أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صراعات حول الممرات المائية، منذ اللحظة الأولى لتوليه مهام ولايته الثانية، رئيسًا للولايات المتحدة. فما بين هجوم عسكري على الحوثيين في اليمن للحد من تهديداتهم لحركة عبور السفن في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، ومحاولات السيطرة علي مضيق بنما، وعرضه شراء جزيرة غرينلاند، يخوض ترامب صراعاته الهادفة لبسط الهيمنة الأميركية علي التجارة العالمية ومحاصرة التنين الصيني ومنع انتشاره في العالم.
باب المندب
شنت الولايات المتحدة الشهر الماضي، نحو 40 غارة ضد الحوثيين في اليمن، بعد اتهامهم بتنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قرصنة ضد السفن والطائرات الأميركية في المنطقة.
وترى واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، ولاستعادة حرية الملاحة البحرية، إذ ذكر ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أن أي سفينة تجارية أميركية لم تعبر قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام، وأضاف أن ذلك تسبب في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.
لكن جماعة الحوثي، سارعت بدورها إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية التي انطلقت منها الطائرات الحربية التي قتلت ودمرت مناطق عدة في اليمن.
يعد مضيق باب المندب الذي تطل عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الإستراتيجية في العالم، حيث يحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث حجم تجارة الطاقة بعد مضيقي ملقا وهرمز، الأمر الذي يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.
بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 ملايين برميل يوميًا، في حين تراجعت تدفقات النفط في 2024 بشكل حاد بلغت نسبته 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، إذ انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 ملايين برميل يوميا للفترة نفسها من عام 2023.
وفي هذا الصدد، أوضح عميد كلية النقل الدولي واللوجستيات في الاكاديمية العربية الدكتور إسلام النقيب، أن تحويل شركات الشحن طريقها نحو رأس الرجاء الصالح أدى إلى زيادة أوقات وتكاليف الشحن، إذ يُضيف نحو 15 يومًا إلى الرحلة من بحر العرب إلى أوروبا، ما يُضاعف تقريبًا وقت العبور مقارنةً بالطريق عبر باب المندب وقناة السويس، الأمر الذي يُؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وتكاليف التشغيل، ما يسفر عن ارتفاع أسعار الشحن بنسبة تتراوح بين 20% و25% تقريبًا.
وأشار النقيب في تصريحات خاصة لفوربس الشرق الأوسط إلى زيادة كميات النفط الخام والمنتجات النفطية المتدفقة حول رأس الرجاء الصالح بنحو 50% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 مقارنةً بمتوسط عام 2023.
توقف الشحن
من جانبه، يستبعد الرئيس السابق للغرفة الدولية للملاحة في بيروت ايلي زخور، عودة شركات الملاحة إلى الابحار عبر باب المندب قريباً، لافتاً إلى إعلان غالبية شركات الشحن البحري العالمية الاستمرار في اعتماد الممر البحري الأطول عبر الدوران حول أفريقيا وراس الرجاء الصالح، ما لم يتخذ قرار بوقف إطلاق النار نهائي بمشاركة جماعة الحوثي.
ولا يتوقع زخور في تصريحات لفوربس الشرق الأوسط، ارتفاع أسعار النفط والغاز طالما بقيت ناقلات النفط والغاز قادرة على الابحار الآمن عبر الدوران حول أفريقيا وراس الرجاء، إذ أن الولايات المتحدة لا يناسبها ارتفاع الأسعار، لأنه سيؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة للمواطن الأميركي، وتكاليف اضافية للشركات الصناعية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
