تشعر كندا باستياء وغضب شديدين من فرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية على السيارات والصلب والألمنيوم. في الواقع، بلغ استياء الكنديين حدّ الانخراط في تظاهرات مُحتشدة، متعهدين بهزيمة سياسات ترامب الاقتصادية وألا يصبحوا الولاية الأمريكية ال 51. ولكن، بينما قد يظن الشمال أنه في حرب تجارية، فإن تصرفات الحكومة والشعب تشير إلى أنهم منخرطون في صراع وهمي.
ففي جميع أنحاء كندا وعلى منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، تشجع الشركات والمشاهير والمنظمات المستهلكين على شراء المنتجات المصنعة محلياً. وقد حققت هذه الحملات التسويقية نجاحاً معقولاً، حيث أظهر استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة «ليجير» أن ثلثي المستهلكين الكنديين يشترون كميات أقل من المنتجات الأمريكية، وأن 55% قلّصوا حجم مشترياتهم من أمازون. حتى أن رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو صرح بأنه سيستخدم كاتشب «فرينشز» بدلاً من «هاينز».
المثير في الأمر أنه خلال هذه الحملات، يصور المتسوقون أنفسهم وهم يقاطعون الشركات والبضائع الأمريكية دون أن يدركوا أنهم ما زالوا يشترون من الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، «فرينشز» نفسها، هي في الواقع علامة تجارية أمريكية مملوكة لشركة ماكورميك! صحيح أن الطماطم تُزرع في كندا، لكن أصل هذه الشركة هو الولايات المتحدة.
وأيضاً، نشر أشخاص على منصة «ريديت» صوراً وهم يتناولون آيس كريم «تشابمانز»، وهو من المنتجات الأساسية التي يفضلها الكنديون. ربما لا يدرك هؤلاء أن الشركة تعتمد على موردين أمريكيين في توفير المكونات الرئيسية لمنتجاتها.
مثال آخر، يرتشف كثير من الكنديين، وغيرهم، مشروب المياه الغازية الشهير «بوبلي». ورغم أن المغني مايكل بوبلي روج لهذا المشروب، إلا أنه مملوك في الواقع لشركة «بيبسيكو» الأمريكية، وهذا هو الأهم.
هل شاهدت مؤخراً مباراة فريق تورنتو بلو جايز للبيسبول، حين هتف المشجعون باسم كندا كثيراً، وأطلقوا صيحات الاستهجان للنشيد الوطني الأمريكي؟ على الرغم من غضب سكان تورنتو بشأن تبجح جارتهم، إلا أنهم كانوا سعداء جداً بحضور مباراة دوري البيسبول الرئيسي للمحترفين المملوك أصلاً للولايات المتحدة!
في غضون ذلك، أعادت المقاهي المستقلة تسمية قهوة أمريكانو الشهيرة إلى «كاناديانو». وهذا يرجع بنا إلى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما غيّر المحافظون تسمية البطاطس المقلية من «فرينش فرايز» إلى «بطاطس الحرية» «فريدوم فرايز»، احتجاجاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية