن تظهر إلا بعد فترة من الزمن، وآخرون يرون أن ردة الفعل العصبية في الأسواق ما هي إلا مؤقتة، وأن تلك الأسواق سوف تتعافى بعد فترة، ولكن لا أحد يجزم بما هي الفترة التي تحتاجها.
بعد أيام من «يوم التحرير» اندفعت مجاميع من المواطنين الأميركيين إلى الشوارع في مظاهرات منددة بتلك السياسات، وأنها لا محالة سوف تنتج التضخم وارتفاع أثمان السلع. كل ذلك ونحن في بداية رؤية ردات الفعل، والتي قد تصل إلى المجالس التشريعية الأميركية.
بعض الدول استجاب بسرعة إلى الدعوة الشعبية لمقاطعة المنتجات الأميركية، وبعضها لم يتردد في رفع كبير لضريبة استيراد البضائع والخدمات من الولايات المتحدة، وآخرون ما زالوا في مرحلة الانتظار.
نحن أمام افتراضين في العلاقات الاقتصادية العالمية: إما سياسة «الحمائية» التي تفرضها الإدارة الجديدة؛ أي الاستغناء عن الخارج في السلع والخدمات، حتى لا تقع الدولة أو المجتمع تحت ضغوط خارجية أو ديون تكبلها وقد تأخذها إلى الإفلاس. كان الاتحاد السوفياتي هو رائد تلك التجربة، وطُبّقت بعد ذلك في العالم الثالث وفشلت. وإما سياسة الانفتاح تحت الفكرة الكلاسيكية: «دعه يعمل دعه يمر»، والتي قادت إلى ما عُرف بالاستعمار الحديث، ثم إلى العولمة.
البشر يدخلون في تجارب مختلفة من أجل البحث عن الخير العام، إلا أن السؤال: هل الخير العام ذاك مقتصر على الدولة والمجتمع المعني، أو أن الخير العام هو في أن تكون الدول متعاضدة ومتعاونة في سبيل تحقيق الخير الكلي للجميع؟ ذلك سؤال افتراضي لن نجد له جواباً، ما لدينا هو قراءة الواقع، وهي قراءة لا تخرج في بعض تجلياتها عن الأهواء.
ترمب في دورته الثانية، وهي وفق تعديلات الدستور الأميركي الأخيرة، يلمّح إلى أن يجدِّد إلى دورة ثالثة. تلك الفكرة في حد ذاتها تجعل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط