أحمد الشوابكة عمان- يعتقد الفنان التشكيلي كمال أبو حلاوة، أن الحداثة وما بعدها أفسحت المجال لانفتاح بصري وفكري، حيث لم يعد الفن انعكاسا لمرئيات جامدة، بل صار وسيلة تحليل وتأمل ونقد للواقع، بكل تفاصيله وتعقيداته.
يمثل عمل أبو حلاوة تجربة فنية مميزة تظهر قدرة الفنان على دمج الهوية الثقافية المحلية مع مفاهيم وتجارب عالمية معاصرة. فهو لا يكتفي بالتعبير عن جماليات الطبيعة والمشاعر الإنسانية فحسب، بل يعيد صياغتها بأسلوب يجمع بين التجريد والرمزية.
ويعتبر أن هذا النهج المتوازن يظهر أن الفن لا يقيد نفسه بحدود جغرافية أو ثقافية، بل يصبح وسيلة للتواصل الإنساني العميق مع التجارب العالمية، مما يمكن من رؤيته كأحد الأصوات المهمة في المشهد الفني المعاصر على المستويين المحلي والدولي.
واستشهد أبو حلاوة الذي، لعب دورا مهما في دعم الحركة التشكيلية الأردنية وأسس معارض خاصة، مما ساهم في خلق منصة للتبادل الفني داخل الأردن وخارجه، بتجارب مثل تجربة "فرانسيس بيكون"، الذي عبر عن الاضطراب الوجودي والقلق الإنساني من خلال تشويه الجسد، وتجربة "جان ميشيل باسكيات" الذي لامس الهم الإنساني والسياسي بلغة بصرية مشحونة، تمثل له إشارات واضحة على أن الفن صار خطابا معاصرا يحاكي العقل لا العين فقط، وهذا ما استهواه إلى الجانب السيكولوجي في التكوين، كوسيلة لفهم الإنسان وإعادة الأسئلة.
ويشير إلى أنه يتعامل مع اللوحة كأداة حوارية ذات طابع اجتماعي وثقافي، تتقاطع فيها الذات مع الجماعة بحسبه، "أسعى إلى توظيف الفن لبناء جسور مع مختلف شرائح المجتمع، بهدف محو الأمية البصرية التي ما تزال تشكل حاجزًا بين المتلقي والعمل الفني، والإسهام في الارتقاء بالذائقة العامة في محيطي المحلي. هذه ليست مجرد ممارسة جمالية، بل هي مشروع فكري وتربوي، ينطلق من القناعة بأن الفن يمكنه أن يكون فاعلًا في التغيير، إذا ما أحسن توجيهه واستثماره".
ويقول أبو حلاوة: "حين أقف أمام لوحتي، لا أقف كصانع فحسب، بل ككائن يُولد من جديد في كل طبقة لون، في كل لمسة فرشاة، في كل صمتٍ يسكن بين ضربات الإيقاع البصري. لوحتي ليست مجرد مساحة أملؤها، بل هي كائن حي، أراها أحيانًا حبيبةً، وأحيانًاً طفلاً أتعامل معه بأقصى درجات الحساسية، أرعاه بخوف الأم ودهشة الاكتشاف الأول".
وشبه فرشاته عندما يحملها بالسيف، لا لمحاربة الجمال، بل لمواجهة القبح وعدوى الخفي والعجز والرتابة والصمت البصري، بحسب قوله: "أواجه بفرشاة ملطخة بالألوان، لا بالدماء، أقاتل عبر اللون لا بالعنف، أصرح في صمتي اللوني وأرقص على إيقاع الحياة، كما تفرضه اللحظة، متوتراً، عاصفاً، حنوناً، وعامضاً"، ولا يهتم لشكل السطح أو حجمه،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية