في أحد المجالس، جلس بجانبي رجل تقاعد مؤخراً.. تحدثنا قليلاً وسألته بعدها كيف هي أحواله في هذه الأيام وماذا يفعل. رد علي بعد أن سكت لثوانٍ فقال: كنت سابقاً أُستشار في كثير من القرارات، ويُذكر اسمي في جميع الاجتماعات، وأتلقى الاتصالات من كل الجهات. ولكن اليوم وبعد التقاعد، تغير كل شيء، لم تعد تردني تلك الاتصالات ولا أي مكالمات حتى من أقرب زملائي ولا كأني كنت موجوداً بينهم في يوم من الأيام، شعرت بأنني لم أعد مرئياً، كأنني كنت موجوداً بسبب الوظيفة فقط.
تأملت كلماته طويلاً، لم تكن مجرد شكوى، بل مرآة تعكس أزمة نفسية يمرّ بها كثير من الناس بعد التقاعد، حين تتوقف الهواتف عن الرنين، وتخفت الأضواء من حولك، وتختفي الدعوات والاجتماعات، يبدأ سؤال مؤلم بالتسلل إلى النفس، هل كان كل هذا من أجلي أنا، أم من أجل الكرسي الذي كنت أجلس عليه؟
الوظيفة قد تمنحك مكانة اجتماعية، واحتراماً ظاهرياً، لكنها لا تُشكّل ذاتك الحقيقية، والمؤلم أن البعض يكتشف متأخراً أنه بنى صورته الذاتية كلها على بطاقة العمل، لا على جوهره الإنساني، يتعامل الناس معه باعتباره «المدير» أو «المسؤول»، وحين تزول هذه الصفة، يزول معها الاهتمام والاحترام، وكأنه لم يكن موجوداً.
الحقيقة التي يجب أن نعيها مبكراً هي أن الوظيفة مرحلة مؤقتة،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية