هل تدفع رسوم ترامب الجمركية بالولايات المتحدة نحو الهاوية

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سياسة الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات "تسير على نحو ممتاز".

يأتي ذلك بالتوازي مع تصريحات مماثلة للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت التي قالت: "هناك تفاؤل كبير في هذا الاقتصاد. ثقوا في الرئيس ترامب. هو يعرف ما يفعله، وهي صيغة اقتصادية مجرّبة".

لكن التوتر في الأسواق العالمية، والبلبلة التي أحدثتها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب يوم 2 أبريل الجاري، لم تتوقف يوما منذ ذلك التاريخ الذي أسماه ترامب "يوم التحرير"، تحرير الصناعة الأمريكية، وإعادتها إلى الولايات المتحدة، التي، فيما يظن ويرى ويعتقد الرئيس، تتعرض لظلم وإجحاف، وميزان أعرج للصادرات والواردات، يريد هو بقراراته وأوامره التنفيذية، أن يغيره لصالح "العامل الأمريكي" و"الأمة الأمريكية" و"الاقتصاد الأمريكي". ولكن هل ينجح ترامب في قلب موازين لا الاقتصاد الأمريكي وحده، بل الاقتصاد العالمي بأسره، وهل يستطيع وقف التحرك الذي أصبح واضحا جليا نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب على أنقاض نظام أحادي القطب تهيمن عليه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا الولايات المتحدة الأمريكية لا شريك لها.

يرى الاقتصادي الأمريكي المرموق وأستاذ جامعة كولومبيا ورئيس إدارة التنمية المستدامة بالجامعة جيفري ساكس أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب تشبه إلى حد كبير التعريفات الجمركية المعروفة باسم "تعريفات سموت هالي" لعام 1930، وهي عبارة عن إجراء تجاري حمائي وقعه الرئيس الأمريكي هربرت هوفر في الولايات المتحدة 17 يونيو 1930، وسمي باسم راعييه الرئيسيين في الكونغرس السيناتور ريد سموت والنائب ويليس سي هاولي، وقد رفع القانون التعريفات الجمركية على أكثر من 20 ألف سلعة مستوردة في محاولة لحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الأجنبية خلال بداية الكساد الكبير الذي بدأ في أكتوبر 1929. وهو ما كان مقدمة للكساد الكبير والأزمة الاقتصادية العالمية التي أفضت إلى الحرب العالمية الثانية.

وقد وقع هوفر على مشروع القانون متجاهلا نصيحة العديد من كبار الاقتصاديين، مستسلما لضغوط من حزبه وقادة الأعمال. كان الهدف من التعريفات الجمركية تعزيز العمالة المحلية والتصنيع، لكنها أدت إلى تعميق الكساد، لأن شركاء الولايات المتحدة التجاريين ردوا بتعريفات جمركية خاصة بهم، ما أدى في نهاية المطاف إلى انخفاض حاد في الصادرات الأمريكية والتجارة العالمية. ويعتبر الاقتصاديون والمؤرخون هذا القانون على نطاق واسع خطأ سياسي، ويظل مثالا تحذيريا للسياسة الحمائية في المناقشات الاقتصادية الحديثة. وقد أعقبه اتفاقيات تجارية أكثر ليبرالية مثل قانون اتفاقيات التجارة المتبادلة لعام 1934.

من جانبه، قارن الاقتصادي والسياسي اليوناني يانيس فاروفاكيس، الذي يشغل منصب الأمين العام لحركة الديمقراطية في أوروبا، بين الوضع الراهن وما حدث أثناء "صدمة نيكسون"، وأعاد إلى الذاكرة ما قاله وزير الخزانة جون كونالي لنيكسون حرفيا قبل يومين من إصداره قرار إلغاء الرباط بين الدولار والذهب: "سيدي الرئيس، إنهم (الأجانب) يسعون للفتك بنا Screw us، وعلينا أن نفتك بهم قبل أن يفتكوا بنا".

وقد ألغى ذلك القرار أحادي الجانب قابلية التحويل الدولي المباشر للدولار الأمريكي إلى الذهب، وهو قرار اتخذه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في 15 أغسطس 1971 ردا على تزايد التضخم.

وبرغم أن إجراءات نيكسون لم تلغ رسميا نظام بريتون وودز للتبادل المالي الدولي، إلا أن تعليق أحد مكوناته الرئيسية أدى فعليا إلى تعطيل نظام بريتون وودز. وبينما أعلن نيكسون نيته استئناف قابلية التحويل المباشر للدولار بعد تطبيق إصلاحات نظام بريتون وودز، باءت جميع محاولات الإصلاح بالفشل. وبحلول عام 1973، حل نظام سعر الصرف العائم محل نظام بريتون وودز فعليا بالنسبة للعملات العالمية الأخرى.

وقال نيكسون في حديثه عبر التلفزيون يوم الأحد 15 أغسطس 1971، عندما كانت الأسواق المالية الأمريكية مغلقة: "إن العنصر الثالث الذي لا غنى عنه في بناء الازدهار الجديد يرتبط ارتباطا وثيقا بخلق وظائف جديدة ووقف التضخم. يجب أن نحافظ على مكانة الدولار الأمريكي كركيزة أساسية للاستقرار حول العالم. وفي السنوات السبع الماضية، شهدنا أزمات نقدية دولية، بمعدل واحدة كل عام في المتوسط.. وقد وجهت الوزير كونالي بتعليق قابلية تحويل الدولار إلى ذهب أو أصول احتياطية أخرى مؤقتا، إلا بالمبالغ والشروط التي تحدد بما يخدم الاستقرار النقدي ويخدم المصالح العليا للولايات المتحدة. الآن، ما هو هذا الإجراء، الفني للغاية، وماذا يعني بالنسبة لك؟ دعني أضع حدا لمشكلة ما يسمى بتخفيض قيمة العملة. إذا كنت ترغب في شراء سيارة أجنبية أو القيام برحلة إلى الخارج، فقد تؤدي ظروف السوق إلى انخفاض قيمة دولارك قليلا. ولكن إذا كنت من بين الغالبية العظمى من الأمريكيين الذين يشترون.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة روسيا اليوم

بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في المنطقة - عاجل
منذ 12 ساعة
تركيا.. زيادة سعر الفائدة في البنك المركزي إلى 46%
منذ 5 ساعات
المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ 5 سنوات
منذ 4 ساعات
"سيتم قبول شهادته بالسجل دون اعتراض".. مجلس الشيوخ الأمريكي يقبل شهادة كلب يملكه السيناتور الأمريكي جيم جاستس، خلال جلسة استماع بالمجلس #أمريكا
منذ 3 ساعات
"دع أولئك الفلاحين الأمريكيين ينوحون أمام حضارة الأمة الصينية التي تمتد لأكثر من 5 آلاف عام".. مسؤول صيني يهاجم الولايات المتحدة ويؤكد أن الشعب الصيني لايمكن إخافته أو إخضاعه. #الصين
منذ 11 ساعة
أمير قطر ينقل لبوتين فحوى حديثه مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الدوحة - عاجل
منذ 10 ساعات
الإفطار المثالي لتعزيز الذكاء والذاكرة بشكل فوري
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
بين القضاء والطب.. دواء روسي لا مثيل عالميا له يعالج السرطان بكل مراحله
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
الشرطة تنشر لقطات مصورة للحظة اكتشاف جثتي هاكمان وزوجته
قناة العربية منذ 7 ساعات
إنجاز علمي غير مسبوق في مجال تجديد الكبد وعلاج أمراضه
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
"حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها"- نيويورك تايمز
بي بي سي عربي منذ 9 ساعات
أرنب يشعل محرك طائرة أميركية في الجو على متنها 153 راكبا.. لتعود إلى مطار دنفر وتنفذ هبوطا اضطراريا #أميركا
قناة العربية منذ 16 ساعة