لا تعد فكرة السفر إلى كواكب أخرى واستيطانها أمرا سهلًا أو رخيصًا، ولهذا السبب قرر إيلون ماسك، بعد أن بدأ تطوير صواريخ منخفضة التكلفة في شركة سبيس إكس، الاستفادة منها مادياً من خلال إطلاق شبكة أقمار صناعية تُدعى ستارلينك، التي تهدف إلى بيع خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمناطق الريفية.
وكتب ماسك في منشور على منصة إكس العام الماضي: "ستارلينك هي الطريقة التي ندفع بها للبشرية للوصول إلى المريخ."
تقدم مذهل وأرقام نمو سريعة لقد كان تقدم ستارلينك مذهلاً، ففي مارس/ آذار، وبعد أقل من 5 سنوات من بدء الخدمة، وصل عدد العملاء إلى 5 مليون عميل، متجاوزاً السوق الخاص بمشغلي الأقمار الصناعية التقليديين مثل فياسات وهيوز في أوجهما.
ويُعد هذا النمو السريع واحداً من الأسباب الرئيسية التي جعلت المستثمرين متحمسين لضخ الأموال في سبيس إكس، حيث وصل تقييم الشركة إلى 350 مليار دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وذلك في صفقة لبيع حصص داخلية، مما جعلها الشركة الخاصة الأكثر قيمة في العالم.
التقييم الكبير والأزمات المتعلقة بتيسلا في حين أن التقييم الكبير لشركة سبيس إكس قد ظل ثابتاً في الأسواق الثانوية هذا العام، فقد شهد سهم تيسلا التي يمتلكها ماسك انخفاضاً بنسبة 55% من ذروتها في منتصف ديسمبر/ كانون الأول، بسبب تراجع المبيعات والغضب العام من دور ماسك في إدارة ترامب وتأييده للتيارات اليمينية في أوروبا.
إلا أن هناك من يخشى أن سبيس إكس قد تواجه نفس المصير، حيث قد لا يكون المستقبل المشرق لستارلينك كما يتوقع المستثمرون.
ورغم أن الفضاء مليء بالفرص، إلا أن سوق إطلاق الشحنات إلى الفضاء ليس كبيراً، حيث يتراوح حجمه بين 10 إلى 15 مليار دولار سنوياً. أما الأرباح، فهي ليست عالية أيضاً.
في المقابل، يعتبر قطاع الاتصالات قصة مختلفة، حيث تسعى سبيس إكس من خلال ستارلينك للحصول على حصة في سوق تبلغ قيمته أكثر من تريليون دولار سنوياً.
توسع خدمات ستارلينك قامت سبيس إكس بسرعة ببناء مجموعة من 7100 قمر صناعي في مدار الأرض المنخفض، وهي تمثل 62% من جميع الأقمار الصناعية النشطة التي تدور حول كوكب الأرض، وفقاً لمراقب وباحث الفضاء في جامعة هارفارد جوناثان ماكدوال.
وتحقق ستارلينك الإيرادات من خلال توفير خدمات الإنترنت للطائرات والسفن، كما تقدم نسخة عسكرية تحت اسم "ستارشيلد" تحتوي على ميزات متقدمة من الاتصالات الآمنة والمراقبة.
كما تتنافس ستارلينك مع شركات مثل "AST SpaceMobile" و"Globalstar" لتوفير خدمات الطوارئ للهاتف المحمول في المناطق النائية. ومع ذلك، تبقى أكبر فرصة لها في الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة للمنازل، وهي السوق التي يتوقع أن تمثل 63% من إيرادات الشركة هذا العام وفقاً لشركة "Quilty Space".
النمو المتوقع والتحديات المستقبلية لا تفصح سبيس إكس عن تفاصيل مالية علنية، ولكن تقديرات مؤسس "Quilty Space"، كريس كويليتي تشير إلى أن شركة الفضاء في طريقها لتحقيق نمو بنسبة 58% في عام 2025 لتصل إلى 12.3 مليار دولار في الإيرادات، مما يجعلها واحدة من أسرع الشركات التي تحقق هذا الرقم.
ومن جانبها، صرحت رئيسة سبيس إكس، غوين شوتويل، في نهاية العام الماضي أن الشركةقد أصبحت الآن مربحة.
وتوقع محللو مورغان ستانلي، بقيادة آدم جوناس، أن تصل إيرادات سبيس إكس في عام 2030 إلى 65 مليار دولار، مع تحقيق صافي دخل قدره 16 مليار دولار، مع مساهمة ستارلينك بنسبة 72% و82% على التوالي.
الحدود الفنية والتحديات التنافسية ورغم هذه التوقعات الإيجابية، هناك بعض القيود التي قد تحد من نجاح ستارلينك. فالأقمار الصناعية الحالية لا تتمتع بالقدرة على تقديم خدمات الإنترنت لعدد كبير من العملاء في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وفي المناطق الريفية، قد يكون عدد الأشخاص القادرين على دفع أسعارها المرتفعة محدوداً.
ولم تطلق ستارلينك خدماتها بعد في العديد من دول أفريقيا وآسيا، حيث الفجوات الاقتصادية أكثر اتساعاً من الأسواق التي تخدمها حالياً. كما أن هناك منافسة قادمة من شركات أخرى، مثل تلك التي يديرها الملياردير جيف بيزوس.
تحديات كثافة المستخدمين وقدرة الأقمار الصناعية تخيل أن إشارات الأقمار الصناعية لستارلينك هي مثل شعاع ضوء الكشاف فكلما اقترب القمر الصناعي من الأرض، أصبح الشعاع أضيق، مما يسمح بتناسب المزيد من الأشعة في نفس المساحة. والآن، لا تستطيع ستارلينك إدارة هذا العدد الكبير في نفس الوقت.
كما تشير البيانات حول المناطق التي توجد فيها قوائم انتظار للعملاء الجدد إلى أن ستارلينك يمكنها تقديم الخدمة فقط لعميل واحد إلى عميلين لكل كيلومتر مربع، حسب تقديرات تيم فارار. (السعة في العديد من المناطق، مثل لندن ومنطقة سياتل-بورتلاند، قد وصلت إلى الحد الأقصى).
وتقدمت سبيس إكس إلى الهيئات الناظمة للحصول على إذن لخفض ارتفاع أقمارها الصناعية واستخدام نطاق أوسع من الترددات الراديوية، وهو ما من المحتمل أن يواجه معارضة.
كما تعد سبيس إكس بتحسينات كبيرة في الأداء من خلال أقمارها الصناعية الجديدة V3 التي سيتم إطلاقها بواسطة صاروخ "ستارشيب" العملاق الذي لا يزال قيد التطوير.
وتقول الشركة إنها ستكون قادرة على إرسال 10 أضعاف البيانات إلى المستخدمين مقارنة بالأقمار الصغيرة من فئة V2. لكن حتى إذا سمح هذا بزيادة كثافة المستخدمين إلى 10 مستخدمين لكل كيلومتر مربع، فلن يتمكن من خدمة الكثير من العملاء في المناطق الحضرية.
ففي نيويورك، على سبيل المثال، يمكن لـ "ستارلينك" خدمة نحو 7 آلاف أسرة في مدينة يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة.
التحديات في الأسواق الحضرية والأسعار العالمية تعد المدن، كما هو معروف، المركز الذي يتدفق فيه المال. ويقدر الخبير الاقتصادي ليونيت أن أقصى سوق مُستهدفة لستارلينك في 125 دولة ومنطقة تخدمها - بالإضافة إلى منافسيها - يتراوح بين 15 و20 مليون عميل، بناءً على توزيع السكان القادرين على تحمل تكاليف الخدمة.
ومع ذلك، لم تتمكن سبيس إكس من الحصول على الموافقة لبدء الخدمة في العديد من الدول، أبرزها الهند. لكن الفرصة هناك أقل مما يعتقد الكثيرون، على الرغم من عدد السكان الكبير في الهند البالغ 1.4 مليار نسمة، كما يوضح ليونيت. حيث أن 3% فقط من الأسر في الهند لديهم دخل يزيد عن 35 ألف دولار سنوياً.
ويشير ليونيت إلى أن فرصة ستارلينك في زيادة نطاقها في الهند تقتصر فقط على تلك الـ 3% التي لا تزال بدون الإنترنت، وربما تكون نسبة صغيرة منها.
وقد يكون العدد الإجمالي للأسر في هذه الفئة بضع ملايين فقط، وهو عدد كبير ولكن ليس تحولاً جذرياً. ومن غير المحتمل أن تحقق ستارلينك الكثير من الأرباح منها.
وتبدأ باقات الإنترنت في الهند من 12 دولاراً شهرياً، في حين أن خدمة ستارلينك العادية في الولايات المتحدة تبلغ 120 دولاراً شهرياً. وسيتعين على الشركة تقديم خصومات كبيرة على الأسعار للحصول على حصة في السوق الهندي، كما تفعل في العديد من الأسواق الناشئة.
استراتيجية التسعير وأرباح ستارلينك المستقبلية يعتبر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط